التحريض على تحرش الرجل بالمرأة مسئولية من؟



غازي الجبوري
2009 / 12 / 1



تشكو الكثير من النساء من ظاهرة التحرش المنتشرة بشكل واسع في العديد من الدول العربية وهذه الظاهرة رافقت الإنسان منذ وجوده إلا أنها تختلف بالنوع والكم من زمان إلى آخر ومن مكان إلى آخر أيضا تبعا للظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

ماهية التحرش
التحرش هو إرسال رسائل لفظية أو فعلية من الرجل إلى المرأة وبالعكس تعبر عن مدى الإثارة التي وقعت للمتحرش بسبب المتحرش به ومدى الرغبة في التخفيف من هذه الإثارة بتفريغ شحناتها عبر هذه الوسيلة أو أملا ً باستجابة الطرف المتحرش به والقبول بتأسيس علاقة عاطفية توفر وسيلة تفريغ عملية تلك الشحنات وقتيا أو لأطول فترة ممكنة .

ويتم التحرش غالبا بألفاظ وحركات وأفعال غير مهذبة لكن هذا لايعني عدم حصول تحرشات مهذبة ولائقة لكسب ود المتحرش به وتصدر مثل هذه التحرشات ممن هم أكثر تعليما. وبطبيعة الحال فان نسبة المتحرشين من الرجال بالنساء أكثر بكثير من نسبة المتحرشات بالرجال ونعتقد أنها تقدر ب (90/10) لان الرجال أكثر جرأة وقدرة على التصرفات الوقحة.

أسباب التحرش
إننا نعتقد أن أسباب هذه الظاهرة تعتمد على عوامل عدة نذكر منها مايلي:
1- طبيعة الحياة الاجتماعية ، فنجد أن هذه الظاهرة تزداد في المجتمعات الأكثر انغلاقا وكبتا بسبب الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي تمنع أو تقيد الاختلاط بين الإناث والذكور وإقامة العلاقات العاطفية الحرة مما يساعد على ازدياد احتقان العواطف ومحاولة التخفيف منها أو تفريغها بأية طريقة متاحة سيما في الدول الفقيرة التي تقل فيها حالات الزواج بسبب العامل الاقتصادي.
2- طبيعة الحياة الاقتصادية ، فنلاحظ أن الدول التي تتميز بوضع اقتصادي جيد تزداد فيها حالات الزواج مما يخفف من حدة ظاهرة التحرش أما الدول التي تعاني من وضع اقتصادي صعب فان عدد المتزوجين يقل وبالتالي تزداد ظاهرة التحرش.
3- وهو الأهم ويعود إلى ارتداء النساء للملابس المغرية والمثيرة للغرائز الجنسية للرجال سواء بهدف الظهور بمظهر لائق ومعاصر تقليدا للموضة لجلب الاهتمام والإعجاب من قبل الإناث أو كلا الجنسين أو لإثارة الرجال فحسب.
4- المستوى الثقافي للمجتمع إذ تكثر مثل هذه الظواهر في المجتمعات المتخلفة وتصدر من غير المتعلمين أو الحائزين على تعليم منخفض.
5- زيادة الهورمونات الذكرية لدى الرجال عن الحد الطبيعي والهورمونات الأنثوية لدى الإناث عن الحد الطبيعي مما يجعل السيطرة على الغرائز أمرا ليس بالسهولة التي نظنها

نخلص مما تقدم أن الحكومات أولا و المرأة ثانيا هما المسئولان عن ظاهرة التحرش فالمرأة تستفز مشاعر الرجل بملابسها أو كلامها أو حركاتها أما الحكومات فهي مسئولة عن نشوء الظواهر السلبية في المجتمعات كما إنها مسئولة عن اجتثاها إذا كانت حكومات وطنية حقا