عن التحرش الجنسي...الجزء الأول



مراد حسني
2009 / 12 / 3

لماذا التحرش؟
المياه المسروقة حلوة...
تلك المقولة القديمة من الأدب الحكمي اليهودي...وهل يمكن أن نرى آثارها اليوم في مجتمعنا المصري؟
إن الكلمات التالية لا علاقة لها بالدين، و لكن بتحليل ظاهرة نفسية و إجتماعية، فمن يريد حشر الدين في هذا الموضوع، أنصحه بالتوقف عن القراءة الآن .
لديك صديقة، تؤمنان بالحرية الجنسية، أو أنت متزوج، و في الحالتين يمكنك أن تكون مع صديقتك/زوجتك بكامل حريتك، لتفعلا ما شئتما، برضا الطرفين، حيث يمنح كل منكما الآخر صلاحيات معينة
ولكن في التحرش قد تنال كل ما تريده من لمسات بالغصب، لا تُمنح لك، و لكنك تنتزعها
تلك الإنتزاعة التي تجعلك تشعر بوجودك في الحياة، فأنت قوي، لا شيء يقف أمامك، تنال كل ما تريده بمجرد أن تقرر ذلك، بلا أي مِنَح ولا مفاوضات ولا أعباء ولا إلتزامات.
ولذلك فإن المياه المسروقة حلوة

لماذا المجموعات؟؟
كما أن التحرش لا يتم في حالة فردية، أي لا تجد شخص واحد يسير ليتحرش بالبنات، بل دائما ما يتحركون في سرب، كالحيوانات الضارية، لا تصطاد فرادى، بل في مجموعات، ليستمد منهم قوته و سطوته
أضف إلى ذلك أن الإنسان كائن إجتماعي، لا يعيش بمفرده، لإنه يستمد وجوده من وجود الآخرين و إستجاباتهم له و تفاعلهم معه، و لذلك فإن المتحرش عندما يُبرمِج عقله على التحرش، فإنه يتحرك مع أصدقاءه، فيشعر بالنشوة لإنه يبدو كالمنتصر أمام جماعته عندما ينتهك حرية تلك الفتاة التي تسير في الطريق.
ويوجد شهود، لإن الفرد يستمد بطولته من الجماعة و الشهود على ما قام بإنجازه، فينجزهخ على فم شاهدين أو ثلاث، فتتناقل القصة على ألسنة الشهود لتذهب إلى ألسنة المستمعين الذين ينقلونها بدورهم، و تستمر الطاحونة لتنتشر القصص و الحكايات عن هذا البطل الهمام الذي يمتلك الرجولة ليمسك بيديه جسد تلك المرأة الغريبة التي لا يعرفها بالقهر.
وعندما يبدأ في قص بطولاته على المستمعين، يكفيه أن يقول: أقسم بالله إن فلان و فلان و فلان شافوني و انا بعمل كده
ويهز المسمتعون رؤوسهم ليبدأ كل منهم أن يتخيل في رأسه كيف كان الموقف، و كيف كان ملمس جسد تلك المرأة، فينتصب عضوه و يعمل الرادار الذي لا تقرأ شاشته غير كل ما هو مؤنث
ليبدأ هو أيضا بتكوين جماعته ليمارس تلك العملية القذرة من التحرش الجنسي
ثم ماذا؟
قد يتسائل أحد عن الحلول لتلك القضية، فلا أضيف على الأقل الآن أي حلول، لأن بعض الجمعيات الحقوقية النشطة، و الكتاب الصحافيين اقترحوا أن يقوم المواطنون بتصوير أي شاب يتحرش بفتاة ، لكي يتم إلقاء القبض عليه

مدونة عن مصر أتحدث
http://3an-misr.blogspot.com