الكفن الأسود



كريم عامر
2004 / 6 / 15

لقد انتشرت فى الاونة الأخيرة ظاهرة مرعبة ومخيفة....الا وهى انتشار هذا النوع من الأكفان السوداء التى ترتديها النساء وهن أحياء والتى يطلق عليها البعض اسم (النقاب) فهو ليس الا كفنا للأحياء.
فى الماضى لم تكن مثل هذة الملابس موجودة فى بلادنا اللهم الا بين البدو الرحل الذين تختلف عاداتهم وتقاليدهم عن افكارنا ومعتقداتنا تمام الاختلاف....فكيف بدأ هذا الانتقال التدريجى لهذة الأفكار المتخلفة الينا فى مجتمعنا المدنى؟
البداية منذ حوالى قرنين ونصف من الزمان....وفى بلدة صغيرة فى شبة الجزيرة العربية تقع بقرب الرياض الحالية وتسمى الدرعية....خرج رجل ضال مضل يدعى محمد بن عبد الوهاب وأسس مايعرف الان باسم الحركة الوهابية المنبثقة عن الفكر الوهابى المتطرف الذى وضعة ذالك الرجل.

كان هذا الرجل يسعى الى تدمير بعض الافكار التحررية التى كانت قد بدأت فى الانتشار انذاك بفضل الانفتاح العثمانى على الخارج واستقدام الدولة العثمانية التى كانت شبة الجزيرة العربية تتبعها فى ذالك الوقت للعلماء والفلاسفة الغربيين الذين قاموا بنشر بعض الافكار التحررية التى كانت ممنوعة من التداول قبل ذالك.فبدأ هذا الرجل بهدم الاعمال الفنية والاثار بوصفها اصنام....كما قام بهدم الشواهد التى على القبور والاضرحة بحجة ان الناس قد اتخذوها الهة وقرابين.....بالاضافة الى اجبار النساء على لزوم منازلهن وارتداء هذا الكفن الأسود عند الخروج....الى اخر تلك الخزعبلات التى لاتخرج الا من ضعاف العقول.



وبالطبع ....وقف شرفاء عصرة فى وجهة وحاولوا اثناءة عن مقاصدة التخريبية ....فلجأ الى أحد امراء المنطقة وهو الأمير محمد بن سعود ....جد الاسرة المالكة السعودية حاليا....وبدا أن الأمير قد راقت لة أفكارة .....فأمدة بالمال والرجال والسلاح كى يحقق أفكارة على أرض الواقع....ومات محمد بن عبد الوهاب وورث أبناءة عنة تلك الأفكار والمعتقدات وساروا على درب والدهم فى نشرها....وبدأ نجم الحركة الوهابية يعلو ويعلو حتى خاف السلطان العثمانى فى الأستاة على نفوذة هناك فأمر محمد على باشا والى مصر بتجريد حملة للقضاء على الحركة الوهابية....ودخل الجيش المصرى الى الدرعية ....وقضى على الحركة وأعاد الأمور الى نصابها الطبيعى
لكن سرعان ما عاد ال سعود الى الحكم ومعهم تلك الافكار الرجعية ....و أسسوا مايعرف الان بالمملكة العربية السعودية .....فهل نحن سذج الى هذا الحد الذى نتقبل فية تلك المذاهب الرجعية....وهل ذهبت منا عقولنا حتى نتشبة بهؤلاء البدو الرحل الذين لولا ظهور النفط فى بلادهم لهلكوا عن اخرهم.
يجب علينا أن نحافظ على هويتنا الثقافية بعيدا عن تأثير الافكار الرجعية الهادفة الى محو هويتنا وبالتالى محونا من الوجود نهائيا.....ونصيحة أخيرة الى الفتاة...لا تغترى بمن يضع لك السم فى العسل ولا تتقبلى افكار هؤلاء....فهى فى النهاية تسعى الى تهميش دورك ووضعك فى المكان الذى لا يليق بك ....لا تقبلى ارتداء الأكفان السوداء وان غيروا اسمها....فهى الخطوة السابقة لدفنك حية داخل مايسمى ببيت الطاعة(عفوا ..قبر الطاعة)....فهذا المجتمع الذكورى لاهم لة الا ملاحقتك اينما كنت واينما ذهبت.....فلا تستسلمى لسلطانهم المزيف....وأجبريهم على الانسحاب من طريقك....وسيري الى الأمام .....فان أمتنا لن تنهض الا بنهوضك ولن تتقدم الا بتقدمك ....ولن ترقى الا برقيك...
انت نصف المجتمع الفعال.....فلا تعطى الفرصة لاعدائك أن يبطلوا مفعولك