حماية الأمومة والطفولة لدى المنظمات العالمية..أين نحن منها ؟؟؟؟؟



انتصار الميالي
2009 / 12 / 8

كثيرا ماسمعت وسمعتم عن عصبة الأمم، وقرارات عصبة الأمم، وكيف إن هذه القرارات ملزمة لجميع الدول بما فيها العراق، الذي سبق وان كان موقعا على جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، واليوم لانرى لها وجود على الساحة العراقية، ولانرى تلك المساعي التي يصب في جوهرها تطبيق ولو بند من بنود الاتفاقيات الدولية ضمن خطة وطنية هادفة إلى تحسين وضع المرأة والطفل تشارك بها جميع الإطراف الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع.
وكثيرا ماكنت ابحث وابحث عن هذه الاتفاقيات لزيادة معرفتي بنصوصها، وكم تمنيت إن تتسلح جميع نساء بلدي بهذه القوانين لتكون على علم ومعرفة بحقوقها وحقوق طفلها لتستطيع حماية أسرتها مستقبلا وتحقيق العدالة بما يضمن لها المساواة في كافة المجالات.

إن اهتمام المنظمات والهيئات الدولية بالأمومة والطفولة يتمثل فيما تصدره من مواثيق دولية ، وقد بدأ هذا حين أقر مؤتمر عصبة الأمم في 21 ديسمبر 1924م اتفاقية جنيف الخاصة بحقوق الطفل ، وهذه الاتفاقية الملزمة دولياً لم تجد التطبيق العملي الواسع لها إلا بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء هيئة لأمم المتحدة عام 1945م .
واتفاقية جنيف تتضمن حماية للأطفال من سن السابعة إلى سن الخامسة عشرة ، وكذلك العجزة والأطفال وحالات الولادة في مناطق النزاع والحروب وحقهم في الانتقال إلى مناطق آمنة ، وتنص الاتفاقية على حرية مرور المهمات الطبية والملابس والأغذية والأدوية والأطفال المشردين الذين لا مأوى لهم لبلد محايد ومعاملتهم بنفس الرعاية المقررة في البلد المحايد ، كذلك توفير الغذاء الإضافي للحوامل والأطفال المعتقلين والسماح لهم بالذهاب إلى المدارس وتخصيص أراضي للعب الأطفال(1) .
ولمنظمة الصحة العالمية دور نشط في حماية الأمومة والطفولة وهذا الدور متمثل في التعاون الواضح بين هذه المنظمة وباقي المنظمات الأخرى العالمية والإقليمية والوطنية ، مما كان له أثره الفاعل في الحصول على النتائج الباهرة في ميدان حماية الأمومة والطفولة وبخاصة في خفض نسبة وفيات الأمهات وأطفال أو مقاومة الأوبئة والأمراض أو تحسين الصحة بوجه عام ، كما تمتاز المنظمة بحرصها على إشراك الهيئات الدولية الأخرى في إعمالها والاستفادة منها ، وفي مجال الوقاية فقد نجحت المنظمة في القضاء على كثير من الأمراض والأوبئة المعدية السريعة الانتشار .
وقد وافقت جميع دول العالم الممثلين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1959م على إعلان ميثاق حقوق الطفل الذي أقر مبادئ هامة نذكر منها:

1 - يجب أن يتمتع الطفل بكافة الحقوق الواردة في هذا الإعلان دون استثناء بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي.

2 - أن يكون للطفل حق التمتع بوقاية خاصة حتى ينشأ من النواحي البدنية والروحية والاجتماعية على نحو طبيعي.

3 - أن يكون للطفل منذ ولادته الحق في جنسية معينة.

4 - أن يتمتع الطفل بالأمن الاجتماعي وأن يكون له الحق في التغذية الكافية.

5 - توفير العلاج الخاص والرعاية الصحية للطفل في حالة أصابته بالعجز بسبب إحدى العاهات
6 - أن يحظى الطفل بالمحبة والفهم ويجب أن ينمو تحت رعاية والديه.

7 - للطفل الحق في الحصول على وسائل التعليم الإجباري المجاني.

8 - للطفل الحق في الحصول على الوقاية والإغاثة في حالة وقوع الحوادث.

9 - وقاية الطفل من كافة ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال.

10- أن يتم تنشئة الطفل بروح التفاهم والتسامح والصداقة .

وفي مجال الاهتمام بالطفولة أنشأت الأمم المتحدة المنظمة الدولية للطفولة التي استصدرت قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار سنة 1979م السنة الدولية للطفل رغبة منها في حث الدول الأعضاء لبذل مزيد من العناية والرعاية لهذه الفئة الضعيفة وذلك عن طريق إبراز احتياجاتها بشكل عام ووضعها تحت نظر المسئولين والمخططين .
وقد خص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الأمومة والطفولة بالاهتمام في كثير من بنوده حيث وردت الأسرة بصفة عامة في الفقرة الثالثة من المادة (16) ، والأمومة والطفولة بصفة خاصة في الفقرة الثانية من المادة (25) ، وبجانب تلك النصوص تضمنت مواده نصوص تؤكد حقوق الطفل وتحميها ، حيث قررت المادة (1) على أن : يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق والمادة (3) على الحق في الحياة والحرية والأمن الفردي ، والمادة (9) على أنه : لا يجوز إخضاع أي فرد للاعتقال التعسفي أو الحجز أو الإبعاد ، والمادة (15) على حق كل فرد في اكتساب الجنسية وعدم الحرمان من ذلك ، وتضمنت المادة (26) على حق كل فرد في التعليم الإلزامي ومجانية التعليم في مراحله الأولى وهذا الأساس التربوي في تدريس حقوق الإنسان وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يصبح النموذج الواجب إتباعه لتدريس الأطفال في الدول العربية حتى تكون الأجيال القادمة أكثر تفهماً وإدراكاً لما هية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ووضعها موضع التنفيذ في دولهم التي كانت ولا تزال تعاني من انتهاك الحقوق والحريات نتيجة لجهل بها وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1959م باعتماد حقوق الطفل المعترف بها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .

إما بالنسبة للاهتمام بالطفولة والأمومة في العالم العربي ، فقد صدر ميثاق حقوق الطفل العربي عام 1984م الذي جاء في ديباجته أن هذا الميثاق جاء مواكباً لما تضمنه ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية من مبادئ لحماية الطفولة والأمومة ، كذلك جاء بها أن الوحدة العربية هي الهدف الأسمى لكل طفل عربي ، وانتهت الديباجة بقولها أن الدولة العربية تصدر هذا الميثاق معاهدة على الالتزام بمبادئه وأحكامه أساساً لسياستها وخططها في مجال تنمية الطفولة ورعايتها ، ونص الميثاق في المادة (40) على إنشاء منظمة عربية للطفولة تضطلع بتنسيق الجهود العربية في مجال تنمية الطفولة ورعايتها وهذه المنظمة تكون إلى جانب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وهى إحدى منظمات جامعة الدول العربية ، إضافة إلى إنشاء المجلس العربي للطفولة والتنمية والذي يحقق الأهداف السالفة الذكر ، كذلك نص الميثاق في المادة (41) على إنشاء صندوق عربي لتنمية الطفولة ورعايتها تكون موارده في خدمة برامج المنظمة العربية للطفولة ويركز على المشاريع القومية والبرامج المشتركة وتلبية الحاجات الأساسية للأطفال في الدول العربية الفقيرة ، كذلك نص الميثاق في مواده من (8) حتى (14) على حقوق الطفل العربي في الرعاية الأسرية وفي الأمن الاجتماعي والاسم والجنسية وفي التعليم والخدمة الاجتماعية وفي رعاية الدولة وحمايتها له وفي الانفتاح على العالم والحماية التشريعية(2) .

1 - العمل على سن تشريعات قانونية جديدة تكفل حماية حقوق الطفل في مراحل عمره المختلفة .
2 - العناية ببرامج الوقاية الأولية لمنع حدوث الإعاقة أصلاً.

3 - إعداد برامج لتنمية السلوك البناء لدى طفل الروضة بما يضمن حسن مواجهته لمشكلات الحياة اليومية .

وفي عراق مابعد التغيير تبقى حقوق المرأة شعارات ينادي بها الكثير وتمتلئ بها جدران البنايات واسيجة المتنزهات ولكن بعيدة عن التطبيق في ابسط الأمور، كذلك هي الطفولة رهينة للكثير بدأً بالصراعات السياسية والطائفية ومرورا بالتهجير والعنف وصولا إلى الحرمان والفقر والتشرد، لذا لن نستغرب زيادة أسراب الطيور التي فقدت أجنحتها لنراها تائهة وضائعة تجوب الشوارع وتسكن المفارق والأرصفة بدلا من إن تطوف في فضاء المعرفة والحرية والسلام، ولاندري كم من الجهد نحتاج له ويحتاجه كل من يفكر بإسعاد الطفولة وحماية المرأة في دولة ابتعدت كثيرا في مسارها عما يؤمن الحياة الحرة الكريمة لنسائها ولأطفالها الذين باتوا يشيخون قبل الأوان، بدلا من إن يعيشوا طفولتهم كسائر أطفال العالم..وتزامنا مع ذكرى صدور الكثير من المواثيق الدولية الخاصة بالطفل والمرأة وحقوق الإنسان والتي تنتظر التطبيق..... هي دعوة صادقة مني لكل من يحمل صفات الإنسانية ويؤمن بمبادئها إلى إن يساهم مع شركاء الإنسانية مهما اختلفوا من اجل إنقاذ طفولتنا العراقية وتحقيق السعادة لهم.......