دروبٌ في الذاكرة



هيفاء عبد الكريم
2009 / 12 / 24

لا شيءَ يحركُ واجهة َ الأمس ِ
أجنحة ٌ تنطلقُ بلا ضَجيج
فوقَ القمم ِ الفضيةِ.
في دروبِ الذاكرةِ
تجارٌ وسماسرة ٌ
لأرصدة ٍخاسرةٍ
تحملهُا طائراتٌ
في أفواهِ الليل ِ
حمما ًعلى شفاهِ الأطفال ِ
نحوّ َرايات تُطلقُ
حماماً أبيضا ً
يحط ُ على نوافذ أليفةٍ
مسكونةٍ بسرِ أرواح ٍ نبيلة ٍ
تحرُسها أشجارُ سدرٍ
في حدائِقنا الثكلى
وهيّ ترسمُ وجوهَنا
منذ ُ بابل والطوفان
وسرُ الخليقةِ الأولى

* * *

في وضح ِ نهارِنا
المترنح ِ بالثلج ِ
قديسونُ يلوحونَ بأكفهم البيضاء
في احتراق ِ حشرجةِ صوتٍ
نازفٍ في ليل ِ المنافي.

من خلفِ جدار ِالمسافاتِ ،
وهي تنأى بنا،
نقول سلاما ً للشواطئ
فيجيبُ الصدى
من تحتِ رمادِ السنين
من جوع ِ الفقراءِ
من قواميس ِ الشهداءِ
من أحواض ِ الزهرِ في مهدِ الطفولةِ
من قاع ِالآبارِ المهجورةِ
والمدن ِ الغريقةِ
وهي تئنُ تحتَ أنهارِ العافيةِ
من أغان ٍ وأزهارٍ برية ٍ
تمشطُ شعرَها أوتارُ المطرِ
في ليال ِ عشق ٍ بهيةٍ
ترنو عندَ مغيبِ نجم ٍ
يهمسُ للريح ِ العاتيةِ
وهي تصبغُ وجهَ النهرِ والنخيل ِ
على أشلاءِ أرصفة ٍنديةٍ
صلواتُ الفجرِ ودخانُ الموتِ
فوقَ خارطةٍ
ترسمُ وجهَها الأرجواني
على لوحِ التأريخ ِ
قرابين من رماد ٍ
على جنحِ غيمةٍ
يسكُنها نشيجُ الأمهاتِ
على بوابةِ ,,مابين النهرين,,

* * *

من شواطئِنا المهجورةِ
وهي تصرخُ بالقادم البعيد..
نقطعُ الطريقَ
نحوَ خطواتِنا الأخيرةِ
نحو دروبٍ رسمناها
نحو بيوتٍ شيدناها
نذهبُ للبدايةِ من نهاياتِها
نقبض ُ على نبض ِ اللحظةِ
نكتشفُ شمسا ً
في عتمةِ المستحيل..