نزق الحب



يسرا القيسي
2009 / 12 / 25

قالت له سأنتحر أن تخليت عني فأنت حبي الاول...واللهفة الاولى وخفقة القلب الحقيقية ....؛ سأنتحر ...سأنتحرليس تهديدآ أعرف أن الأنتحارتفكير ساذج لأنسانة فاشلة في الحياة...؛ وأدرك تمامآ أنه حرام في الشرع والدين ... لكن أهون عليّ من عذابي لفراقك ... سأشتاق وسأحن اليك...؛ عندما غادرها حبيبها سامر ...حاولت قمر أن تحتال على الزمن ليمر بسرعة وتسحق ساعاته الثقيلة التي تزحف ببطئ السلحفاة..؛ بذلت جهدآ كي تحرق أيامها كما يحرق عقب سيكارة غابات بأكملها. ... بكته كثيرآ ...أحبته أكثر ... حبه أوجع قلبها ... عصف بوجدانها ...أحبته حبآ يفوق الوصف ... كانت قمر تتوقف عند قوة مشاعرها الجارفة ..؛ أنهارت كطفلة رحلت عنها أمها .. لأن القدر كان أسرع من كلمات وداع أمها ...؛ كان رحيل سامر عنها فيه شئُ من السادية وكأن عذابها يريحه ويرضي غروره ... هل كان عليها أن تمسك بأطراف قميصه وتتوسله ؟ أكان عليها أن تستجديه وتذل كرامتها لتستبقيه الى جانبها أهذه الرجولة بمفهومه ؟ يعلم سامر بأنها ستكون من بعده جسدآ بلا روح ... ولن تتذوق طعم الاشياء بدونه ...؛ تحدثت اليه بالساعات...بعثت له عشرات الرسائل كي تقنعه بالتراجع عن قراره وأنها لا تطيق العيش بدونه ؛ الزمن من بعده سيتوقف ؛ وعقارب الزمن ستتمرد ... ستحتج ... لعدم وفائه لأيامهما وليالي سمرهما ... ولساعات حبهما الطويلة ...؛ حلمت كثيرآ في قصر حبهما ... شاركها حلمها ... ثم تركها تتمرغ بتراب القصر....؛ كثيرآ ما سمعتها تهاتفه وتعترف له بصراحة ووضوح أنساني وببراءة طفلة مولعة بلعبتها الوحيدة ...؛ يا حبيب عمري أدمنتك ؛ أدمنت سماع صوتك الرخيم ؛ فكيف كان عليها أن تقنعه وهو لا يسمع صوتآ غير صوته ..؛ لقد بُح صوتها وهي تحاوره .. مرات ومرات .... نادته بأعلى صوتها ليبقى جنبها ومعها ... ؛ أصبحت قمر عبدةً لصوته ... حين تسمعه.... تنسى العالم وتنسى كل من حولها وتضيع خلف صوته ... وتغيب ... وتُغيّب عقلها ... لقد أدمنت كل تناقضاته ... لا... بل أحبت حتى أخطائه ...؛ كم من مرة غفرت له خياناته الهاتفية ونظراته للصبايا ... همست في أذنه كثيرآ أفتقدك حين يغيب القمر وأُقبل صورك ولأ أحب من بعدك بشر ... ؛ أصبحت أسيرة لعاصمة هو فيها الذكرى والذاكرة ... ذكرى لكل شئ لمسته وعاشته معه ... ذاكرة أسقطت كل ما هو دونه ...؛ ذهلت ... صعقت ... لسفره المفاجئ الذي نزل على رأسها كالصاعقة فخيم الحزن على حياتها ...؛ سافر سامر .... تركها لوحدتها ... تعاني من شتائها بلياليه الباردة الطويلة ...؛ قالتها بألم ومرارة ... هي حيرى ... ولا تعرف حقيقة حيرتها !!...؛ التبست عندها المشاعر ؛ قالت بكثير من الشجن والاسى ؛ انا سعيدة رغم مرارة هجره ؛ سعيدة لانه ترك حقيبته وكتب أُهديت له ... وبعض صور وأوراق تحمل أفكاره ولمسات أصابعه الرشيقة ...؛ سعيدة لوجود ملابسه .. بتُ أعطرهم ... أبخرهم .. أقبلهم ... وأمزقهم ...؛ بقاء أشياءه عندي مشروع عودة ...؛ تعودت قمر على وجوده معها .. رغم عبثيته وفوضويته ؛ رغم القلق الدائم من الاستمرار معه ..؛ فهو لا يعرف ولا يعي مفهوم الحب وقيمه السامية ؛ فالحب عند سامر حالة مزاجية ... الحب عنده نزوة ...؛ والحب عند قمر مبدأ.....