(خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير ...



حسين حامد حسين
2009 / 12 / 27

(خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير ...
مداخلة ورأي ...

ملاحظة :
مقالي هذا اوجهه الى كل النساء العاقلات , من مسلمات وغير مسلمات , مؤمنات وغير مؤمنات ,عربيات منهن وغير عربيات من يقرأن اللغة العربية ,ألملحدات والكافرات على السواء . اريد ان أحتكم لرأيهن بما ورد في مقال الكاتبة نادين البدير مع كل تقديري لرأيها , من أطاريح غير مستساغة بنظري وبنظر الناس العقلاء كما أعتقد . وأحب أن أتسائل هنا هل في مقال كهذا توجه محتشم وكما تراه الكاتبة ؟ أوهل ربما تعتقد أنها قد أوردت أفكارا صائبة لمجتمعاتنا فيكون بالامكان مثلا تبني هذه الاراء واستخدامها كحجج عند الدفاع عن حقوق الانسان أو حقوق االمرأة خاصة بينما الكاتبة تطالب بالدوس على قيم وظوابط المجتمع لان الزوج لم يستطع ربما من اشباع الزوجة جنسيا فتطالب ان يكون للمرأة حق في تعدد الازواج ؟ وهل من المنطقي في شيئ أن تكون حالة عدم الانسجام العاطفي ان وجد سببا في الثورة على العلاقات الاخلاقية واللأسرية بشكل عام والغاء الحدود بين عوامل الخير والشر؟ ثم ماذا لو حدث العكس مثلا فكانت المرأة هي من لا تستطيع توفير الاثاره والمتعة الجنسية المنشودة لزوجها ؟ هل يكون ذلك مبررا للرجل في الخيانة الزوجية أو في زواج اخر؟ ثم من هم هؤلاء الذين نجدهم مدمنين على اتخاذ أكثر من زوجة واحدة وتحت الظروف الاقتصادية التي ترزح تحت وطأتها مجتمعاتنا العربية - الاسلامية خاصة ؟ وهل منا من لا يعتقد أن زوجة واحدة هي أكثر من كافية ؟
اني أعلم مسبقا بان الكثير من المراهقين الكبار والصغار من فاشلين ممن يتصيدون في الماء العكر ويهيمون على وجوههم في ضلال الشهوات المريضة ليتساقطوا متهافتين على كل بريق , ربما قد يدغدغ شهواتهم الجانحة مقالات أكثر من جريئة كهذه , وأعلم من انهم سيعلنون الحرب على مقالتي هذه تباكيا على ماورد في مقال الكاتبة ليس من باب التعاطف الحقيقي بل لان ديدنهم أن ينعقوا مع كل ناعق .

كيف هو حال دنيانا هذه الايام ؟


يبدوا ان التصريح بصوت عال عما يجيش في دواخلنا من رغبات مجنونة ترفضها وتمقتها خصوصيات قيمنا والتزاماتنا الدينية والاخلاقية والاجتماعية , هذه القيم التي يبجلها الناس العقلاء كجزء من تراثهم سواء أكانوا ذكورا أو أناثا , قد أصبح وللاسف امرا هينا علينا . بل وأمسينا نعيش تحت قليل من ضوابط والتزامات وموضوعية الى درجة التي نجد فيها متعة عريضه في تحدي أعرافنا وتقاليدنا بل وفي هتك أستار أعراضنا فنقدم وبلا عناء منطقا رثا بعيدا عن توازن وضوابط في مجتمعاتنا المسلمة ربما من أجل مبدأ ( خالف تعرف ) عارضين للاخرين في وسائل اعلامنا مكنونات نفوسنا بالالوانها الزاهية . ولكن هل تعتقد كاتبة المقال الاخت نادين البدير فعلا من ان عرضا مريضا كهذا من شأنه أن يحشد لها الجماهير للتعاطف مع امراة تعلن عن استعدادها للجمع جسديا بين عدة رجال ؟ (قالوا إنك لن تتمكنى كامرأة من الجمع جسدياً بين عدة رجال، قلت لهم الزوجة التى تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر، بلى أستطيع ) ...
فياليت شعري اين الاخت نادين البدير كمرأة مثقفة من ذاك الخفر والحياء والعقلانية في نسائنا وهي تطالب بتعدد الازواج للمرأة في مجتمعاتنا المسؤولة الملتزمة ؟ وأين هي الموضوعية في طرح كهذا ونسائنا المعاصرات الرائعات بما يقدمن من نتاجات ضخمة ومن مواهب علمية وأكاديمية وأدبية وشعرية ومن قوة ارادة مما يحتم على الرجل أن ينظر و بلا أدنى شك وباحترام كبير الى شراكة متكافئة مع الجنس الطيف .
وانا هنا لا أقول ان المراة حصلت على كل ماتستحقه من مساوات مع الرجل . فهذا شيئ لم يحصل بعد حتى في اعظم بلدان العالم تقدما وديمقراطية أنما ذلك القدر من المساوات يختلف من بلد لاخر . وأنا كرجل لا أنكر ان للرجال عيوب كثيرة فيما يتعلق بالمواقف السلبية ازاء النظرة نحو المرأة وخصوصا في الارياف . والبعض منهم من يمتلك ازدواجية في المعايير الاخلاقية . فله موقف سلبي حين يكون الامر متعلقا بزوجة او اخت لكنه لا يعبأ بتلك القيم الاخلاقية حين يكون الامر متعلقا في الانقياد وراء شهواته . فهذه نزعة بغيضة لا انسانية حين الكيل بمكيالين تجاه المرأة للاسف .
لكن الشيئ غير المستساغ بنظري فيما يتعلق برأي الكاتبة العزيزة هي تركزها على موضوع شخصي له قدسيته بين الزوج وزوجته ومن ثم اقتراحها لبعض الحلول غير الحميدة والتي تتنافى مع ديننا وقيمنا واعرافنا في عصر أوجد حلولا كثيرة جدا لحالات العقم والضعف الجنسي وأستثارة الرغبات الجنسية ناهيك عن العيادات الاجتماعية والنفسية التي توفر فرص العلاج الجنسي للزوج وزوجته كفريق معا مما وفر للمرأة أن لا تحتاج ألى ان تحلم بتعدد الازواج أوبالخيانة الزوجية . فالملل الذي تتحدث عنه الاخت الكاتبة أصبح بالامكان علاجه وبيسر ولم يعد والى حد ما باستطاعت التقاليد أوأهل الدين يأمرونها بأن تلزم بيتها و(تخرس).
والكاتبة ولله الحمد من النساء المثقفات فكيف لها ومع كل تقديري أن تستسيغ حلما قبيحا أو ان تحقق متعة جنسية على حساب القيم الاسرية , أليس ذلك من بين المطالب السقيمة ؟ فهل ظنت الكاتبة أن بصراحتها الفائضة عن الزوم وبطرحها ألأليم أن الرجل , أي رجل سيسعد في سماع أطاريح أمرأة لا تبالي ان تقارن نفسها بالزوجات الخائنات او بنات الهوى؟
ربما صحيح أن هذا المخلوق الرائع الذي اسمه المراة وبما وهبه العلي القدير من جمال ورقه وخفر ومن قدرات وطاقات كبيرة في منافسة الرجل وحتى بالتفوق عليه في كثير من الاحيان , لم تلق بعد ما تستحقه من تكافئ في الفرص , يبقى الرجل بنظري لا يساوي شيئا بدون هذه الشراكة المهمة بينهما . وتبقى أطاريح المرأة العقلانية سببا كبيرا في فرض شخصيتها في المجتمع كي يتخلي الرجل عن أنانيته تجاهها . ويبقى الايمان بالله خير دواء وشفاء لخلقه لكل الاسقام والعلل . وما توفره الوسائل العصرية من أدوية ووسائل علاجية من اجل خلق المناخ الصحي لدوام الحياة الاسريه هو حلا ممكنا إن اضطررنا الى التسائل يوما عن (ما الحل إن أصابنى الملل من جسده أو شعرت أنه أخى؟ ) .