انتظارات صاخبة



فاطمة الفلاحي
2009 / 12 / 27

كم ثقيلا على الروح انتظارك لسيارة الاجرة ، وانت في احلك الظروف لنقل الزوجة وهي في الطلق الاخير , فارتقب وصولها بقلق سافرمن نافذتي المطلة على الشارع ، فَلاح لي قدوم حافلة مكتظة بالركاب تترنح بسيرها ، ثملة لكثرت ماعبت بجوفها شتى صنوف الفقر وكانها زوجتي ، فبقيت الاحق سيرها في العقبة ،تارة ًاستفيق على صراخاتها ، محتضنا يديها، بغية التخفيف عنها,فاهمس لها بعذب الكلام وشهده رغم توتري الملحوظ بذرع الغرفة ذهابا و ايابا,او بمراقبتي لكسل عقارب الساعة او بقضم شفتي .
وتارة اخرى تجتذبني رائحة الدخان ، فاسرع صوب النافذة ..اراها تنفث دخانا اسود ، اسحم روحي قبل ان يلوث جدران منزلي ، كان المفروض اغلق نوافذي التي لم افتحها الا في هذا الانتظار,واتذكر اني بعثت برسالة شكوى للبلدية بقصد رفع الضرر,غير اني اتوصل منها برد يخبرني انها بصدد التفكير و في انتظار الحل، عليّ تغييراقامتي ..لعنة الله عليهم سودوا حياتي و يطلبون مني الرحيل.
تغيرت الهيئة الناخبة,و لم تتغير العقلية, اذ ان ردها كان مشابها,هناك لوبي لا يريد ايجاد مخرجا للمسالة..وبعد طول انتظار وفقدي لاعصابي ,تحضر السيارة,فانقل زوجتي و مازال القلق يستبد بي لان علامات الوضع برزت بشكل اكبر، احتوتها صالة العمليات .. وانا اعيش الانتظارات بقلقها الصاخب ,والتفكير بالبشارة وبدخلي الضعيف ونزيف جيبي.
تاتي الممرضة لتخبرني بسلامة الوضع، اصبحت ابا لتوامين ، وبسبب التلوث ولدا ملتصقين .



عمل مشترك - فكرة الاستاذ حسن العلوي
نكهة النص لي