حقوق المرأة ... الى اين ؟



امنة محمد باقر
2009 / 12 / 30

سابقا ... كان البعض يرى ان حقوق المرأة مجرد ... دعوة لاغواء النساء ...

ولكن حين تفكر في الامر جيدا ... من باب العدالة الاجتماعية ... اولئك انفسهم ... راجعوا انفسهم ... واكدوا انها امر حقيقي ... هنالك خلل ما لابد من اصلاحه ..
ثم ذهب اخرون الى اوربا ... واميركا .. وغيرها من بلدان العالم ... فقرروا ان يكونوا كمثل اولئك ... امرأة منفتحة ... جاءوا بقضية التعليم ... وهي العامل المشترك ... بين اولئك واولاء !!

وجاءوا بقضية السفور ... واحتدم النقاش .. هل هو مانع للتفكير ... ام لا .. قد يكون بأمكان المرأة المحجبة ان تفكر !! ههههههههههه
ثم بدأوا يدخلون الامور من كل مدخل ... عانى الرجال في مجتمعاتنا من ممارسة بعض مايعتقدونه حقوقا لهم ... حقهم في ان يسبون النساء ...... حقهم في ان يفعلوا في المرأة مايشاءوا ... اجل ما يشاءوا ... ولاتنبس ببنت شفة... لقد تفضلوا عليها ... بأسم جديد للخلاعة ... وقالوا لها ... حبيبتي التي حاول الدين تقييدها ... وحجبها ومنعها ... اي قانون يمنعك مما لا امنع نفسي منه ... هلمي ... الى احضان الطبيعة ... والحرية والمساواة ... نشرب كأس الخمرة الواحدة ... في الليل الواحدة ... والقضية واحدة ... نحن متعادلون ...

سمعته ... والكلام لأحد رجال الدين ... انهم يحسدون النساء ... على قلة ارتكابهن للمعاصي .. للوضع الخاص للمرأة .. ولطبيعتها الطيبة ... وليس الرجال بأشرار ... لكنهم يخرجون الى واقع الحياة ..

ثم ان رجال الدين انفسهم ... قالوا ... انهم يجب ان لايكونوا كالنعامة التي تضع رأسها تحت الرمال .... وانهم يجب ان يعطوا للقضية اهميتها ... فباتت القضية مثار التداول من قبل الجميع ...

والعجيب في القضية .... انها وبسبب من كونها ... متعلقة .. بالامور الحياتية التقليدية ... بات البعض يتناولها ... بلا علم ولافلسفة ... في حين انها تعد علما منفصلا بحد ذاته ... women s studies في العالم الغربي .. ولعل جامعات قليلة في عالمنا الغربي .. تفرد لها باب التخصص ...

لذا حين نأتي لنتحدث بلا تخصص ... فأننا نضيع ... ولأن البعض من الرجال ... وبسبب من وضعهم الخاص .. ونوعهم الاجتماعي .. كـ (رجال) ... ينسون ان اهل مكة ادرى بشعابها ...

تميل المرأة عادة .... بل وبسبب من كينونتها ... وماهيتها ... وكيانها ... وتلك الـ كن الالهية ... وذلك ... الـ أكون ... او لاأكون الشكسبيري.... تميل الى ان تعيش بترفع ... بسمو ... سامقة .. كالنخلة ... ويدمرها ... وينهي وجودها ... وتدوس على قلبها ... لو اردت اهانتها ... بأن تدنس طهارة قلبها ...

يقول مصطفى لطفي المنفلوطي .. بأن حياء الفتاة هو جمالها الذي لاجمال لها سواه ... يوم يقدم لقصة الفضيلة .. وكيف ان ستيفن الفرنسي ... يموت حياءا وخجلا لو لامست الرياح قد ماجدولين ... وكيف انه وهو ذلك الرجل الاوربي .. احب فيها حياءها ...

لذلك .. حين وصلت قضية حقوق المرأة الى التعدي على الطهر ... ومنبع الفضيلة في قلب المرأة ونفسها ... صارت قضية خارجة عن التخصص ... وعن العلمية ...
انك لو اردت ان تعرف ... بالضبط ماتريده المرأة ...اعمل مسحا ميدانيا ... وأسأل النساء .. بكل علمية ... عما يردنه ... ماذا تريد المرأة من الزواج مثلا ... وماذا تريد من الرجل ... ومالذي يؤذيها ... ومالذي يؤنسها ... ومالذي يوحشها في حياتنا هذه ... وكيف تشعر انها كوكب غريب .. احيانا ... لأن احدا لم يفهمها ..
لا الذين قالوا بأنهم يريدون تحريرها انصفوها ... ولاالذين قالوا انهم يريدون حفظها انصفوها ... ذهب الفريقان ... الى جانبين متطرفين ... ولا ادري حين يبحث البشر امورهم ... لم لاينصفون ... ومتى ... الى جادة الصواب يصلون ؟ ..

والكلام التالي لأحد الطلبة العرب ... يقول ان استاذته .. الاجنبية .. قالت .. وبالحرف الواحد ... ان المجتمع الاميركي .. قبل خمسين سنة ... وهو مجتمع كاثوليكي محافظ .. كان فيه من العيب .. على المرأة ان تبرز كعب قدمها ... اي عظمة الكعب لاتبرز ... ولربما يخص الامر منطقة بعينها ... ولكنه موجود في البلدان التي نعنى دائما بتقليدها .. وهذا واقعنا كعرب ... من الناحية العلمانية ..

يعجبني في العلمانية .. دعوتها ... الى الوقوف بجانب المرأة ...والشعارات الرنانة لأخذ حقوقها كاملة غير منقوصة .. ومن لايريد لها ذلك ...
ويعجبني في التدين .. ذلك الحب .. الجارف تجاه المرأة ... الى درجة الحفاظ عليها كلؤلؤة ...
يبدو لي ان الطرفان ... همهما واحد ...

السؤال هو الان : متى تلتقيان ؟؟ ... مادام الهم مشتركا ؟؟
دعوة ... للمصالحة ... تجاه الهدف الاوحد ... الا وهو نصرة العنصر الانثوي ... مركز الوجود ... وسر الحياة ...