حوار مع صديقتي الملحدة ... تكملة



داليا علي
2009 / 12 / 30

سالتها بفضول ان تحكي لي تفاصيل تجربتها وكيف كان رد الفعل لتركهم والذهاب مع صديقها ... وقد كانت كمن ينتظر السؤال لتحكي فانطلقت تتدافع الكلمات مثل شلال هائج
كما قلت لكي سابقا اعتقدت ان ابني هو من سيبدأ ولكنه انشغل بالإسراع ليخفي زوجته ويبعدها عن المكان كما لو كان قادر علي حجب هذا الموقف عنها.. ولكني لاحظت... انه هو من كان منفعل, ولكن انفعاله كان يغلفه حيرة... وكما قلت لم ادع لهم الزمام واستغليت عامل المباغتة لاستجمع شجاعة ما كنت احسبها في واكلم ما بدأت... بعد ان أوضحت إنني ابغي ان انتقل من مرحلة الكلمات والشعارات للتطبيق.. بان أكون من الرائدات اللاتي سيشهد لهم علي مر الزمن .. فلست اقل من نادين او وفاء ولذلك علي ان أخوض التجربة وان ابدأ بتنفيذ مبادئي التي أتبناها والتي طالما حلمت بها والتي لم أتعد بها مرحلة الآمال والكلمات والتي دربت لسنين علي إنها الشيء الوحيد الحقيقي وقد كنت خير مدرب وموجة لي يا زوجي العزيز... وهي ما ربيت عليها أبنائنا فلا تنس انك طلبت من ابننا ان لا يتزوج ويعيش مع صديقته كيفما شاء... لا تنس انك من قال ان الشرف لا يرتبط بجسد المرأة وان شرفك غير مرتبط بي وانا أوافق علي هذا مائة في المائة كما إنني سبق وسمحت لكي بحريتك الشخصية وما اعترضت عندما كنت تقيم العلاقات هنا وهناك ...
وهنا قالت لي في نبرة جادة... بينما كنت اكلم زوجي كنت انظر جزئيا بعد كل عبارة في عين ابني... وما أرجعني هلعة وصدمته وانكساره ... فقد ان الأوان ان يكون الابن القوي الواعي الذي ربيناه... ولم اسمح له ان يكون عائق ...فقد أغضبني ان يكون جزعة وانكساره مرتبط بإحساسه إني كما لو كنت طعنت والده ... وللعلم ما أزعجني هذا كثيرا فعلي الأقل ما عاد يربط الشرف بجسد المرأة وما كان يغضبه فعلي او هكذا أقنعت نفسي ... لان للأسف كان جزعة علي والدة مرتبط بإحساسه باني أتعدي عليه...
ولقد حاولت إفهامهما أن ما أقوم به ما هو الا تجربة أخوضها لأقوي إحساسي بنفسي وبمبادئي التي طالما تناديت بها وهي نفسها التي نادينا بها جميعا ولم أكن وحدي التي تبنتها.... وإنني لا اشعر بأي عاطفة نجاة من أسافر معه ولكنه موضوع عقلي بحت وعلينا جميعا ان نحترم العقل... عقلي ومعنوي فانا مثلي مثل اي امرأة لها حاجات عليها تلبيتها فانا لم اترك الدين والمعتقدات العفنة لكي احبس نفسي داخل تابوه أعفن منه من زواج وقيود..... هذه رسالة قوية تقول نحن السافرات سافرات من كل شيء يعيق عقلنا ويعيق حدود أفكارنا ومشاعرنا وتفكيرنا .... نحن السافرات لسنا بحاجة لقطعة قماش تحمينا فنحن اقوي نحن مساوون لكم وعلينا جميعا ان نهدم هذا المجتمع ألذكوري العفن ونعلن إننا مساوون مائة في المائة معكم أيها الرجال...و أنت يا زوجي سترفع راسك بين الرجال قائلا ان لا شرف لكي مرتبط بجسد امرأة شرفك اعلي واقوي وان جسدي انا حرة فيه وبالتالي لا يعيبك ان يكون لأي رجل فهذه حرية شخصية لي ولا تمسك وان عقلك متحرر من عبودية وتخلف الدين وهذا خير مثال... وعليك أنت أيضا يا ابني ان تدعوا زوجتك لهذا ادري انك تزوجت فقط من اجل المجتمع وتخلفه وانك تعي هذا تماما وتعي ان زوجتك ليست ملك لك لم تشتريها بفلوسك كما يفعل المسلمون المتخلفون بل هي حرة تعيش وتستمتع كما انك عليك ان تعيش وتستمتع ولا تربط نفسك بواحدة والدنيا جميلة
سالت بفضول وماذا كان ردهم
فأجابت في حينها ما ردوا وكما قلت دخلت الحفيدة ثم جاء صديقي وخرجنا
ازداد حماسي وفضولي لمعرفة النتيجة ماذا حدث في رحلتها
ولكنها اختصرتها في كلمة جملة قصيرة....
برغم إنها لم تكن قمة الشاعرية لكنها كسرت حاجز كان عليه ان ينكسر واعتقد ان التجربة الأولي مشجعة واني لن أتوقف فالحياة قصيرة
وبرغم فضولي لمعرفة المزيد لكني أرجأته فكما قالت ستكررها وسنعرف بالتفصيل ولكن كل ما كان يهمني معرفته هو ماذا حدث بعد رجوعها... كيف كان الموقف في البيت
قالت ارجي البيت أيضا...
قولي ماذا حدث في العمل... طبعا صديقي صدم عندما علم بهدفي ... وما أسعدني هو انه أحس بأنه استغل . وهذا لكي يفهم الرجال مشاعر المرأة التي أطالوا إذلالها وامتهان جسدها ... نعم انا امتهنتك يا أيها الرجل... ولكن ما صدمني تشدده وتزمته الديني وهو مسيحي والمسيحية أكثر سماحة وتقدم ... مازال متعلق بأوهام الرب ويسوع ومريم وكل هؤلاء وهذه الأساطير السومرية البابلية الفرعونية المتهرطقة
ولو قدرنا علي مشاكل البيت فمشاكل المؤسسة في منتهي الغباء.... فالسيد المحترم انطلق كالبوق ينم في كل قعده وفي كل حجرة فكرني بهؤلاء السيدات المحجبات المتخلفات التي يضيعن الوقت فيما بين الصلاة والنميمة .... وهنا انطلقت في الضحك يا صديقتي... انا لم أتدخل من الأول او ليس هذا هو الذي كنت بالساعات تتكلمي غضبا منه ومن الاعيبة ووو الا تتذكري غضبك عندما ما عدت أسألك عن شيء في مكالماتنا غير عنه حتى تكلي وتملي وتبطلي النم والشكوى منه... يا صديقتي هل تصدقي نفسك وأنت المهندسة بأنك تأخذي عمل المحاسبة لتقصيرها وانشغالها بالصلاة بالله عليك وهل تفهمي في المحاسبة.... لكن لنتابع ماذا حدث
أصبحت مثل البرص في المكان الكل يتجنبني وما جرؤ احد علي مواجهتي الجبناء... عارفين لن اسكت وسأكيل لهم... قلت لها عارفة ها تقولي لي ها تعطيهم من كل لون ... المهم ماذا فعلت
لا شيء علي قلبهم... الأغبياء عاملين خايفين يمدوا يدهم الا من النجاسة ده هم المتخلفين ... وما معني النجاسة والطهارة والكلام الفارغ ده... بس أجمل ما في الموضوع أني مستمتعة بالمكان فاضي وبرح كلهم يهربوا لكن ها يلفوا ويرجعوا ورجلهم فوق رقبتهم ما هو انا التي تعمل وهم يصلوا ومش فاضيين
بادرتها بالقول يعني عرفوا انك كافرة وملحدة لا دين لكي ولذلك يبتعدوا عنك ام هو نفور فقط مما تم في هذه العطلة
ردت بأنها لا تعرف ولا يهمها ان تعرف وان كنت لاحظت في صوتها ونظرتها الحزن والانكسار ممزوج بالتحدي
وتساءلت هل يا تري هي تقدر علي كل هذا التحدي... وتركتها ليوم أخر فقد لاحظت إنها منهكة لهذا اليوم