المرأة .... وقيمة الذات ...



امنة محمد باقر
2010 / 1 / 1

الشعور بالذات ... غالبا ما نسمع هذه الكلمات تردد علينا ... وتبدأ تبحث عن ذات وقيمة ذاتك .. ابتداءا في مرحلة المراهقة ... من حيث المعنى الحرفي للكلمة ... تبدأ بتداول تلك الكلمة في ذلك العمر ...
حتى اذا فشلت في امر ما صرت تبحث عن تعويض اخر ... يحسن من احساسك بذاتك ...
كيف هو الامر لدى النساء .. وكيف يكون شعور المرأة بقيمة الذات ...
تولد النساء ... وهن يواجهن ... اكبر سؤال على وجه الكرة الارضية ... من هذه ... ماقيمتها ... وما تحسنه ...
ولكني ارى الرجال ... حمالين ... وعتالين ... وكناسي شوارع ... واراهم ملوكا ... وقادة ... وفي كل مكان ... ولكنهم .... يولدون ... بقيمة مسبقة ... قيمة معدة مسبقا ... لهم انهم الرجال الرجال ... وهذا امر نترك تفسيره لنظرية الجندر التي تقول بتعريف الكائن على اساس دوره الاجتماعي وما اعده المجتمع سلفا له ...
ولكن ....................................................................................... !
اجل ... لكن ... كيف من الممكن ان تقاس قيمة الذات لدى الانثى ... هل تقاس بالانجازات مثلا ... كباقي بني البشر ...
هل تقاس ... بما تنتجه ... من اجيال ... ام بما تسهم فيه من عمل ... ام ان شخصها وقوة شخصيتها ... وتكوينها وحده يكفي ...
لو كان الامر مداره الشكل ... اذن لم لاتحس الجميلات بقيمة الذات ... ترى الكثيرات محطمات ... بل تكثر الكبوات لدى الجميلات ... وفائقات الحسن ...
وهل ان الامر مداره الذكاء .... ( في رأيي له حصة كبيرة ) ... اي ان المرأة اذا استطاعت ان تثبت نفسها في مجال ما ... انتهى الامر ... المسألة محسومة ... ترتفع لديها قيمة الشعور بالذات ...
ولكن كيف يقاس ... ماهي وحدة القياس ؟ ... هذا ليس بتيار كهربائي ... فيقاس بالامبير ... ولافولتية ... لتقاس بالفولت .. ولامقاومة لتقاس بالاوم .......... هههههههههههه
وهل ان الامر يتبع الحالة الصحية .... او النفسية ... فالمرأة التي تتمتع بصحة جيدة ... تشعر بذاتها اكثر ؟ ... مثلا ..
والحالة النفسية تحطم الشعور بالذات لدى كل انسان ... رجلا كان ام امرأة ... صغيرا ام كبيرا ..
لكن السؤال هنا ... لماذا تمرض النفس ... وماهو الشئ الذي تفقده ... وهل هنالك من شئ يفقد حقا ... هل هنالك ما يستحق ذلك ؟ اي ان تنظر بدونية الى نفسك لأنك فقدت شيئا ما .... واي شئ تفقده ...ومالذي تجده ...
اننا لونظرنا الى المسألة من ناحية روحية فقط ... لو كانت النفوس دواءها الايمان بما وراء الغيب حقا ... اذن ... لكفاها ... اجل لكفاها ...
لأن تقديرك لذاتك ... وانت طبيب ... يفترض ان يتساوى وتقديرك لذاتك ... وانت وزير او ملك ... ثم انه يفترض ان يتساوى مع تقديرك لذاتك ... وانت تكد وتكدح ... كعامل من العمال الفقراء الذين جالسهم ... ليو تولستوي !! يوم ترك ملكه ... وجالس ... ابسط الناس ...
وحين نأتي كي نجالس تلك الطبقة الفقيرة ... ينتابني ... نفس السؤال ... ماهي قيمة الشعور بالذات لديهم ...
كيف هو الشعور بقيمة الذات لدى امرأة فقيرة ... لم تنل من دنياها شيئا ... لم تنل تعليما ... ولم تنل جمالا ... ولم تنل شبابا ... ولم تنل زوجا ... أمرأة على هامش الحياة ... لربما تبيع الخبز في السوق الى اهل المدينة .. او تحلب الجاموس وتبيع القيمر ... هذا كل ما نالت في حياتها وتقم البيت .... وتربي ابناء الاخوة والاخوات الاوفر حظوظا ... ولم تكن ممن يتمنطق ... بلهجة يقول انها مثقفة .... والاخرين لهجاتهم ... اقل من مستواه ...
لو كان الامر هكذا .... اذن ... ماهي قيمة الشعور بالذات لدى تلك المرأة التي ماتت ... واقسم الجميع ... انها كانت كالملاك .. على هذه الارض ... وجاءت كالنسمة وذهبت كالنسمة ... ثم ان من ودعها في مأتمها من الملائك المقربين الكثير الكثير ... لأنه كان لديها من سمو الروح الشئ الكثير .....
سؤالي هو : اننا نبحث كثيرا في عوالمنا ذوات الطبقية .... وننسى ان تلك العاملة قد تكون خيرا من اي منا ... سواء بعملها الاعتيادي ... لكسب العيش ... او في عملها ... كعاملة من عمال الله في الارض ... اي العمل الاخروي .. عملها الدنيوي كأنها تعيش ابدا ... وعملها لعالم اخر ... قد يؤمن به البعض .. ولايؤمن به الاخر ... لايهمني ...
الاهم ... انها كانت عاملة من عمال الله في ارضه ... وعاشت وهي تحمل في جنبات روحها ... نفسا قدسية ... لم تدنس قيمة ذاتها ... بقشور نبحث نحن .. عنها ...
ولربما نراها غدا في العالم الاخر ... في جوار خير من جوارنا ...
لربما حين نتحدث ... ونتفلسف ... ونستخدم لهجتنا المثقفة ... ونستنكف من لهجة الغير الادنى ... من لهجة ... أجل حتى في الطبقات ... نريد شعورا بقيمتنا ... والاخرون ... لايملكونها اذن نحن اعلى قيمة منهم ... بالضبط كمن يملك الدينار والدرهم ... وغيره لايملكهما فيشعر بقيمته في ديناره ودرهمه ...
ان الانسان حين يتجرد ... عن كل القابه .... وهو مقعد ... في اخريات العمر .. اجل مقعد او على كرسي متحرك .... في السبعين من عمره ... يقال كان هذا هو البروفسور الفلاني .... وننسى انه كان اكثر الناس شعورا بقيمة ذاته في يوم ما ..... في حين ان هنالك امرأة شابة تجلس على قارعة الطريق ... تبيع اللبن ... امام باب بيته ... ويحترمها الجميع ...
قيمتان مختلفتان ... لا ادري ... كيف ينبع شعور اي منا بقيمته ... و تلك الدكتورة ... التي تفضل ان تموت الف مرة .. ولا تفكر ولو للحظة انها كان بالامكان في لوح القدر ... أن تكون مكان بائعة اللبن تلك ...
اذن قيمة كل منا ... ليست في مركزه الاجتماعي ... وقد لاتكون في كونه ذكرا او انثى ... قيمتنا في مانعطيه للحياة ... ايا كان ... والا لو اردت ان تلغي الكادحين والكادحات .... تلغي وجودهم ... وتعتقد انك وحدك التكنوقراط ... من يحق ان تسمى انسانا ... وانك وحدك تملك القيمة التي لايملكها غيرك ... اذن ماذا نفعل بنصف شعوب الارض ؟ !! التي قد لاتكون من التكنوقراط ... وماذا نفعل بجنس النساء ؟ هل نلغيه من الوجود ... قد تكون نسبة المتعلمات منهن اقل من الرجال ... وماذا نفعل .... بالامهات والعجائز اللواتي اتين بنا الى هذه الحياة ...
ان قيمة الذات لكل انسان ... هي في سمو ذاته .. سمو روحه ... ماذا يعطي ...وكيف يقود الحياة ... ايا كان ... وكائنا من كان ... وهذا سوف يقودني ..الى :

السؤال القادم ................................... من هي المرأة الكاملة ؟؟؟