المرأة .. والبترودولار .. إلى نادين



محمود حافظ
2010 / 1 / 2

لقد خرج صوت نادين البدير من جزيرةالعرب ثائرا ساخطا متمردا على واقعة وكما قلنا ثائرا على هذا الواقع فهى ترنو إلى الحرية ولكن أى حرية تختار نادين , إنها ثارت على مجتمعها الذكورى أو بمعنى آخر ثارت على مجتمع مازال يتحكم فيه نمط الإنتاج العبودى فما زال هذا المجتمع يملك الرقاب سواء رقاب المرأة وهى الجنس الأضعف بالنسبة للرجل أو رقاب العبيد وملك اليمين أوحتى رقاب الوافدين لهذا المجتمع بواسطة ثقافة الكفالة العبودية هذا المجتمع والذى تقهقر كثيرا إلى الوراء وقد ساعد فى ذلك ظهور الثروة النفطية هذه الثروة التى خرجت من باطن الأرض فالرأسمال الخليجى لم ينتج من حركة إقتصادية إنمائية إنتاجية هذه الحركةالتى تحرك المجتمع فى دورة إنتاجية لتنتج طبقات إجتماعية تتناقض وتتصارع فى حراك إجتماعى يعقبه حراك سياسى ولكن رأسمال الخليج نتج من ريع الأرض من باطن الأرض فمكن السيد من سيادته على الآخر بهذه القوة المالية والتى أراد لها ما يعرف حاليا بالمجتمع الدولى فى عصر العولمة من الحفاظ على هذا النمط من الإنتاج لتأبيد التخلف لهذه المجتمعات فهكذا ظهرت قوة البترودولار هذه القوة المالية الضخمة والتى بها تستطيع شراء أى شئ من المرأة حتى الزمم هذه القوة المحركة بواسطة الطرف المهيمن كل شرور الدنيا .
لقد كانت ثورة نادين البدير ليس على التعدد فى حد ذاته ولكنه ثورة على القوة التى فرضت التعدد على القوة التى مكنت الرجل من القدرة على القيام بفعل التعدد دون لأى أوتعب فهل تعى نادين البدير طبيعة مجتمعها وطبيعة نمط إنتاجه .
لقد تم تأصيل الموضوع ورجوعه إلى الدين وهنا الخطأ الفادح أن يستغل الدين كبديل للإقتصاد وأنماطه إنها تسويق سياسة الإمبرياليةالعالمية بقيادة أمريكا المهيمنة على الجزيرة العربية ومنابع الطاقة فيها هذا التسويق التى تقوم به أمريكا وبكل عملائها المدفوعى الأجر بواسطة شراء الزمم من خلال إستراتيجية كسب القلوب للتسويق ضدالدين لإثارةالغرائز والبعد عن المنطق العقلى حتى أن نادين البدير ذاتها بطرحها تسير مع هذه السياسة سياسة اللعب على العواطف والغرائزإنها تدعو إلى الحرية والثورة على الرجل وطلب المساواه به وهذا حقها ولكن هذا الحق من أى منظور هل هو من خلال الثورة على نمط الإنتاج والعمل على تغييره من نمط إنتاج ريعى رعوى إلى نمط إنتاج حتى رأسمالى يقوم على العمل والإنتاج وعلى تحريك ةالسوق بالسلع الإنتاجية حتى يصبح المجتمع فى شبه الجزيرةالعربية مجتمعا متحركا إجتماعيا وسياسيا مرسيا ثقافة جديدة ثقافة ديموقراطيةحقيقيه ثقافة الإعتراف بالآخر وإحترام رأى الآخر وتكافؤ الفرص مع الآخر أم كانت ثورة نادين البدير مجرد ثورة ضد تقاليد وعادات نسبت إلى الدين فمن هذا المنطلق إخترقت المرأةالسعودية القادرة هذه الحجب فكما قامت نادين البدير بالصيحة كانت هناك سعوديات تمارس هذه الثقافة والمثل هنا خلود العنزى السعودية والتى مارست إنقلابها على الرجل بالطريقة الغرائزية فهل خلود العنزى هى المثل التى تريده نادين البدير من صيحتها ضدالرجل ؟ هل أصبحت المرأة لتكريس ثورتها أن تقوم بفض أنوثتها لإغواء الرجل ؟ .
والسؤال هنات لنادين البدير المثقفةالسعودية أى ثورة تريدين ؟ ثورة ضدالبترودولار وتحويل المجتمع إلى مجتمع إنتاجى أم ثورة إثارة الغرائز فى ظل المجتمع الريعى ؟