لماذا النساء أكثر أهل النار؟



خالد منتصر
2004 / 6 / 24

"لماذا النساء اكثر أهل النار ؟ سؤال غريب وجدته عنوانا لكتاب يباع فى الأسواق هذه الأيام … وقد اقسم لى البائع أنها آخر نسخة عنده فقد كان الزبائن يتخاطفونه، وصدقت البائع ولم اعتقد أنه يكذب لتحلية البضاعة فالزبائن كانوا يبحثون عن مسوغات ومبررات للقهر الواقع على المرأة والذى يبعث فيهم النشوة الدراكولية كلما زاد غرس أنيابه فيها، وأيقنت أن القهر الجنسى جزء من كل … وظل لصورة بشعة رسمها المسلمون ولم يرسمها الإسلام… وإشتريته لأعرف الاجابه على هذا السؤال العجيب … لماذا النساء أكثر أهل النار ؟!..
فى البداية يعتمد المؤلف المدعو محمد أبو شادى على أحاديث كثيرة لاثبات دعواه وأمر هذه الأحاديث متروك لعلماء الحديث الذين طالبهم الكثيرون مراراً وتكراراً ببذل الجهد فى دراسة المتن كما يبذلونه فى دراسة السند، و الاجتهاد فى وضع الأحاديث فى إطار سياقها الاجتماعى و فى مقابل تكريم القران والرسول للمرأة فى مواقف أخرى كثيرة… وقائمة الأحاديث طويلة نختار منها الآتى:
*عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلعم "قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد (الحظ والسعادة) محبوسون،... ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء".
*وعن عمران بن حصين رضى الله عنهما عن النبى صلعم قال "إطلعت فى الجنة فرأيت اكثر أهلها الفقراء وإطلعت فى النار فرأيت اكثر أهلها النساء".
*ومن حديث ابن عباس فى حديث كسوف الشمس "ورأيت النار فلم ار منظراً كاليوم قط ورأيت اكثر أهلها النساء، قالوا بم يارسول الله ؟ قال بكفرهن، قيل أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك ما تكره قالت : ما رأيت منك خيراً قط".
*وعن جابر قال : شهدت العيد مع رسول الله صلعم فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا آذان ولا إقامة ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحدث عى طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم أتت النساء فوعظهن وذكرهن وقال : تصدقن فان أكثرهن حطب جهنم فقامت امرأة من حطة النساء (أوسطهن حسبا ونسبا) فقالت لم يارسول الله ؟ ،قال : لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير، فجعلن يتصدقن من حليهن ويلقين فى ثوب بلال"…
*وعن عمران بن حصين ان رسول الله صلعم قال "ان أقل ساكنى الجنة النساء"… وفى تفسير ذلك يقول القرطبى "انما كان النساء اقل ساكنى الجنه لما يغلب عليهن من الهوى والميل إلى عاجل زينة الدنيا لنقصان عقولهن ان تنفذن بصائرهن إلى الآخرة فيضعفن عن الآخرة والتأهب لها ولميلهن إلى الدنيا والتزين بها ولها ثم مع ذلك من أقوى أسباب الدنيا التى تصرف الرجال لما لهم من الهوى والميل لهن"…
**أما اشد طلقات الرصاص التى أطلقها المؤلف على جنس حواء المسكينة فقد اقتبسه من كلام أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه الذى قال "أيها الناس لا تطيعوا للنساء أمراً ولا تأمنوهن على مال ولا تدعوهن بدون أمر فأنهن ان تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين المالك… وجدناهن لا دين لهن فى خلواتهن ولا روع لهن عند شهواتهن… اللذة بهن يسيرة والحيرة بهن كثيرة فأما صوالحهن ففاجرات وأما طوالحهن فعاهرات وأما المعصومات فهن المعدومات… فيهن ثلاث خصال من اليهود، يتظلمن وهن ظالمات ويحلفن وهن كاذبات ويتمنعن وهن راغبات"
*وبهذه القصيدة الهجائية الرهيبة للمرأة نختتم ما تيسر لنا اقتباسه من هذا الكتاب الذى أخطر ما فيه أنه ليس جهداً فردياً ولكنه تعبير عن إتجاه أعم ومفهوم أشمل نشأ فى كنف المجتمع الذكورى الذى يسب بالأعضاء التناسلية للأنثى فقط ويعتبرها عورة متحركة ودنساً نابضاً وغواية بلا نهاية ورغبة بلا رهبة !! والمصيبة الكبرى ان كثيرا من النساء قد تم تزييف وعيهن وتخيلن القيود التى علاها الصدأ أساور ذهبية، واعتقدن ان هؤلاء القراصنة من المتأسلمين قد هبطوا من الكهوف لإنقاذهن مع أنهم فى الحقيقة قد جاءوا لاغتيالهن مع سبق الإشباع والإصرار والترصد…
وللأسف كما قلنا ليس هذا كلام المدعو محمد أبو شادى وحده ولكنه تعبير عن اتجاه عام ولاثبات ذلك سنحاول ان نقرا فى أدبيات هذا التيار لنستشف منها هل هم حقيقة ينظرون إلى المرأة على أنها جوهرة مكنونة أم على أنها دمية مجنونة !
فى كتاب أحياء علوم الدين والذى أعادت الجماعات الإسلامية طباعة الجزء الخاص بالمرأة فيه تحت عنوان الزواج السعيد وفى صفحة 80 حديث موجه إلى الرجال بشأن النساء يقول فيه" ينبغى ان تسلك سبيل الاقتصاد فى المخالفة والموافقة وتتبع الحق فى جميع ذلك لتسلم من شرهن فإن كيدهن عظيم وشرهن فاش والغالب عليهن سوء الخلق وركاكة العقل"
ويضيف الغزالى حديثا فى ص109 من نفس الكتاب السابق "للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة فإذا ماتت ستر القبر العشر عورات" وعن عمل المرأة يقول حسن البنا فى كتابه حديث الثلاثاء ص370" مهمة المرأةا زوجها وأولادها أم ما يريد دعاة التفرنج وأصحاب الهوى من حقوق الانتخاب والاشتعال بالمحاماة فنرد عليهم بان الرجال وهم اكمل عقلا من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق فكيف بالنساء وهن ناقصات عقل ودين…
أما عن الزواج وهو الأمل الوحيد لتلك المسكينة التى اغلق المتأسلمون أمامها أبواب العمل فيقول عنه أبو حامد الغزالى فى كتابه السابق"ان النكاح نوع رق فهى رقيقة له فعليها طاعة الزوج مطلقا" أو ان الزواج عبودية صريحة هكذا بلا مواربة…
ويقول البهى الخولى فى كتابه المرأة بين البيت والمجتمع ص71 عن أسلوب التعامل المفروض ان يكون بين الزوج وزوجته" يجب على الزوج ان يريها من نفسه تعاليا عليها واستمساكا عنها وهو علاج رادع للمرأة مذل لكبريائها" ويقول الشيخ صلاح أبو إسماعيل مهاجما قانون الأحوال الشخصية الصادر سنة 1979 والذى كان يبيح للزوجة المتضررة من الضرة طلب الطلاق… وقف الشيخ أبو إسماعيل حينها فى مجلس الشعب وقال "ان النبى لم يعتبر من الكذب ان يكذب الزوج على الزوجة ليرضيها ولا كذب الرجل فى الحرب، فالحرب خدعة"!! أو ان الزواج فى نظرهم ببساطة هو معادلة أطرافها العبودية والرق وإذلال الكبرياء وأخيرا حرب وخدعة…
ويعتبر أى طموح خارج خريطة الزواج والإنجاب بالنسبة للمرأة طموح مدمر وقاتل فهى لم تخلق إلا لتصبح ماكينة تفريخ ولنقرأ رأى أبى الأعلى المودودى فى كتابه حركة تحديد النسل ص80 "لم يخلق هيكل المرأة الجسدى إلا ليقوم بخدمة النوع البشرى ويؤدى واجب الاستبقاء على وجوده فهو الهدف الرئيسى الذى قصدته الفطرة بخلقها وهو الواجب الذى تطالبها الفطرة بأدائه"
اذن المرأة فى نظرهم هى ماكينة تناسل والجنس ما هو إلا لمزاج الرجل، وفرجها هو مرحاض بشرى يلقى فيه الرجل بفضلات كبته.. جسدها مجرد رحم وخزانة لحفظ الأجنة.. كيانها هبة من الرجل وحياتها نفحة منه وسعادتها مرتبطة برضاه… عليها الخضوع حتى فى الجنس فالزوج عندما يمارس معها فهو يتصدق عليها ويكسب فيها ثوابا .. إذا وافقت فهى مسلوبة واذا رفضت فهى ملعونة … متعتها مرتبطة بمنحها البركة وزواجها اغتصاب مقنن بورقة … تفاسير النصوص من امامها وتخاريج القانون من ورائها … فقيه يسجن ماضيها ومحام يتلاعب بحاضرها ومجتمع يصادر مستقبلها وهى فى كل الحالات القربان الذى يقدمه الرجل كل لحظة على مذبح نفاقه باسم التدين وكذبه بإسم القيم وافترائه باسم الرجولة وعقده النفسية باسم الحفاظ على الشرف … فهل يتمرد القربان على السكين ام يظل مستمتعاً بالذبح ذلك هو السؤال ؟؟؟؟ …