عفوا نادين البدير ومعذرة



عادل بشير الصاري
2010 / 1 / 8

عذرا نادين البدير ... حين قرأتُ مقالتك ( أنا وأزواجي الأربعة ) أشفقت عليك كثيرا ، لأني أحسستُ أنكِ لا تكادين تختلفين في شيء عن أية امرأة ضعيفة من هؤلاء النساء اللائي لا يملكن سوى الإثارة والبهرجة اللفظية لأجل استفزاز صنف من الرجال دأب على جلد مشاعرهن وخدش أنوثتهن وتهشيم آدميتهن بطغيانه الذكوري .
بعدما انتهيتُ من قراءة مقالتكِ ترحمتُ كثيرا على رائدات النهضة النسائية الأوائل مثل أمينة السعيد وهدى شعراوي ، ونظيرة زين الدين وغيرهن .
أين أنتِ من هؤلاء السيدات المناضلات اللائي حملن على عاتقهن بجد وصدق مسؤولية تحرير المرأة العربية من جهل وظلم الرجل في وقت كان فيه الحديث عن تحرير المرأة يُعَد خروجا عن العرف والدين ؟ .
عفوا نادين ومعذرة.... لم تقنعني مقالتكِ بجدية طرحكِ وصلابة موقفكِ حين قلت إن لديكِ (( رغبة جامحة باستفزاز الرجل عبر طلب محاكاته بالشعور بذاك الإحساس الذي ينتابه وسط أربعة أحضان... لطالما طرحتُ السؤال حول علة الاحتكار الذكورى لهذا الحق ، لكن أحداً لم يتمكن من إقناعى لِمَ أنا محرومة من تعدد الأزواج ؟ )) .
أهذا كل همكِ يا نادين أن تستفزي الرجال ؟ .
أهذه هو مشروعكِ للرقي بالمرأة العربية بطلب المحال ؟ .
هل ترتقي المرأة وتحصل على كافة حقوقها إذا استفزت الرجال وطلبت أن تتزوج في وقت واحد أكثر من زوج كما كانت المرأة في الجاهلية ؟ .
لقد هالني أنكِ استطعتِ بمقالتكِ أن تستفزي جمعا من الفقهاء والكتّاب حتى جعلتهم يصرخون كأن النيران اشتعلت في ثيابهم ، واستطعتِ أن تنالي إعجاب جمع غفير من المفتونين بأية صرعة فكرية جديدة والمطبلين لأي رأي شاذ .
غيركِ يا نادين من الكتَّاب يعتصر قريحته ليل نهار ليكتب ما يراه مفيدا ، ولا يحصل على ثلث ما حصلتْ عليه مقالتكِ من اهتمام ونقد وتحليل .
لقد جعلتِ يا نادين البدير عقول الساخطين عليكِ والمطبلين لكِ تختصم وتحترب فيما بينها ، فلله درُّكِ من فتاة أقامت الرجال وأقعدتهم وأذاقتهم طعم العلقم ، ولله دَرُ تلك العقول التي أيدتك وعارضتك ، حيث لم يشغلها من قضايا الوجود وهموم المرأة سوى تعدد الأزواج ، ولله درُّ عقل النائب العام في مصر الذي يريد أن يحقق معك بشأن مقالة كتبتها في لحظة زهو وتشفٍ ، أولها هزل ومضمونها استفزاز وآخرها عبث .