|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
حامد حمودي عباس
!--a>
2010 / 1 / 11
سيدتي المناضله بيان صالح مع فائق التقدير
لقد إطلعت مؤخرا على مضمون مشروعك الرائد ، والمتعلق بانشاء خط ساخن لنصرة قضايا المرأة في كردستان العراق ، وكواحد ممن ساهم في جل نشاطه الثقافي من أجل أن تبلغ المرأة في بلاد الرافدين على وجه الخصوص ، مديات تبعدها ولو بالقدر المستطاع عن حيز الاضطهاد والظلم ، أعلن عن وقوفي ومساندتي بما املك من طاقات متاحه الى جانبك ، مستنيرا بما تطرحينه من ومضات مفيده على طريق الاخذ بيد النساء في بلادنا نحو الانعتاق والتحرر .
إن الوضع المأساوي والذي تعيشه النساء في بلادنا ، لا يمنح للمتابع المنصف غير مشاعر الألم والاحساس بضرورة التحرك وعلى كافة المستويات بهدف تحقيق أية خطوة متاحه لانقاذ ما يمكن إنقاذه .. ومن هذا المنطلق ، فان نشاطك الهادف لتحريك الماء في بركة الوضع الراهن للمرأه ، لهو إنجاز يستحق الثناء والتقدير ، بل والمساندة المتواصله من قبل كافة المراكز والمؤسسات والاقلام المسانده لحقوق الانسان في المنطقه والعالم .
بيد أنني ياسيدتي ، لا أخفيك بكوني قد تملكني الحزن ، حينما وجدت بان سبل الكفاح من أجل نصرة حقوق النساء والذي بدأت خطواتك الجريئة في مضماره ، لم يشمل عموم النساء في العراق ، وأنا افهم الاسباب الموجبة والتي اضطرتك لشمول نساء كردستان فقط بهذا النشاط النبيل .. نعم .. لقد فهمت من سياق وصفك لزيارتك الى الوطن وشروعك بدراسة وضع النساء فيه ، كنت قد تبحثين عن إستقراء ميداني لحال النساء العراقيات في عموم البلاد ، وأفهم كيف هي الظروف المحيطة بأي نشاط تحرري مهما كان نوعه لو قدر له ان يتموضع في جنوب العراق او وسطه ، حيث لا مناص من الاعتراف بأن وضع المرأة هناك قد بلغ حدودا لا توصف من حيث التردي المؤسس على ركائز الفقر والترمل وفقدان المعيل ، وبالتالي فان الشروع بتهيئة برامج تعنى بشؤون المرأة في هذه المناطق يحتاج الى طاقات جباره لا يمكن توفرها إلا بمساهمة رسمية وشعبية لا تتوفران حاليا على ارض الواقع .
ومع هذا كله .. ومع تكرار إعجابي بجهودك النيره من أجل خلق منافذ جديده لمناصرة النساء في معركتهن ضد عوامل التخلف والرجعية البغيضه ، فانني ، وبذات الوقت ، يسوقني طمعي في الاستفادة من نشاطاتك النبيلة بهذه الاتجاهات ، الى ان اطلب منك الالتفات ايضا الى ما بلغته المرأة العراقية في جنوب البلاد ووسطه من أحوال لا يمكن ان توصف ، أقل من كونها مجازر اجتماعية تساق بمقتضاها آلاف النساء الى ميادين تستباح فيها آدميتهن وبشكل واسع .
إن النساء في بلادنا ، أصبحت قضاياهن وسط محتويات المرجل السياسي بما فيه من غليان يفتقد لكل دواعي الانصاف الاجتماعي ، لا ترقى الى إهتمام أحد وبالمستوى المطلوب ، وما يجري هنا وهناك من أفعال يراد من خلالها إبراز النوايا الحسنة لنصرة قضايا المرأة ماهي الا محطات مفتعله ، يراد من خلال الوقوف فيها الترويج لبلوغ اهداف هي ابعد ما تكون متعلقة بالمرأة وحقوقها المهدوره .. ولذا فان حال النساء في بلادنا أضحت الان مدعاة للحيرة والألم في آن .
الترمل المتزايد وما ينجم عنه من تردي في الحالتين الاجتماعية والاقتصاديه ، ومواجهة حالات الفقر المدقع ، وعدم إيفاء اجهزة الدولة بالتزاماتها بدفع مستحقات المعونات الاجتماعية لمستحقيها من النساء ، وسوق المرأة وابنائها الصغار الى ميادين العمل المضنيه وباجور بخسه .. كل ذلك يجري الان وبصورة تزداد في تفاقمها كل يوم . . يعززه سيادة القاونين المرتكزة على احكام باليه تجعل المرأة هدفا سهلا لابتزازها من قبل تجار الرذيلة ممن يسعون للنيل منها جسدا وكيانا منتجا دون واعز من ضمير .
ودعوتي تبقى .. هي ان يصار الى خلق أية مبادرات ممكنة لشمول النساء في العراق عموما بالتحركات التقدمية الهادفه الى زحزحة الاثقال الكبيره ، والمسلطة على الكيانات النسوية في بلاد الرافدين ، وذلك من خلال اشراك المزيد من المنظمات النسوية المتناثرة في عموم البلاد ضمن مشاريع مشتركه ، تهدف الى ايجاد الارضية الصالحة لانبات بذور التحرر الاجتماعي ابتداء من تحرر المرأه .
للتواصل جهودك المثابره وسعيك الحثيث باتجاه توفير سبل الوصول الى افضل النتائج ، ولتكن المرأة في كردستنان العراق ، هي المنطلق الاول لمشروعك الوطني والانساني الرائد ، حتى تتوفر امامك أسباب التحرك صوب المرأة الجنوبية وفي وسط البلاد وشرقه وغربه .
تقبلي ثانية فائق احترامي
حامد حمودي عباس
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|