الفصل بين الرجال والنساء أنجاز تاريخي!!!



محمد علي محيي الدين
2010 / 1 / 13

لا أدري لماذا خطرت ببالي حكاية شاعر العراق الكبير جميل صدقي الزهاوي مع الوالي العثماني عندما أراد أنشاء مدرسة لتعليم البنات في بغداد، فقد أشغل علية القوم بالبحث عن مكان يصلح لإقامة المدرسة بعيد عن أعين الفضوليين،وبعد تجول دام عدة أيام قال له الزهاوي أن منارة سوق الغزل هي الأصلح لإنشاء المدرسة حتى لا يستطيع أحد رؤية الطالبات، وصدق الوالي الجاهل ولكن الزهاوي أردف قائلا عليك أولا أقناع الناس بإرسال بناتهم الى المدرسة قبل التفكير بإنشائها ،وقرار وزارة التربية العراقية ألتأريخي يعد الأول من نوعه في العراق بمنع اختلاط الجنسين وفتح مدارس خاصة بالبنات وأخرى للذكور لمنع حدوث تماسات كهربائية قد تؤثر على الكهرباء الوطنية وتؤدي الى انقطاعها بعد أن ثبت من خلال الدراسات العلمية لمعهد الأبحاث التربوية أن مخاطر هذا الاختلاط لها آثارها الجانبية في خطط التنمية الوطنية والقومية وربما تؤدي الى انتشار أوبئة وأمراض ليس بمقدور العلم الحديث أيجاد العلاج الناجح لها ،وفي تبرير لهذا القرار التاريخي "أنه يهدف الى معالجة المشاكل الحقيقية التي تواجه التعليم في العراق جراء الخلط بين الجنسين"،وأن هذا الخلط سيؤدي الى أضعاف الروح العلمية للأطفال الذين سينصرف اهتمامهم للعلاقات الأخرى مما يؤثر على مستواهم الدراسي لأن الطفل العراقي (من البيضة يصيح) ولا يفكر بغير العلاقات الغرامية وقضايا الحب والجنس،ولم يكن القرار وليدا للنظام الجديد لأن النظام المقبور كان سباقا لإصدار مثل هذا القرارات الفورية الثورية، وأن تطبيقه هذه الأيام جاء تيمنا بالفكر الإيماني ألصدامي ،وحملته الإيمانية لنشر مبادئ الإسلام الحنيف.
ويبدو أن الأمر لا يقتصر على المدارس فقط فقد "منع مصرف بابل الأهلي "الزبائن" من دخول فرعه الجديد في منطقة حي السعد الراقي في النجف، لأنه مخصص للزبونات من النساء حصرا دون الرجال.المصرف الذي له ثلاثة فروع أخرى في المدينة وضع طاقما نسائيا لإدارة فرعه الجديد، وهو الأول من نوعه في العراق يقدم خدماته لسيدات الأعمال والنساء فقط ولا يسمح للرجال بالدخول إليه." وهذا الانجاز التاريخي كما أرى يجب تطبيقه في العراق أجمعه وأن لا يقتصر على محافظة النجف وحدها لأن الشرف الرفيع لا يسلم حتى تنفيذ العزل وبالتالي نرى ضرورة تطبيقه على كافة الدوائر العراقية وإنشاء دوائر ذكورية وأخرى نسائية ،ووزارة نسويه وأخرى رجالية وحكومة رجالية وأخرى نسائية وبرلمان رجالي وآخر نسائي ،وتقسيم الشوارع والمتنزهات والمرافق العامة الى رجالية ونسائية حتى يتم التفريق الكامل بين الجنسين المتناقضين وإذا لم تتوفر الإمكانية في الوقت الحاضر لتطبيق هذا القرار أقترح أن يصار الى الفصل بعمل قواطع من قصب البردي الذي يتكاثر في العراق لانجاز عملية الفصل،حتى نستطيع بناء العراق الديمقراطي الفدرالي ألتعددي الموحد على أسس متينة من النقاء الجنسي ،لأن الجنس هو المسيطر على تفكير الشعوب الشرقية ولا ينقطع تفكيرها فيه فهو همها الأول والأخير:
وما الدنيا سوى سخف وطيش وآمال تعيش على سراب
نعيش بظلها لا شيء نرجو سوى زاد وجنس أو شراب
وقد قيمت لجنة التربية والتعليم هذا القرار الجريء على لسان أحدى عضواتها الماجدات ووجدت فيه الحل الناجع لمشكلة المرأة في العراق في ظل النظرة المقدسة لملالي البرلمان ممن تسلقن سلم السياسة في غفلة من الزمن وأصبحن بديلا للناشطات النسويات اللواتي سجلن مآثر خالدة في الدفاع عن المرأة وحقوقها وفي المقدمة منهن الفقيدة نزيهة الدليمي التي كانت تصلي وتصوم بحق وحقيق لا مراآت كما تفعل برلمانيات هذه الأيام وتؤمن بحق المرأة في أن تكون أنسانا لها ما للرجل من مكانة محترمة في المجتمع.
وأتمنى على الدول الأخرى أن تحذوا حذونا في هذا الفصل التاريخي الذي سيقودها ولا ريب الى التقدم والازدهار وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لأنه والحق يقال الطريق الأنسب لبناء المجتمع الإنساني على أسس متينة من الورع والتقوى الذي سيفضي بنا الى التمتع بجنان الخلد ونعيم الأخيرة التي هي الابقى من سفاسف الأرض المنتهية الى الفناء والزوال ،والعاقبة لمن طبق الفصل وأقتنع بالعزل والى اللقاء في مجتمعنا الجديد البعيد عن شيطانات الأرض ممن أغوين أدم وأخرجنه من الجنة،وجعلن البشرية تعيش هذا العالم المليء بالأكدار والأحزان.
وآخر ما أقوله لملالي التربية في العراق طهروا وزارتكم من الفساد قبل تطهير المجتمع من الفضيلة لأن الأخلاق مبدأ وممارسة،لا كلام يقال وكفانا وكفاكم شر القتال.