تظل بكارة الأنثى في هذا الشرق عقدتنا وهاجسنا



سلمى جبران
2004 / 6 / 30

معظم من قرأ لنزار قباني سيعرف أن العنوان مأخوذ من كتابه يوميات امرأة لا مبالية ورغم كل ما كتب عن جرائم الشرف وعن ضرورة الفصل بين شرف المرأة و غشاء بكارتها الذي لا يتجاوز سمكه عدة مليمترات فإن الجميع وضعوا مبررات بأن المرأة قد تفقده نتيجة رياضة عنيفة أو حادث اغتصاب أو نوعيته المطاطية أي باختصار قد تفقده لسبب خارج عن إرادتها وبالتالي يجب أن نشفق على هذه المرأة لكن أحداً لم يذكر احتمال أن تفقده بإرادتها هي وبطلب منها فالمرأة اليوم تطورت بشكل أكبر وأسرع مما كتب عنها وكل ما كتب لا يعبر سوى عما يطفو على السطح أما الأعماق فنادرين هم من غاصوا فيها وربما يعتبر البعض أن هذا الأمر ليس فيه شيء من التطور أما أنا فأقول إن اتخاذ المرأة لهكذا قرار رغم كل ما يحمله من مخاطر بدءاً من الحبيب الذي يتحول فجأة إلى عدو لا يقبل النقاش ويرى بعقليته التملكية أن المرأة التي أعطته ستعطي غيره وإذا حللنا هذه العقلية نجدها تتنافى مع مبدأ الحب الذي يفترض التبادل لا التملك فالمرأة التي تمارس الجنس لا تعطي فقط (تسلم نفسها) بل تأخذ أيضاّ والمرأة التي تمارس الجنس قبل الزواج هي امرأة طبيعية وبالتالي إيجابية ولن تقبل بدور المنفعل بها بل سيكون دورها فاعلاً سواء بالجنس أو بغيره لماذا لم تتطور نظرة الر جل إلى المرأة من الناحية الجنسية بشكل يترافق مع تطور حياة المرأة وذهابها إلى الجامعة بعيداً عن مراقبة الأهل فمعظم الجامعيات يعشن هذه التجارب سواء بشكل كامل أو جزئي فلماذا لا يتقبل الرجل هذا الأمر؟ لماذا لا يقرأ؟ لماذا لا يتطور وينظر إلى تجارب شريكته كما ينظر إلى تجاربه لماذا يختصر هذه الأسئلة بجواب صنمي واحد هو أنا رجل شرقي وكأن شرقيته هي قدره الذي يتكاسل عن تغييره لاعتقاده أنه لا يخسر الكثير من الرقي ومن الراحة النفسية كلما تمسك بهذه الشرقية الغبية أعرف كثيراً من الفتيات المثقفات الذكيات اللواتي عشن هذه التجارب وبدل أن تصبح هذه التجارب دليل نضج وقوة في الشخصية أصبحت تشكل لديهن مشكلة لأنهن لا يستطعن البوح لأحد وهذا ما يجعلهن يشعرن بالذنب وبأنهن تعرضن للاستغلال( ضحك الشاب عليها) و قد يتعرضن لابتزاز الحبيب العدو بفضح السر من خلال التحدث مع زملائه عما جرى بينه وبين حبيبته فيحاول هؤلاء معها علها تعطيهم ما أعطته لصديقهم دون أدنى تقدير لمشاعرها وإنسانيتها وقد يصل الأمر بالحبيب إلى أن يصور شريط فيديو لتهديدها وابتزازها جنسياً وربما مادياً وإن اكتشف الأهل ذلك يؤدي في بعض المناطق إلى الذبح أو إلى النبذ من قبل المجتمع والتعرض المستمر للإهانات الكلامية حتى من قبل صديقاتها لأنهم سينظرون إليها على أنها غبية لم تعرف كيف تحافظ على نفسها ولن يحترموا فيها صدقها مع نفسها أو جرأتها في تجاوز الممنوعات واحترام نفسها وإنسانيتها وهنا تقع المرأة بتناقض هائل فالمرأة التي تمارس الجنس بقناعة يحصل تطور كبير في نفسيتها تصبح قوية الشخصية يتفتح عقلها تصبح ذكية ورقيقة وقادرة على العطاء لأن نفسيتها خالية من العقد الكبيرة ولأنها تعرفت إلى جسدها وانسجمت معه (يمكنكم قراءة أي مصدر طبي مختص بأمور الجنس عند المرأة ) وتصبح طموحة و لديها الرغبة في الوصول إلى أعلى المراتب وهنا تصطدم بنبذ المجتمع لها وبعدم تقديره لطموحها وذكائها وقدرتها على العطاء وربما يحللون ذلك بأنه نوع من التعويض عما اقترفته من آثام ويحللون لأنفسهم التحرش بها أو إسماعها كلمات لا تدل على الإحترام لماذا يتقبل الرجل الشرقي الزواج من فتاة غربية عاشت هذه التجارب من قبل ولا يتقبله من فتاة عربية الجواب بسيط المرأة الغربية وصلت إلى مرحلة تشعر بالفخر كونها غير عذراء منذ الرابعة عشرة وتتحدث بهذا الأمر مع زميلاتها وزملائها بشكل طبيعي دون أن يسبب لها ذلك النبذ أو القتل إذا هل التكوين الجسمي لدى المرأة الغربية غير المرأة الشرقية الجواب لا إنما الخلل هو في التكوين المجتمعي والتربية الخاطئة التي يتلقاها الرجل والمرأة في المجتمعات الشرقية بحجة أنها محافظة مع أنه يندر أن تخلو مدينة أو قرية عربية من بيوت للدعارة المرخصة من قبل الدولة فأي مجتمع ذلك الذي يمنع حبيبن من تقبيل بعضهما في الشارع ويفضحهما إن وجدا معاً تحت سقف واحد بدون رخصة زواج ومع ذلك يرخص لبيوت الدعارة إنه مجتمع فاشل معقد وبرأيي أن نماذج العلاقات السائدة حيث يكثر الكذب والانتهازية والخيانة وتصحر المشاعر وتبلد العقل وانخفاض الشجاعة ماهو إلا انعكاس للكبت الذي يعيشه الإنسان فأنا مع غادة السمان عندما تقول المقاتل العظيم هو عاشق عظيم وأنا مع المرأة التي تدافع عن حقوقها كاملة ولا تكتفي بالفتات وأقترح أن تبدأ المرأة أولاً بمصارحة صديقاتها بالتجارب التي عاشتها لكي تخفف من شعورها بالوحدة
ثانياًأن تقرأ وتثقف نفسها لكي تفهم جسدها ونفسيتها أكثر
ثالثاً عندما تنتهي التجربة العاطفية دون زواج يجب ألا يرافقها إحساس طاغ بالذنب وبارتكاب المعاصي
بل يجب أن تحلل المرأة هذه العلاقة وتخبر نفسها وصديقاتها عن سلبيات وإيجابيات هذه العلاقة
رابعاً أعترف أن تحقيق هذه الشروط صعب لأنه من النادر أن تجد صديقة يمكن أن تحترم تجربتك كما أن الكتب العلمية المختصة بهذا المجال قليلة جداً وبالنسبة للزواج أنا أعرف الكثيرات تزوجن دون قناعة هرباً من ظلم الأهل أو ظلم وشكوك المجتمع أو من النادرأن تجد مثل هذه المرأة رجلاً يقبل الزواج بها وهنا تبدأ ألام الوحدة والنقصان العاطفي