ردا على مقالة المحامي الكويتي راشد الردعان-كاتبات..جسد-..!



صلاح عودة الله
2010 / 2 / 28


"كاتبات..جسد"..هذا هو عنوان مقال للكاتب الكويتي المحامي راشد الردعان ونشر في صحيفة الوطن الكويتية يوم أمس, وفيه يشن هجوما عنيفا على المجتمع الذي يبرز الكاتبات اللواتي يتناولن في مقالاتهن وكتاباتهن الأمور التي تتعلق بالمرأة والجنس والانحرافات وجسد الرجل والى غير ذلك من الأمور الأخرى, بينما يهمل هذا المجتمع الكاتبات اللواتي يتناولن في كتاباتهن الأمور التي تلعب دورا ايجابيا في الأمور الحياتية, فأصواتهن لا تكاد تخرج من الجامعات والمدارس, ويتهم وسائل الاعلام المختلفة بنشر وترويج هذه القضايا.
وقد تناول الكاتب مقالة الكاتبة السعودية نادين البدير"أنا وأزواجي الأربعة" كخير مثال لامرأة تدعو الى نشر الرذيلة في المجتمع.
والى الكاتب المحامي المحترم أقول, انني على ثقة بأنك لم تقرأ بموضوعية مقالة نادين البدير, فهي لم تقم بالمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة من حيث تعدد الزوجات, ولكنها أرادت اثارة أعصابهم بهذه الطريقة, لأنهم يسمحون لأنفسهم فعل كل شيء بالمرأة ويتخذونها كوسيلة نقل يمكن تغييرها في أية لحظة..فهذا رجل أنعم الله عليه بالمال يقوم بالزواج من أخرى دون وجود أي سبب يذكر, فقط لمجرد التغيير والمتعة الجسدية, مخالفا بذلك حتى تعاليم النصوص القرانية التي حددت شروط تعدد الزوجات.
وبالعودة الى اتهام وسائل الاعلام بالترويج لهذا النوع من الكاتبات, أود أن أسأل المحامي المحترم, لماذا لا تقوم بالتهجم على الكتاب أشباه الرجال الذين يقومون بمحاربة المرأة واهمال دورها في مجتمعاتنا؟..أليست المرأة هي نصف المجتمع وعماده؟..أين موقفك من بعض الكتاب الكويتيين المتصهينين أمثال عبد الله الهدلق وفؤاد الهاشم وأحمد الجارالله, والذين يطالبون بقمع وتصفية المقاومة العربية والاسلامية في كل مكان..هل أذكرك بمقالة الهاشم والذي دعا فيها رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق أولمرت بضرب حركة حماس ومقاومتها بالكيماوي, في الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يشن مجزرته الوحشية على قطاع غزة.
لماذا تصرون على النظر الى القشرة وتتركون اللب؟..عليكم بقراءة الواقع بموضوعية والتعامل مع الأمور بدرجة عالية من العقلانية والشفافية..العيب فينا وليس في زماننا, وما لزماننا عيب سوانا..هل أصبحت قيادة المرأة للسيارة فاحشة, بينما يحق لرجل أن يقوم"بامتلاك" أربع نساء في ان واحد؟..لماذا تصرون على ابقاء مجتمعاتكم ذكورية وبامتياز؟..لماذا لا تقوموا بمهاجمة أشباه الرجال الذين يجولون ويصولون في بلاد الغرب وباراتها, ليلطخوا بذلك سمعة العروبة والاسلام؟. نعم لاطلاق الحريات التي تتناسب وطبيعة العصر الذي نعيشه, الحريات التي تمنح كل ذي حق حقه, ولا تتعدى على حريات الاخرين..نعم لدور فعال للمرأة وفي كافة المجالات, فنحن في عصر يغزو فيه الغرب الفضاء الخارجي ولا نزال نتمسك بعادات وتقاليد بالية لا تزيدنا الا ذلا وتراجعا.
عليك يا عزيزي بمهاجمة كل من تسول له نفسه التطاول على حركات المقاومة العربية والاسلامية, بدلا من أن تشغل بالك وذهنك في كاتبة كتبت ما كتبته, لأن هذا الأمر متروك للقارءات ولن يقمن بفعل ما طالبت به وان كان قصدها مغايرا لما فهمته أنت وغيرك..القضايا المصيرية أهم ويجب معالجتها وعلى الفور..فهل نحن بصدد قراءة مقال لك تهاجم فيه أصحابك المتصهينين؟.