أمّي ....بعضٌ من قداسة



زهير دعيم
2010 / 3 / 16

مع سقسقةِ العنادلِ على أفمام الزّهرات يطلُّ عيدُكِ.
مع نوّار آذارَ المُكلّل بالرياحين يحلُّ عيدكِ.
مع النسائم العابقة بشذا الياسمين والقَرنفل ، يحمل الرّبيع الينا خبر قدوم عيدك.
فأنتِ سيمفونيّة ؛ فيها من كركرة الشّلال نتفةٌ ، ومن هدير الموجات بقايا ، ومن عصف الرّيح موجات ، ومن فيْضِ الحنين دفقات ، ومن لون الفرح آثار ، ومن القداسة بعضها..
سيمفونيّة أنتِ تعزف على وتر الوجود أحلى النغمات وتقول :
هانذا ...أنا الحِضن الدافىء، والعين التي لا تنام.
أنا الأمل المُزنَّر بالمحبّة ، المعقود على جبين المجد ، أنا الرّحمة في تبرّجها ..
أنا الدّعاء الراكع في محراب الاله.
أنا الأمومة ، والعيدُ وبعضٌ من حياة.

في عيدِكِ يا أمّاه يحلو النشيد ، ويطيب الهوى ، وتنتشي الأيام.
في عيدك يرقص آذار على مسرح اللوز والرّمّان.
أمّاه أحاول جاهدًا أن أردّ لكِ بعض جميلكِ ، فيتقزّم الذهب واللُّجيْن عند أقدام أفضالِكِ، وأروح أستبدل الهدايا بالكلمات لعلّها تُسكت الشّوق والحنين ، فيعجز اللسان وينخرس القلم ، وتقف الكلمات حيْرى لا تلوي على شيء.

اتراكِ جُبلتِ من من طين القداسة؟!!
أتراكِ عُمدِّتِ في نهر الأردن؟!!
أتراكِ ملاكٌ في ثياب بشر؟
بلى ملاك أنتِ تحمل السّماء الى الأرض ، والتحنان الى القلوب، والمياه العذبة الى الأرض العطشى.

أمّي....أمّاه...ماما ...من كلّ لون وشعب وقبيلة ؛ أنتِ واحدة ....أنتِ قدّيسة في عيوننا وعين الخالق المُحبّ.

قد تختلف العقليات ، ويختلف المناخ ويظهر الفرق جليًّا واضحًا في المستوى المعيشيّ والتعليميّ والتربويّ ، ولكن تبقى الأمومة واحدة ، تبقى في أحلى صورها وأبهى جلالها ....تبقى هي الأرجوحة والكتف الحنون والصّدر الأكثر حنانًا ، والعطر الذي يلمّ الشمل ...تبقى الملجأ.
الأم السمراء والشقراء والصفراء والملوّنة هي ذات الأم ، التي أريجها يملأ الأنوف ، وفضائلها تعلو فوق كلّ الفضائل.

ماذا أقدّم لكِ ؟! يا مَنْ قدّمْتِ لي قلبك على مذبح التضحية ؟
ماذا أقدّم لكِ ، وكيف أردّ جميلك ؟ سؤال راودني سنوات وحتى اليوم ظلّ بدون اجابة

أمّاه أحبّك ....أحبّك وكفى ... فأنتِ حبّي الكبير بعد الله.
كل عام والشمس تشرق لاجلك ، والمطر يُروي ارضنا بسببك.
"كلّ عام وأنتِ حبيبتي"