تأملات في وضع الفتيات العراقيات



سارة ناجي الياسري
2010 / 3 / 17

يتأثر وضع المرأة في جميع المجتمعات بدرجة ثقافة تلك المجتمعات ويبدو ان هناك علاقة طردية بين ثقافة المجتمع ووضع المرأة فكلما ارتفع مستوى ثقافة المجتمع كلما كان وضع المرأة اكثر احتراما وكانت المرأة موفورة الحقوق . فالتعامل مع المرأة واساليب التعامل معها تكتسب ويتم تعلمها عن طريق المحاكاة من المجتمع فالابن يلاحظ طريقة معاملة الاب لوالدته ولاخواته ويكسبها ويعي حجم الحرية الممنوحة للمرأة ويتصرف بموجبها ولا يهمه او يتسأل اذا كان الاسلوب الذي يتبعه صحيح؟ لانه لا يعرف حجم او وقع الضغوط على المرأة والتأثير الكبير الذي يشكل شخصيتها ويقولبها بل يذهب الرجل مندفعا ومستبشرا بحجم حريته الواسعة والادهى انه يراها الحق الطبيعي والوضع الطبيعي بان يكون متسلطا ووصيا على المرأة وهي تابعة له. هذا المفهوم في اذهان الرجال شائع في العراق والبلدان العربية والمرأة العراقية والعربية يبدو وضع حريتها ونضالها من اجل حقوقها موضوع شائك معقد ولا يعلم كم يستغرق وقت لكي تلحق بنظيرتها المرأة الغربية والمقصود هنا ليس التقليد الاعمى لثقافة المرأة في الغرب لان كل ثقافة لها خصوصيتها ولكن المقصود هو ان تصل الى درجة الوعي والاستقلالية التي لدى المرأة الغربية .
و في ظل تردي الوضع الثقافي في العراق منذ فترة بعيدة وعزوف اقرب الى ان يكون جماعي عن القرأة وعدم مواكبة التطور والتقوقع على الثقافة السائدة بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق اصبحت المرأة هي الضحية الاولى كما هو الحال في جميع الدول التي تمر بحروب . وكذلك الحال للمرأة العربية في بعض البلدان العربية
لماذا المرأة ضحية ؟ وضحية ماذا؟ تساؤل مطروح . المرأة في العراق والدول العربية ونتيجة لعدة اسباب اصبحت وبنسبة غير قليلة ضحية الابتزاز اوضحية الاغتصاب او تتعرض للاستغلال وبدون ان تنبس ببنت شفه واكثر فئة متضررة هي فئة الفتيات الصغيرات المراهقات والاسباب التي تسهل جعل المرأة ضحية عديدة منها اولا الحرمان العاطفي الذي تعاني منه نسبة غير قليلة من الفتيات في محيط العائلة وغياب العلاقة الحميمية بين الفتاة ووالدتها او افراد عائلتها فلا يمكن ان تبوح باي امور خاصة ففي بعض الاحيان تقوم الفتاة بالبحث عن العاطفة للتعويض مع رجل وبانعدام معرفتها بنفسها واحتياجاتها او الاندفاع الطائش وانعدام الخبرة بتجارب الحياة ونظرة المجتمع التي لا تسامح قد تقع في مازق ولا تعرف كيف تخرج منه ثانيا هناك العديد من الفتيات البريئات اللواتي يتربص بهن البعض من اخريات سيئات اللواتي يشيعن الرذيلة او محترفاتها حيث يجذبن الفتيات ويخدعنهن ويقمن باخذ صور خاصة بالفتاة قد تكون مفبركة او حقيقية ويقمن بابتزازهن ثم ايقاع الفتيات الصغيرات في مازق خطيرة خصوصا وهن يعلمن انهن لا يستطعن التحدث عن هذا الموضوع فصمت الفتيات او صمت المرأة الاجباري يعول عليه كثيرا ويستغل ومحسوب مسبقا ثالثا انعدام الحركة الاجتماعية المختلطة وعدم المعرفه الحقيقية في الحياة واستقاء الثقافة من المسلسلات المدبلجة فقط على صعيد الامور العاطفية والتي تعد غير واقعية بالنسبة للمرأة الواعية وتعد حلم ينبغي تحقيقه بالنسبة للفتيات. فهذه المسلسلات تلهب مشاعر الفتيات وتزيد من حماسهم ويحاولون في بحث محموم لايجاد فتى الاحلام . وكثير منهن يتعرضن للاستغلال بشتى انواعه نظرا لحداثة سنهن

ممكن الاستنتاج والقول بان التخلف والجهل والحرمان هذه العوامل مجتمعة التي تحيط بالمرأة تجعلها في حالات غير قليلة لقمة سائغة في ايدي المتربصين وكما تبين فان المرأة تتعرض لاشكال مختلفة من الاساءة والاستغلال
والنتيجة ان المرأة ضحية عائلتها الغير متفهمة او المتسامحة اولا ثم ضحية ثقافة مجتمعها الذي يحملها مسؤولية كل خطيئة تقترف بحقها ثانيا وبذلك لن تستطيع ان تدافع عن حقوقها او تطالب بها

الاسلوب الذي تستحق المرأة ان تتعامل به هو التسامح التام وان تعطى لها استقلاليتها وان يزداد وعيها لكي لا يغرر بها بسهولة ويجب على المرأة ان تكون حذرة في كل تعاملاتها لان الاستغلال هو الهدف الشائع عند التعامل مع المرأة في العراق وبعض البلدان العربية