الام بانتظار يومها السنوي رسميا؟!



ماجد محمد مصطفى
2010 / 3 / 23

التواريخ ثوابت الامم تعيد نفسها مع الايام اجراس تقرع في ذاكرة الشعوب لها صدى الوجود والتجدد والاصالة بتباين التعبير والطقوس طبقا لنوع المناسبة.
تواريخ قومية ونضالية واخرى تصدح بالاغاني والاحتفالات البهيجة ضمن الايام الرسمية للدول والحكومات وتشهد الاستعداد سنويا بمظاهر البذخ ومصاريف ليوم ليس مثل سائر الايام.
ايام حفرت في ذاكرة التاريخ تجدد نفسها بصور جديدة دون المساس بجوهر الاحتفال مبهجة كانت ام محزنة بابطالها ورموزها وابجدياتها الازلية.
عيد نورز على سبيل المثال الذي احتفل به الكورد في ارجاء المعمورة يوم 21/3 الحالي له جذور تمتد الى 700 عام قبل ميلاد السيد المسيح وهو بداية السنة الكوردية الجديدة 2710 وشهد احتفالات ودبكات بملابس كوردية زاهية فضلا عن طقوس ايقاد النيران فوق قمم الجبال ويعتبر ضمن الاعياد القومية الرسمية سيما ان عيد نوروز له طابع سياسي جراء السياسات المناهضة التي اوغلت اتباع سياسات الصهر القومي ومحو كل ما يمت للكورد بصلة من تواريخ خالدة او ابطال لهم علامة الفخر في سجل التاريخ فانكفئت بسياساتها الشوفينية تغير الاسماء والاعياد وفق اهوائها .
عيد نوروز امسى زمن النظام المباد الى عيد الربيع واحيانا عيد الام وكلاهما اعياد غير رسمية الاول يحتفل به في محافظة واحدة فقط والثاني لم يرتقي الى مستوى المناسبة واهميتها نتيجة ظروف الحروب الكارثية وتردى المستوى المعيشي فكانت الام ضحية مثل الانسان والشجر والحيوان في ظل هيمنة الدكتاتورية المقيتة ومظاهرها سوى ترديدات اعلامية خجولة او تكرارات التذكير كلاميا في الاسر دون بطاقات تهنئة او غيرها.
في يوم الام السنوي ايضا تختلف القراءات والتواريخ عالميا كما انه لايعد عيدا رسميا في العديد من الدول ومثله يوم الحب المتعارف عليه في 14 شباط من كل عام ودرجت العادة فيه على ارسال بطاقات التهنئة والحب والاحتفال بين الاصدقاء ولايعد ضمن الاعياد الرسمية ويجابه الانكار والتحريم والتجريم شأنه عيد الميلاد المجيد وخاصة من الجماعات الاسلامية المتطرفة.
الاعياد كلها والمناسبات تقرب المسافات بين الجماعات والافراد وتفرض الخصوصية والتميز وروح التكاتف والتعاون واشاعة اجواء الالفة الحميمة واواصر العلاقات الانسانية .. بعضها يختلف توقيتها بين الشعوب بحسب سياسات الدولة التي انتهجت الاحتفال بالمناسبة..
الاعياد والمناسبات ملح الحياة ورونقها الدائم ومن الاهمية الاحتفال بها بما تناسب اهمية اليوم وتأثيره خاصة في الايام الانسانية العظيمة مثل يوم الام وذلك باقامة مهرجانات وفعاليات تليق بالام في يومها السنوي وادراجه عيدا رسميا لدولة ليس فقط مكافئة لدورها الانساني والحياتي المؤثر فحسب وانما كون المناسبة حافزا لتعميق اواصر العلاقات الانسانية والمثل المنشودة غاية المجتمعات الحضارية.
يوم واحد فقط ليس بكثير في تاريخ الاعياد والمناسبات الرسمية يكون للام بالذات تلك العظيمة التي انجبت وكبرت وتعبت عنوانا لتضحية والاصالة والوفاء ومازالت هوية لاانفصال عنها مطلقا.
حكمة مأثورة: امي لولا الله لعبدتك