المرأة والكتابة والنشر في موقع الحوار المتمدن



كاظم حبيب
2010 / 4 / 13

رغم النضال العنيد والمتواصل الذي كانت تمارسه المرأة في منطقة الشرق الأوسط, وخاصة في الدول العربية ومن مختلف القوميات, فإنها لم تستطع فرض نفسها في حقول الإعلام والصحافة ونشر الكتب, رغم ما لديها من إمكانيات وطاقات كبيرة كامنة وغير مستثمرة. وكانت التقاليد والعادات ودور الذكور, إضافة إلى غياب الحريات الديمقراطية في أغلب الدول العربية إن لم نقل كلها, كانت من بين العوامل التي جعلت المرأة قليلة الكتابة وأقل من ذلك النشر لما تكتبه في مجالات الشعر والقصة والرواية أو المشاركة في الكتابة الصحفية وفي حقول العلوم والفنون التشكيلية. ومع ذلك برزت أسماء لامعه عربيات وغير عربيات في منطقة الشرق الأوسط كان لهن أثرهن الكبير في نهوض تدريجي للمرأة ودورها في الحياة العامة وفي مختلف المجالات, ولنا من الدكتورة نوال السعداوي أو أحلام مستغانمي أو حياة شرارة واختها بلقيس شرارة أو عفيفة ألعيبي أو هناء أدورد وبخشان زنكنة ونرمين عثمان وغادة العاملي وبقية الناشطات النسويات في الدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل في العراق وبقية دول المنطقة.
إلا أن التقنيات الحديثة وعالم الأنفوميديا قد خلق أجواءً جديدةً لتشارك المرأة بطريقة أفضل وأوسع وأكثر تحرراً وحرية في الكتابة والنشر وفي الإبداع الفني والأدبي والثقافي عموماً. وهو ما نشهده اليوم. ويمكن لموقع الحوار المتمدن أن يقدم نموذجاً يحتذى به في هذا الصدد.
فحين بدأ الحوار المتمدن خطواته الأولى على طريق النشر الإعلامي منطلقاً من مواقع الفكر اليساري الديمقراطي الحر, لاحظ المشرفون والمشرفات على الموقع بروز أسماء نسوية قليلة وخجولة في الكتابة, ولكنها واعدة, وهو ما لاحظته أيضاً كقارئ وكاتب على صفحات موقع الحوار المتمدن. وأتذكر أني كتبت للأخوات والأخوة في الحوار المتمدن أثمن دورهم في النشر النسوي وأدعوهم إلى فتح أبواب الموقع أكثر فأكثر للكاتبات الشابات حتى لو كانت كتاباتهن لا تزال في خطواتها الأولى, إذ يفترض أن يأخذ الحوار المتمدن على عاتقه تنشيط دور المرأة في الكتابة والنشر. وكان رأي الأخوات والأخوة في الحوار المتمدن مماثلاً ومشجعاً. وأمكن أخيراً وبمبادرة من السيدة بنيان صالح جبريل والعاملين معها إلى تأسيس مركز مساواة المرأة الذي يساهم في مكافحة العنف ضد المرأة.
واليوم حين نتصفح موقع الحوار المتمدن سنجد فيه الكثير من الكاتبات اللواتي يكتبن وينشرن في مختلف حقول الأدب والفن والسياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية, وهي ظاهرة صحية ورائعة يفترض تشجيعها وتعزيزها باستمرار. وأتوقع أن تكون الفترة اللاحقة محملة بالكثير من الكتابات النوعية المتنوعة والممتازة وكذلك الكتابات الصحفية المعبرة عن آمال وأحلام وطموحات المرأة, إضافة إلى واقع المرأة المر في الكثير من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط ومن قوميات مختلفة.
لقد فتح الانترنيت أبواباً واسعة أمام المرأة للكتابة والنشر والتي لم تكن متوفرة لهن قبل ذاك.
ونظرة سريعة على ما يصدر من مجلات نسوية في العراق, ومنها, مجلة نرجس ومجلة نون, على سبيل المثال لا الحصر, تؤكد قدرة المرأة على اقتحام الصعاب في مجتمع لا تزال العشائرية تهيمن على مشاعر وسلوك الناس, إضافة إلى نتائج الانتخابات الأخيرة حيث أمكن فوز الكثير من النسوة بطريقة مباشرة في حين عجز الكثير من السياسيين المتنفذين في الحصول على أصوات مماثلة.
تحية للحوار المتمدن على فتح أبوابه الواسعة لكتابات المرأة, وتحية للمرأة التي تكتب في الحوار المتمدن وفي غيرها من المواقع والمجلات والصحف أو إصدار الكتب بمختلف الحقول ومنها الشعر والقصة والرواية والعلوم والموسيقى والفنون التشكيلية بتنوعها الكبير.
13/4/2010 كاظم حبيب