شرطية من ديالى



فاطمة العراقية
2010 / 4 / 13

شرطية من ديالى

مليحة هيفاء ..سئمت الجلوس في البيت .وهي ترى العوز والقحط يحيط بها وبابناءها الاربعة ...
سمراء عراقية بعينين شهلاوين صافيتين ..تنظر لزوجها الذي يكد ليل نهار .ولايستطيع سد احتياجات البييت الكثيرة .والمسؤولية تثقل كاهله .
وشحت بالسواد لفقدها اشقاءها الثلاث في حروب لاتنتهي .ومختلفة التصنيف .
ولانها عراقية كتب عليها ان تعطي وتعطي دون مقابل .
تحلم بالبيت وسقف يضمها واسرتها الصغيرة .المتكونة من ثلاث اولاد وبنت .افواه مفتوحة وطلبات لاتنتهي .تريد ان تاكل .وتلبس ,وتلعب .
اطفال ككل اطفال الكون .
فما كان منها الا ان تتشاور مع زوجها .وتخلع الحداد الطويل .لترتدي عدة الواجب الجديد مضافا لواجباتها المنزلية .
واجب يحتم عليها الدفاع عن الابرياء .ممن تسوول له نفسه ان يحمل المتفجرات ليطيح باالارواح البريئة .
وقفت سدا بجسدها وروحها رهينة لمن رخصت عندهم الانسانية والادمية
ارتدت البدلة الزرقاء .لتصبح شرطية تحلم بتوفير الامان .وفي هذا الظرف الحرج .والابتسامة لاتفارقها ..
الثقة الكبيرة التي اعطتها لنفسها .والشعور بالمسؤولية الجديدة التي القيت على كاهلها .من اجل لقمة العيش مشاركة ومساعدة الزوج المرهق
انها الشرطية (ت ..م.) وهي من طلبت ان لاابوح باسمها الكامل خوفا من الوشاة والرعاع ..
اذن هي امراة اخرى من بلادي ...ثبتت خطاها وسارت في مهنة صعبة وخطيرة.من اجل مؤازرة الزوج وشريك العمر .
جعلتهاالحاجة ان تقف بجسدها تصد النفوس المريضة والمعتلة في الايغال بالعداء والخواء الروحي .لمن يحلمون بالامل والامان .
تحية خالصة .والف سلام اليك (يام امير ) والف سلام لنساء عراقي
وهن كواكب تشع على مر الزمان ورغم دياجيرهم .واعاصيرهم التي تنذر بالموت والدمار .بقت وستبقى العراقية رمزا لنساء الكون .