رجل وامرأة ؟



شامل عبد العزيز
2010 / 4 / 15

مقال قديم للسيدة – عايدة مطرجي إدريس – بعنوان – أدب المرأة والمجتمع العربي – تتعرض فيه إلى قضية – أدب المرأة – أو – ألأدب النسائي – " وكأن الأدب له جنس " فهل هناك أدب رجالي وأدب نسائي ؟
يقول الدكتور " حسن حنفي "
إن هذا النوع من التقسيم – رجالي – نسائي – لا يعود إلى تحليل موضوعي بل إلى العقلية الشرقية والتي يغلب عليها – التصور الجنسي للعالم –
كلما تحرر الإنسان أو أنعتق من أفكار الماضي وواكب العصر الذي يعيشه كلما كان أقرب إلى المعاصرة الخالية من جميع المظاهر والأفعال الشاذة التي نراها أو نقرأها أو نسمع بها والتي تحدث في مجتمعاتنا تجاه المرأة ..
السبب هو – التصور القديم – بالرغم من إدعاءنا وصراخنا ليل نهار بأننا علمانيين وبأننا مع المرأة ولكن الأقوال شيء والأفعال شيء أخر حسب ما نراه من وجهة نظر شخصية ومتواضعة.
لا زال الهاجس في الأنفس .. لم يتم التحرر والتخلي عن ما في دواخلنا بصورة صحيحة ..
ساعدت عوامل كثيرة على تلك النظرة وعلى رأسها التعاليم الدينية والأسلوب القبلي والعشائري الذي يتم استخدامه ضد المرأة ..
العقلية القديمة ترى في المواطن رجلاً وامرأة و لا ترى فيه إنساناً ..
ومن ذلك فهناك موضوعات وأحاديث للرجال وأخرى للنساء ..
وهناك سلوك للرجال وأخر للنساء ؟؟ وكأن العالم عالمان ,, سيداتي سادتي ..
رجل وامرأة ..
يقول الدكتور حسن حنفي "
الحديث بوجه عام عن المرأة وجعلها مشكلة مستقلة عن الإنسان ووضعه في العصر الحاضر له سببان "
الأول : ناتج عن التصور الجنسي للعالم أو التعبير عن الحرمان مع تحويل هذا الحرمان إلى موضوع للإشباع
( أي عملية تعويضية ) .
الثاني : ( وهذا برأيي هو الأهم ) .. الإحساس بالنقص ..
معنى الإحساس بالنقص " الاتجاه إلى نقطة الضعف وجعلها مصدر قوة ...
السبب الثاني مرتبط بالأول حسب رأيي كذلك ولكن النقص هو السبب الأقوى وهو الكارثة فمن يشعر بذلك فلا علاج له ؟
في مطلع القرن العشرين تحدث " قاسم أمين " عن تحرير المرأة ...
نحنُ لا زلنا نتحدث عن تحرير المرأة ولكن هذه نقطة أراها متناقضة وفيها ازدواجية ونطالب بتحريرها ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ؟ هل تحرر الرجل ؟
هل أخذ الرجل حقه بحيث تم إقصاءها ونريد أن نعوضها ؟ هل نال الرجل كل ما يتمناه وبقيت هي وحدها " مكسورة الجناح "
نحنُ نرى قضية المرأة " مشكلة " نسعى لحلها وتجاوزها ؟ ولكن هذا مفهوم خاطئ ..
المرأة ليست مشكلة خاصة ولسبب بسيط "
المجتمعات هي " رجل وامرأة " وما ينطبق على المرأة ينطبق على الرجل والعكس صحيح .
يقول الدكتور حسن حنفي "
ليست المرأة سلعة بل الإنسان كله سلعة في المجتمعات التي لم تنال الحرية ومعلوم من هي تلك المجتمعات ..
التحرر يا أحبائي هو " قضية العصر وليس قضية المرأة "
إن مشاركة المرأة حق طبيعي .. وهي تعمل حالياً في كافة المجالات جنباً إلى جنب مع الرجل ولكن ضمن قيود وأعراف قديمة بالية بالنسبة للأغلبية ... فلا زال في النفس غصة ..
في مقالة الدكتور " كاظم حبيب " والمنشورة على الموقع حول الكتابة والمشاركة للمرأة في الموقع تطرق إلى أن هناك كتابات للمرأة وبشكل أفضل من قبل وفي كافة المواضيع السياسية – الاقتصادية - الاجتماعية ولقد كان للحوار المتمدن الدور الريادي في ازدياد عدد الكتابات والدور الذي لعبته السيدة بيان صالح في " تأسيس مركز مساواة المرأة " ومكافحة العنف ضدها , أي لم يعد هناك أدب رجالي وأدب نسائي على صفحات الحوار ولو أننا نطمح جميعاً إلى المزيد ..
ليس الغريب أن يكون الرجل هو الكاتب دائماً ..
يقول الدكتور حسن حنفي :
ندرة الكتابات النسائية لا ترجع إلى مشكلة المرأة بل إلى الامتداد الطبيعي لنشاط الرجل .
هناك من الأدباء من تعرض في إعماله إلى مشاكل المرأة أكثر مما تعرضت أي سيدة في أعمالها. و لا بأس في ذلك ..
إن قضية الجنس ليست قضية " نسائية " بل هي قضية من عدة قضايا تدعو للتحرر مثل التحرر من التقاليد الموروثة ومن الصور الزائفة / الدين والأخلاق / على حد تعبير الدكتور " حسن حنفي "
إذا كان هناك تطور جديد في عالم المرأة وفي مساهماتها فسببه هو حصول بعض " التطورات الاجتماعية " ومنها الكتابة التي هي التعبير عن الحاضر وانعكاس للواقع ..
إذن قضية المرأة لا يجب أن ننظر إليها بمعزل عن قضية الرجل ( الرجل أيضاً متنيل بستين نيلة ) ,, قضية المرأة هي جزء من قضية المجتمع ككل .
فهي الأم والأخت والزوجة والبنت والحبيبة والرفيقة والصديقة ..
إذا ما استطعنا أن نتخلص من نظرة " التصور الجنسي " بحيث لا ننظر إلى أن هناك " رجل وامرأة " بل هناك إنسان عند ذلك سوف نستطيع أن نقول أننا تركنا نظرتنا القديمة تجاه " حواء " وأننا وضعنا أرجلنا على بداية الطريق الصحيح ..
ومسافة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى ...
فهل سوف نبدأ بها ؟
أتمنى ذلك ..
/ ألقاكم على خير / ...