انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة



ياسمين يحيى
2010 / 5 / 3

شعرت ذات مساء بملل وضجر فأحببت أن أتنزه قليلا في مدينتي الجميلة الرياض ، أرتديت ملابسي ، بلوزة وتنورة قصيرة . ووضعت نظارتي الشمسية فوق شعري ثم قمت بتشغيل سيارتي وأنطلقت بها متجهة الى أحد الأماكن الجميلة في وسط المدينة .
وبينما انا مستمتعة في قيادتي لسيارتي وتجولي في ذالك المكان الهادئ والمضيء بالأنوار الرائعة التي تعطي أحساسا بالصفاء والاستجمام والراحة النفسية ، لمحت من مرآة سيارتي سيارة تراقبني من بعيد ثم أصبحت تطاردني فعرفت أنها جيمس الهيئة ، أنطلقت مسرعة حتى لا يمسكوا بي وأكون لهم صيدة دسمة ثم خطر في بالي أن أتغدى بهم قبل أن يتعشوا بي فقلت بيني وبين نفسي لما لا أستغل هذه الفرصة السانحة للقضاء على هولاء الوحوش (عفاريت المدينة ) فهذا عمل أنساني أستحق عليه جائزة نوبل للسلام لأنني سأخلص الناس من شرورهم وأذاهم وأجعلهم يعيشون بسلام وأمان .

ففكرت وفكرت ماذا سأفعل بهم ! وبينما انا أفكر وهم يلاحقونني بمنتهى الحماس واللهفة للأنقضاض علي كفريسة دسمة ، صرخت بصوت عالي وجدتهاااااااااااااا .
فقذ تذكرت بأنني أحمل معي في حقيبة السيارة جالون بنزين أضافي كي أستخدمه في وقت الحاجة وأيضا علبة كبريت في درج السيارة . فرحت كثيرا بهذه الفكرة ومن شدة سعادتي قمت برفع صوت مسجل السيارة على أغنية للفنان عبدالمجيد عبدالله وأشعلت سيجارة ودخنتها كي أشعر بالأسترخاء وهدوء الأعصاب وكل هذا وانا أقود سيارتي بأعلى سرعة لها ، ثم قمت بألغاء نظرة عليهم من المرآة لكي أعرف عددهم وعدتهم فرأيت أربعة ذكور سمان غلاظ لحاهم طويلة وكثيفة وبشعة ، هيئتهم ومنظرهم أقرب الى العجول منه الى الأنسان وسمعتهم يصرخوا علي بصوت ساخط يملئوه العنف والقبح :
توقفي يا فا . . .
قبحك الله يا سا . . .
وانا لا مبالية بهم وسائرة على خطى خطتي لهم التي ستأتي بأجلهم وتعجل بذهابهم الى حورياتهم القابعات في خيامهن ويترقبن قدوم هولاء الذكور الأبطال .

كان عددهم أربعة وعدتهم هي الارهاب والعنف واللسان البذيء ، فصرت أتجول بهم في الشوارع والحواري وهم يلهثون ورائي كالكلاب السعرانة وانا سعيدة ومنتشية جدا بمنظرهم هذا الذي يدل على مدى أرتقاء فكرهم وعقولهم . ثم أتى في بالي الرجال الغربيين الكفار الذين يجرون وراء المخترعات والمعجزات الأبداعية ويبحثون عن حياة أخرى على القمر والمريخ وهم أمامهم اجمل نساء الأرض وفي قمة درجات السفور وقارنتهم بهولاء الهمج الأغبياء الذين لا هم لهم سوى جسد المرأة ومفاتنها وفتنتها وشيطنتها وكيف أن الكفار لم يمنعهم فتنة ومفاتن المرأة عن العمل والتقدم والأبداع بينما هم يبحثون بكل ما أستطاعوا من قدرة على امرأة تظهر بعضا من جسدها ويكرسون لهذا العمل الوقت الطويل والجهد الكبير وينفقون المال من أجله وكل ذالك حتى يصدونها عن فتنتهم بها التي تبعدهم عن الله وتعطل أعمالهم العظيمة من أجل البشرية .
فقلت بأبتسامة ساخرة : يالهم من مساكين ، تسيرهم الغريزة مثلهم مثل الحيوانات .

المهم بعد دوراني بهم في جميع شوارع ومناطق المدينة وبعدما شعرت بالملل والتعب من كثرة الدوران واللعب بهم ، ألتفت نحوهم فرأيتهم لا زالوا متحمسين ومتهيأين للأمساك بي ، فهم أجساد قوية بلا عقل لا يهمهم التعب ولا يأثر بهم مادامو في أعظم مهمة خلقوا من أجلها وهي : مراقبة المرأة وملاحقتها ومنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي .

وقمت بأيقاف سيارتي في أحدى المناطق الخالية من البشر وقبل أن يوقفوا هم سيارتهم نزلت وأتجهت مسرعة نحو حقيبة سيارتي وأخرجت جالون البنزين ثم عدت وجلست داخلها وأخذت علبة الكبريت من الدرج وبقيت في مكاني داخل السيارة أنتظرهم ، فلما أوقفوا سيارتهم ونزلوا منها فرحين وكأنهم أخترعوا السيارة التي تحملهم هم وعقولهم الصدئه ، وأتجهوا نحوي مسرعين ونظرات الشر المختلطة بنظرات الفرح بأنتصارهم المتوقع تملئ عيونهم الشيطانية . تظاهرت انا بالأستسلام لهم حتى يقتربوا مني أكثر فأكثر الى أن ألتصقوا في باب سيارتي مطالبينني بالنزول منها فقمت انا بالأمساك بجالون البنزين الذي كان بجانبي ثم فتحت نافذة السيارة وسكبته على وجوههم وأجسادهم وقمت بأشعال عود كبريت وقذفته عليهم فأشتعلت النيران بهم وألتهمتهم بشهية وشوق .
تلك النار التي لطالما كانوا يخوفون ويرعبون الناس بها من أجل أبتزازهم وأستغلالهم بأسمها وأسم مبدعها ، هم إذن أحق بها وهم الأولى في العيش بها .

ثم صحوت من نومي وانا في قمة السعادة والسرور .
كان حلما صحيح ولكنه حلما جميلا .


فكيف لكم ياأيها الأشرار أن تمنعوني من حقي في النزهة والأستمتاع وتحسين المزاج بمفردي وأنتم لا !
وكيف تمنعوني من استنشاق الهواء من دون حواجز وأنتم لا !
وكيف تخنقوني بعباءة ونقاب في جو ساخن لا يطاق وأنتم لا !
وكيف تحرمونني من حقي في قيادة سيارتي وأنتم لا !
فكم أنتم وقحين ومجرمين .

ملاحظة : انا أرحم من أن أعاقب شخص بالموت الرحيم فما بالكم بالحرق في النار ولكنها مجرد تعبير عن الحرقة التي أشعلوها في قلوبنا نحن النساء هولاء المجرمين .. أنتهى