زير النساء وحقوق المرأة



صبيحة شبر
2010 / 5 / 17

زير النساء وحقوق المرأة

ينبهر بعض الرجال بالعدد الكبير من النساء اللواتي يعجبن بهم ، ويصفنهم بأعذب الصفات ، ويطلقن عليهم أروع النعوت وأجمل الخصائص ، واصفات إياهم بصفات رائعة ، هي ابعد ما تكون عن حقيقتهم المراوغة ، وعواطفهم المتقلبة ، كيف يمكن لزير النساء الذي يعشق كل يوم إحداهن ، ويغير حبيباته كما يغير قمصانه ، وربطات العنق ، كيف يمكن لهذا النوع من الرجال ، أن يعرف الحب ، وان تتغنى بشمائله بعض النساء ممن لايعرفن معنى الحب الحقيقي ، ويرتضين لأنفسهن ان يعزفن من موسيقى نشاز ، مطلقين عليها نعوتا بعيدة عنها ، هل يمكن لرجل ان يحب كل امرأة يصادفها في حياته ، تاركا زوجته تعاني ألوانا من الهجران والصدود ، هل يمكن لرجل مثل هذا المتلون المتغير أن يكون تقدميا ؟ وهل تعني التقدمية أن يغير عشيقاته كما كان أبوه المرحوم له كل يوم محظية جديدة ؟ أين التقدمية في ان يحب الرجل امرأة كل يوم ، وان يجد في كل من تبتسم له غارسة أنيابها في أعماق فلبه الميت ، سهام عشقها ، أين حقوق المرأة من نساء لاعبات ، غرضهن الإيقاع بكل الرجال ، وكيف يعرف الرجل المتخذ كل يوم عشيقة جديدة حقوق المرأة ؟ هل تعني حقوق المرأة الابتعاد عن الوفاء والوقوع بأنواع من الحب لا يعرف مداها إلا الخائنون المتلونون ، الذين يتخذون كل يوم طريقا جديدا لهم في العشق والغرام ، تتعارض مع الطرق السابقة ، هل من حقوق المرأة الزوجة ان يبتكر ألوانا جديدة لهجرانها ، للوقوع في شباك كل النساء ، وهل فهم هؤلاء معني التقدمية كما يفخرون أنهم من دعاتها ؟وأين التقدمية في ان يعشق الرجل كل الإناث في العالم مبتعدا عن زوجته ، تاركا إياها تندب حظها التعيس أن أوقعها في براثن من لا يميز بين الغدر والوفاء وبين الحبيبة والجارية وبين الزوجة وبائعة الهوى..
هل يعرف دعاة التقدمية والتطور، حقوق الإنسان في العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ، وهل يدركون أنواع الحقوق التي اعترف بها العالم نتيجة النضالات الطويلة، وطريق الكفاح المستمر المليء بالأشواك والتضحيات ، وهل يعلمون ان المرأة صنو الرجل في رغبتها المشروعة ، أن تقدر إنسانيتها و يعترف بحقوقها كاملة ، والحب والوفاء من اشد أنواع الحقوق مدعاة للنضال والتضحيات الجسام ، فأين حقوق المرأة من معجمكم يا من تتخذون كل يوم لكم عشيقة جديدة؟
ان من اكبر مآسينا في العالم المتأخر، الذي نعيشه ان هناك بونا شاسعا بين الأقوال والأعمال ، وان الكثيرين ممن يدعون أنهم من أنصار حقوق المرأة ،إنما تدل أعمالهم أنهم من ألد الأعداء..