حقوق المرأة في العراق والمؤتمرات النسوية



ليلى محمد
2004 / 8 / 4

كثرت المؤتمرات النسوية في داخل العراق وخارجه وتعددت ورش العمل حيث تقوم المنظمات التابعة للأمم المتحدة بصرف الأموال الطائلة على تلك الندوات والورش وكلها تحت عنوان (دور المرأة في العملية السياسية، دور المرأة في الانتخابات،..الخ)، ولكن أين هي المرأة في العراق من تلك المناسبات التي تعقد لها وباسمها؟كل شئ يمت بصلة الى تلك المؤتمرات والورش وكل المواضيع التي تناقش ولو كانت بسطحية تصل الى حد الهشاشة وممكن أن تكون جلسات سمر لشخصيات بعيدة كل البعد عن معاناة المرأة في العراق، أقول كل شئ ممكن في تلك المؤتمرات إلا قربها ومناقشتها لواقع المرأة المأساوي في العراق. المرأة التي تعاني الأمرين وتسير أوضاعها نحو الأسوأ في ظل حكومات متتالية تتذكر كل قمع وكل سحق للحقوق وتصدر القرارات تلو القرارات لتكبح جماح الحركات الاعتراضية للجماهير وتتناسى عن عمد حقوق المرأة وحياتها وإنسانيتها التي تسحق كل يوم، وتغض الطرف عن الانتهاكات الحقيرة التي ترتكب في حقها.

فما يسمى بالقتل غسلاً للعار والاختطاف والتهديد وفرض الحجاب واللباس الإسلامي والدعوة المستمرة الى الفصل بين الجنسين في المدارس والجامعات، العنف العائلي، دفعها للبقاء داخل البيت وفصلها من العمل ،الإهانة اليومية التي تتعرض لها المرأة في البيت والشارع وأماكن العمل من قبل المدراء وأرباب العمل، هي ممارسات يومية وانتهاكات تتعرض لها المرأة في العراق، فهل كانت أبدا تلك الأوضاع هي محل نقاش في تلك المؤتمرات وورش العمل.

ليس المهم أن تكثر تلك المؤتمرات أو أن تقل بقدر أهميتها في المساهمة في إنهاء معاناة المرأة.

كيف تستطيع المرأة المشاركة في العملية السياسية وهي تحت تهديد السيف والدين، كيف تتقدم ويد حركات وأحزاب الإسلام السياسي تتحين الفرص لقتلها وتعذيبها، كيف تفعل ما تشاء وليس هناك أي قانون لحمايتها من براثن تلك الأحزاب والحركات والحكومة تغض النظر عن تلك الانتهاكات وتضع أمامها آلاف القيود وتنزل في حقها أقصى العقوبات لأنها امرأة أولا وأخطأت ثانياً، كيف تطالب بحقها وهي ليس لها حتى حق الإدلاء برأيها...الخ. هل نوقشت أبدا تلك المعوقات ووضعت برامج حلها، هل نوقشت قضية الاحتلال ومدى الدمار والخراب والمآسي التي خلقتها للجماهير في العراق والنساء خصوصاً والعمل على إنهائه، هل نوقشت قضية الإسلام السياسي وتدخلها السافر في الحياة الشخصية للمرأة ودورها في التراجع الشديد في واقع المرأة ودورها في المشاركة في العملية السياسية؟؟؟؟؟

كل هذه الأسئلة هي قضايا ملحة ومهمة، ولن يجدي نفعا عقد تلك المؤتمرات إذا لم ترد عليها بقوة، وان مغازلة القوى السياسية القومية والرجعية والعشائرية في العراق وغض النظر عن إنهاء الاحتلال لن يقدم شيئاً في تفعيل دور المرأة ، ولن تساهم قيد أنملة في إنهاء تلك المآسي.

إن الحركة التقدمية للنساء في العراق والقوى والمنظمات المدافعة عن حقوق المرأة وجر ملايين النساء ورائها هي الكفيلة في دفع الحركة النسوية الى ميدان الصراع سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.