أمازونية متوحشة تعذب طفليها بالإسكندرية



مهدي بندق
2010 / 5 / 19


قبل فجر التاريخ ظهرت في شمال إفريقيا قبيلة من النساء المحاربات ، أطلق عليهن اسم الأمازونيات ( ومعناها بلغة البربر المتوحشات ) كن يفترسن أزواجهن ويأكلن لحومهم في نهاية ليلة الزفاف ، وكانت الواحدة منهن تبتر ثديها لتتمكن من استخدام القوس والنبال في الحرب ضد الذكور دون إعاقة .
هذا الصنف المناقض للأنوثة – بما تحمله كلمة الأنوثة من معاني الرقة والعطف والرحمة – ما زال موجودا ً في بعض النسوة ممن يعشن بيننا ، حاملات في نفوسهن المريضة "الميمات" الثقافية لهذه القبيلة المنقرضة .
ففي الإسكندرية ظهرت حالة مذهلة تنتمي لهذا النموذج الرهيب المرعب.. هي موظفة يتعدى راتبها الشهري خمسة آلاف جنيه توفرها كلها لنفسها بذريعة أن "الشريعة الإسلامية" لا تلزم غير الزوج بالإنفاق على الأسرة [ وهو ما قام به فعلاً الزوج ذو الراتب الأقل طيلة خمسة عشر عاماً – عمر زواجهما ] وفي الوقت نفسه تراها تحتج بمبدأ " المساواة " بين الجنسين ! كي لا يكون لزوجها عليها حق الطاعة المقرر بالشرع الإسلامي العادل . دعنا نسأل ما هو مضمون الطاعة التي طالبها به زوجها . تلك هي التفاصيل :
ظلت الأسرة تقيم منذ بداية الزواج في شقة صغيرة من غرفتين وصالة ، وحيث كبر ولداهما ( الولد 14 والبنت 12 ) فقد رأى الزوج أن حان الوقت للتفريق بينهما في النوم لدواع شرعية وأخلاقية لا تحتاج لشرح . فاستأجر شقة من ثلاث غرف في مدينة برج العرب حيث مقر عمله ومكان مدرسة الولدين . لكن المرأة رفضت الانتقال إلى المسكن الجديد – رغم وجود سيارة لشركتها تنقل موظفيها من وإلى البرج ( في المسكن الحالي تكسب لنفسها ساعتين على حساب وقت العمل دون وجه حق باستخدامها سيارة الأمهات اللائي يصاحبن أطفالهن للحضانة زاعمة بالكذب أنها منهن !!!) مصرة على عودة الزوج والولدين إلى شقة الغرفتين ضاربة عرض الحائط بمخاطر إبقاء فتي وفتاة وصلا مرحلة البلوغ البيولوجي والفسيولوجي ، بل وزادت على ذلك أن رفضت بكل إصرار مد الطفلين حتى بفراشهما وملابسهما حين اختارا الإقامة مع أبيهما الذي يمثل لهما طوق النجاة بالنسبة للغريق ، وبهذا الرفض الفظ الظالم أجبرت الزوج على شراء كل ما يلزم المسكن الجديد من أثاث وأجهزة كاملة ، منفقا ً في ذلك كل مدخراته ، وبالتوازي قامت هي بمصادرة كل ما ادخره الولدان قائلة إنها استخدمت هذه المدخرات لتسدد لهما اشتراكات النادي ! وقد اكتشف الولدان كذبها من النادي نفسه ، فكان طبيعيا ً أن يفقدا كل ثقة فيها ، وأن يرفضا العودة إليها بأية حال من الأحوال . عندئذ قامت الأمازونية برفع دعوى ، لا للتطليق بل للمطالبة .. بماذا ؟ بنفقة لها و.. . لمن أيضاً ..؟ ... .للولدين المقيمين فعلا طوال العام الماضي مع والدهما الذي يتكفل بكامل نفقاتهما من مأكل وملبس ودروس خصوصية وحتى ما يحتاجانه من ألعاب وترفيه ، وهو ما يعني عمليا ً أن ينفق الرجل على ولديه مرتين ، مرة لهما في بيته الجديد ، ومرة لها إذ تسعى لأخذ مال لن تنفقه عليهما !! فأين من يغررون بالعقل المصري زاعمين أننا مجتمع ذكوري يضطهد المرأة ؟!
غير أن هذا كله ليتضاءل أمام الكارثة العظمي ، والمأساة الدرامية الفاجعة والتي ما كان لها أن تكتشف لولا الصدفة البحتة :
جلس الزوج يوماً يقلب في ألبوم شرائط الفيديو، فإذا به – لصدمته الهائلة - يقع على شريط ، فيه تقوم الأمازونية بإرغام الولدين على مسح( تسييق ) بلاط المطبخ بالماء والصابون مرات ومرات ، والتقاط الزبالة وفتات الخبز واحدة إثر واحدة ، وهي تصرخ بنشوة الفرح كلما سقطت فتفوتة عفوا ً آمرة بإعادة عملية المسح ( التسييق ) من جديد ، بينما تبدو الكدمات الدموية واضحةً على ظهر الفتى وذراعه منذرة ً بتكرار الضرب ، في حين تشي النظرات في عيني الصبي المسكين بقرب اندلاع ركام بركاني مكبوت من شدة التعاسة والحزن ، وأما الفتاة فلا تفتأ تبكي وتتوسل لأمها ألا تصورهما في هذه الحالة المهينة البائسة، مرتعدة ً مذعورةً من فكرة أن تعرض أمها هذه المشاهد على "الأصدقاء" . أما الأمازونية الهولة القادمة من أدغال ما قبل التاريخ ، فيسمع صوتها الرافض لتوسلات الولدين الباكية ، منتشياً شامتا ً قاسيا ً ملتذا ً برعب الولدين وتعاستهما .
سئل الرجل : وأين حقك في تأديبها وقد أباحه لك الشرع الحنيف ؟ قال أدبتها مرة فكان رد فعلها أن استعانت بأبيها وأمها – صاحبي العمارة – فبدلا طبلة باب العمارة الخارجي ليمنعاني من الوصول لشقتي التي أسدد إيجارها بانتظام إلى يومنا هذا استفزازاً لي كي تفلت أعصابي فأفعل ما يدينني أمام القانون ، وعليه تستعيد الولدين لتباشر هوايتها في تعذيبهما ، لكنني فهمت الخطة فأسرعت بإقامة دعوى تمكين من الشقة لدى المحامي العام ، علاوة على دعوى أخرى تطالبها بالدخول في بيت الطاعة حيث أقيم ويقيم معي أبناي اللذان نذرت عمري لتربيتهما ، وذلك بعد أن رفضتْ عرضي بتطليقها وتنازلي عن الشقة الأولى كتعويض لها بما يوازي ويزيد عن نفقاتها الشرعية إعمالا للنص القرآني المتضمن المفارقة باحسان .
وما زالت حلقات المسلسل الأمازوني معروضة في ساحة محكمة الأسرة وعلى شاشات الكومبيوتر متداولة بين الأقارب والمعارف و" الأصدقاء" وعلى صفحات الجرائد والمجلات في انتظار حكم القضاء العادل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس تحرير مجلة تحديات ثقافية