لماذا لا يكون اسم رئيسنا زينة



بسام البغدادي
2004 / 8 / 10

الى نساء العراق مع التحية!
حسب آخر الاحصائيات تواردت على وكالات الانباء فان عدد نساء العراق يشكل اكثر من 55% من مجمل الشعب العراقي. ومع هذه النسبة الكبيرة من نفوس الشعب العراقي من نساء و فتيات و نساء معمرات فان المسألة تبدو على اشد من الغرابة ان نرى أن مستوى التمثيل للمرأة في العراق لا يشكل اكثر من 3% في مجلس الادارة الفعلي للدولة. هل يتوقف هذا على ان المرأة العراقية بطبيعتها تحب ان تكون في الظل (وهذا اشك فيه) ام ان حكم الرجل و المجتمع لا يسمح للمرأة في الخوض بهذه العملية الديمقراطية.

لا يخفى على احد ان سر تقدم المجتمعات وتطورها و ازدهارها في ظل الديمقراطيات الحالية يكمن في ان دور المرأة اصبح دورا قيادياً في المجتمع. فهي التي تدير الجلسات, و تقيم الدورات, و تصدر الاصدارات التي تحفظ للرجل مكانه في المجتمع دون ان تأكل حق المرأة. ورغم ان الدور المثير للجدل المرأة في المجتمعات العربية و ما يتذرع به رجالات هذه الدول من ان مكان المرأة محفوظ بحكم كونها الام و الاخت و الزوجة. ولكن للاسف لا نرى المرأة وحريتها الديمقراطية المزعومة الا من خلال منظار الرجل في هذه المجتمعات.

وبما ان العراق يعيش مرحلة جديدة من مراحل الانفتاح و التحضر بعد سنين طويلة عانت فيها المرأة ما عانت من ان تكون تابعا للرجل و أما للشهيد و متعة للغريب فأن ضرورات هذه المرحلة تدعو المرأة العراقية بشكل خاص الى ان تأخذ دورها بشكل أساسي وقيادي في هذه المجتمعات. و أن تكون نسبة تمثل المرأة في المجتمع القيادي لا تقل ان لم تزيد عن نسبة وجودها في المجتمع. وهذا يعتبر تحدي جديد على المرأة العراقية قبوله و الخوض فيه و على الرجل العراقي احترامه بكل معاني الكلمة لما للمرأة في نواميسنا و أعرافنا من قدسية و مكانة عليا.

ها قد حان دورك عزيزتي المرأة كي تأخذي موقعك المتصدر في هذا المجتمع الذي تشكلين اكثر من نصفه. ها قد حان دورك ايتها المرأة كي تعيدي بناء ما دمرته رجالات المراحل السابقة. ها قد حان دورك كي تزرعي الامل في نفوسنا في عراق حر و أمين تملأه روح التعاون و التفاهم بين كل قطاعاته بحكم حبكِ كأم و اخت و زوجة و قريبة. لقد مر عهد الرجال سيدتي و حان الوقت كي تقولي كلمتك.. كفا يا رجال و أتروكوا للنساء فرصة في تعديل هذا الحال الذي ليس مثله حال.

وداعا الى مراكز الخياطة الدكتاتورية. وداعا الى دورات الطبخ الفاشستية. وداعا الى حملات التبرع بالدم من شرايينك ايتها الام و الاخت و الحبيبة الغالية. ها انت هنا في وطننا الاخضر الكبير كي تكوني في مركز القيادة وليس في مكان آخر. فان الرجال لم يفهموا بعد ان ما دمرته الاحفاد لن تبنية فوهات البنادق و آر بي جي. بل يبنه حبك لهذا الوطن و روح السلام التي تطفوا عليك منذ خليقتك يا حواء.