العازبات في العراق شريحة في تنامي مستمر



الاء الجبوري
2010 / 6 / 12

العازبات في العراق شريحة في تنامي مستمر
تخبط مؤسسات الدولة في معالجة مشكلة العازبات في العراق

العازبات في المجتمعات الغربية نتاج الشخصية الغربية او نمط الحياة في تلك المجتمعات ورغم ذلك تحطتاط تلك الدول كي لا تصبح العازبات مشكلة تهدد مجتمعاتهم أما العازبات في العراق فهي شريحة في تضخم مستمر تتكون من المرأة التي فاتها قطار الزواج او ارملة او مطلقة ولعل ملف العازبات في العراق تتقاسمه الارامل والعانسات وكلا الشريحتين في تزايد مستمر وذلك بسبب استمرار مسبباتها التي تبدا بالحروب التي خاضها النظام الدكتاتوري السابق ثم الحصار الاقتصادي ثم تداعيات التغيير في العراق بعد عام 2003 من غياب الامن والخدمات وتفشي البطالة , هذا الواقع العصيب جعل العازبات في العراق شريحة في تنامي مستمر يثير التوجس والتساؤلات عن حاضر ومستقبل العازبات في العراق وآثار هذه الشريحة على المجتمع العراقي .

اسراء 36 تعاني من تعاني من توتر نفسي بسبب التخوف من شبح العنوسة الذي خيم على حياتها حيث تقول : انا اخاف من المستقبل لأني لست موظفة لإتدبر أموري والبي احتياجاتي اليومية فالوضع الاقتصادي في العراق غير مستقر ومن الصعب الحصول فيه على فرصة عمل لمرأة بمؤهلات تعليمية بسيطة جدا .

شذى 38 عام وهي خريجة كلية الفنون الجميلة تقول : انا واخواتي الخمسة بلا زواج وعمل وهذا يثقل كاهل ابي واخي في توفير متطلاتنا في هذا الظرف العصيب مما جعل أمر زواجنا مهما لانه يخفف الحمل عن ابينا واخونا .
أما سهاد 40 عام التي تتمتع بروح رياضية تعمل محاسبة تقول العنوسة شيء يضفي على المراة صفة لا يحبها المجتمع ولكن في العراق اصبحت شيأ عاديا اذ لاتخلو عائلة من امرأة عازبة سواء كانت ارملة او عانس .
ميسم طالبة جامعية تقول شبح العنوسة يخيفنا ونحن ما زلنا في مقتبل العمر بسبب البطالة اذ يتخرج طالب الجامعة ليجلس في بيته بلا عمل ومتطلبات الزواج بحاجة الى ما لايقل عن خمسة ملايين دينار فمن اين ياتي الشاب العاطل عن العمل بالمال ليتزوج , لذا البطالة عامل اساس في انتشار العنوسة بين الفتيات .

تقول رئيسة لجنة المرأة والاسرة والطفولة في مجلس النواب سميرة الموسوي، ان الظروف الاقتصادية هي السبب الرئيسي وراء العزوف عن الزواج بسبب طلبات عائلات الفتيات مثل المهور الغالية والذهب او تجهيز المنزل مما يشكل عقبات كبيرة امام الزواج .وتشير الى ان معظم الفتيات اللواتي لم يتزوجن يأسفن لما طالبن به سابقا (...) كما ان الزواج يزداد صعوبة مع التقدم في العمر.

شريحة كبيرة من العازبات في العراق من الارامل والعوانس وحتى المطلقات ومن مختلف الفئات العمرية مما شكلن عبأ على االاقتصاد العراقي من خلال راتب شبكة الحماية الاجتماعية الذي لايعين الارملة على مواجهة الحياة ويحميها من الفقر .
شيماء حسن 29 عام ترملت وهي بعمر 23 عام لتتحمل مسؤلية طفلين صغيرين تقول: ارتديت الاسود وصرت ارملة وانا في ربيع عمري اذ قتل زوجي في احداث العنف التي اعقبت التغيير في العراق ولولا والدي الذي يتكفل بإعالتي انا واولادي لضعت في هذه الظروف العصيبة .

اما طيبة 16فتاة جميلة جدا ترملت وهي في ربيع العمر اذ فقدت زوجها في احد الانفجارات , تقول طيبة تزوجت لمدة ستة اشهر ثم عدت الى اهلي وانا حامل ببنت ولااعرف مصيري كيف سيكون وانا لم اكمل تعليمي ومن الصعب الحصول على فرصة عمل لإعيل طفلي القادم
.
لم تستطيع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد التغيير ان تضع مشروع ستراتيجي يحل مشكلة العازبات في العراق ( ارامل ,عوانس , مطلقات ) يبدأ من خلال مراكز دراسات تقدم معطيات علمية وارقام دقيقة عن عدد العازبات في العراق وخطورة هذه الظاهرة على المجتمع العراقي
سوسن البراك مديرة قسم المرأة في وزارة حقوق الانسان تقول : هناك اسباب كثيرة تقف وراء تزايد اعداد العازبات ابرزها الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة. وتضيف الى هذه الاسباب العلاقات الاجتماعية التي تتأثر بظروف العراق وخصوصا عدم الاستقرار الامني خلال المرحلة الماضية. وتابعت ان هذه الامور، خصوصا الاقتصادية ادت الى وجود اعداد كبيرة من العوانس.ويتباين مفهوم العنوسة ومعدل اعمارها حسب المجتمعات والفوارق الثقافية والحضارية. وتضيف سوسن البراك , لم يكن ممكنا الحصول على احصاءات دقيقة حول نسبة الفتيات غير المتزوجات من الجهات الرسمية. ودعت الجهات الحكومية الى تقديم تسهيلات مادية او بناء مجمعات سكنية للعازبات في العراق .

تبقى مشكلة العازبات في العراق في تنامي مستمر فهي معاناة ليس للمرأة العازبة فقط بل عائلتها ايضا واثارها السلبية تلقي بظلالها على حاضر ومستقبل العراق اذا اما استمرت الدولة في هذا التخبط في معالجة هذه المشكلة .