الرجل والخطيئة



وسام صابر
2010 / 6 / 20


منذ المراحل الأولى للطفولة نجد الأهل بشكل عام والأم بشكل خاص تنحاز للصبي أكثر من البنت، وهذا ارث ورثناه عن أجيال لأزمنة سابقة عفا عليها الدهر "وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم " من سورة النحل..لم يستوعب البعض ان ذلك كان بالمجتمعات الزراعية التي تفضل الصبي لتضمن فلاحا يعمل بالحقل. إضافة الى خوفهم الحروب الجاهلية التي يلجا فيها الغالب لسبي نساء المغلوب. لذا حرمها الله بكثير من الآيات في القران الكريم. لكنها تغلغلت ومازال البعض يفكر بنفس الطريقة كما لو إنها صارت بالجينات.
فالرجل كان يلجا للتخلص من البنت هروبا من المسؤولية، بدلا من محاولة إيجاد حلول منطقية للحفاظ على قبيلته ونساءه. وتلك هي الخطيئة الأولى التي ارتكبها الإنسان ونهاه الله سبحانه وتعالى عنها.
والمرعب بالأمر اليوم حين نقرأ او نسمع عن حالات الاعتداء والاغتصاب يمارسها بعض من ذوي النفوس العفنة من الرجال ضد اقرب الناس له!؟ مع ذلك بدلا من عقاب ذلك الرجل او وضعه في مصحات عقلية..يدين بعض المتخلفون المرأة الضحية.
وهذا شجع بعض الرجال على الفرار من أخطاءه او خطاياه، وحتى الطبيعة ساعدته على حساب شريكته المرأة ، فالخطيئة التي يرتكبها الرجل والمرأة، يخلص هو منها (مثل الشعرة من العجين ) أما هي فتتحمل تبعات هذه الخطيئة ما تبقى من عمرها وقد تدفع حياتها ثمنا لجريمة كانت هي ضحيتها وليس شريكة فيها. .
فالرجل الذي إغتصب أو أقام علاقه غير شرعيه مع ابنة اخته هرب هو وقتلت هي! وهكذا مصير كل العلاقات الغير شرعية فلا زالت المرأة تدفن مع عارها أما هو فأن عوقب من قبل القانون فالعقاب غير رادع بالمرة فماذا تعني ثلاث أو عشر سنوات سجن لمثل هؤلاء؟ .
إحدى هذه الحالات قرأنا عنها حصلت في الأردن،عن أب اغتصب ابنته على مدى خمس سنوات وهدد زوجته بالطلاق إن أفشت هذا السر حتى جاء اليوم الذي حملت به الابنه ثمرة الخطيئة. فقتلها الوالد بعملية قيصرية للتخلص من الجنين .
المؤلم أن من تحدث عن الموضوع من الجيران والمعارف أدان الأم أكثر من الأب على صمتها! وآخرين لاموا الفتاة لأنها لم تدافع عن نفسها وتهرب من البيت أو تبلغ الشرطة!! .
وكأن هؤلاء لا يعيشون في ظل الواقع العربي والاسلامي الذي تعيش فيه هذه الفتاة المسكينه والوالده المغلوب على امرها .
فبناء على ديننا وشريعتنا وتقاليدنا وعاداتنا التي لم تتغير منذ آلاف السنين، لازلنا نتعامل مع المرأة على أنها ناقصة عقل ودين وعلى أنها مجرد تابعه للرجل او جاريه وجبت عليها الطاعة لكل ما يأمر به سيدها الرجل. بالرغم من أن بعض المفكرين العرب توصل لحقيقة أن نقص الدين عند المرأة هو بالحقيقة مكافأة منحها الله لها.. لترتاح من التزام العبادة بضعة أيام بالشهر وخلال منحها مولود جديد للحياة. لكن بعض الرجال فسروا الأمر لغاية بنفس يعقوب، كما لو هو انتقاص للمرأة التي فضلها الله على الرجل وجعله مسئولا عن راحتها وتوفير متطلباتها. ربما هي غيرة من الرجل الذي بات اليوم مرعوبا من استقلال المرأة عنه.
من منكم سادتي سينصف إمرأة لو شكت على زوجها وأودعته السجن ؟ .
الم يعترض الكثيرين من الرجال والنساء معا على من طلبت الخلع من زوجها دون أن يفكروا ولو للحظه عما فعله هذا الرجل بها ليدفعها لخلعه .
إذن حان الوقت ليصبح القانون في البلد اقوى من العادات والتقاليد، ليردع هؤلاء المرضى .
وليمنح المرأة الشعور بالأمان في بيتها و مدرستها وعملها و وبلدها .