شريعة المساواة



مرثا فرنسيس
2010 / 6 / 28

شريعة المساواة 1-3

في العهد القديم
خلق الله الرجل والمرأة (الإنسان) على صورته ،"فخلق الله الإنسان على صورته ،على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم ، وباركهم الله وقال لهم أثمروا واكثروا واملأوا الأرض ، وأخضعوها ، وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض ) تكوين 1: 27-28
هل هناك أختلاف بين آدم وحواء :من الآية السابقة نجد أن حواء لم تكن أقل من آدم أو تابعة له وإنما مثله تماماً ،إنسان بكل معنى الكلمة ، تختلف عنه فسيولوجياً ، كما أختلفت أدوارهما ووظائف كل منهما ولكن ليس أقل مرتبة أو اهمية أو مكانة وليس ترتيب الخلق دليلاً على الأهمية ، وإلا سيكون وضع الحيوانات أهم لأنها خلقت قبلاً .
خلقهما الله وطالبهما بأن يتسلطا على الخليقة معاً ؛ على سمك البحر وطير السماء والبهائم ، باركهما معًا ، اوصاهما أن يثمرا ويكثرا ويملئا الأرض ويخضعاها معاً ، كان لكل منهما دوره في العلاقة مكملان بعضهما لبعض ،وعندما خلق الله حواء لآدم كانت معونة روحية وعاطفية له حتى أن كلمة معين في أصلها العبري (Ezer ) ومعناها أقدر وليس أقل .
هل حواء هي السبب في خروج آدم من الجنة :
أوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلا ً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تاكل منها موتاً تموت "تكوين 2 :16-17
إذن آدم كان مسئولاً عن حماية الجنة " أخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها تكوين 2 : 15 " وأيضا عن تنفيذ الوصية التي عرفتها منه حواء .
كان آدم موجوداً مع حواء عندما أكلت من الشجرة وأعطت له مباشرة .ولكن عندما سأل الله آدم " هل أكلت من الشجرة التي اوصيتك أن لاتأكل منها ؟ أجاب آدم المرأة التي جعلتها معي، هي أعطتني من الشجرة فأكلت" تكوين 3 : 12 . لم تكن الخطية بسبب حواء ،والا ماطُرد آدم من الجنة .
المساواة بين الرجل والمرأة في العهد القديم
العهد القديم يتحدث عن معاملة الله لشعبه ،ومعاملة الله للعالم من خلال شعبه ، أو مباشرة ،وكانت توجيهاته لهم من خلال شرائع تمس كافة الجوانب ،نظراً لوجود شعوب وثنية ،وكانت دعوة الله ان تتحول العادات والنظم الإجتماعية الى مايتوافق مع دعوة الله،وكانت تلك الشرائع خطوة إنتقالية عن نوع المعيشة التي عاشها الشعب قبل إعلان الشريعةالإلهية لبدء الإنضباط ونظام السلوك ،وبعضها كان خطوة إنتقالية للرؤية الأكمل في المسيح . هذه الشرائع كانت موجهة للرجل كما للمرأة .
• من الشرائع التي نجدها في اسفار موسى : شريعة التقدمات(لاويين2، 3)، شريعة الذبائح (لاويين 4-10 )، وشريعة السبت (لاويين 16) وايضا شرائع صحية ، في وقت لم تكن المفاهيم الصحية الحديثة قائمة ، منها شريعة البرص (لاويين 14 )وشريعة ذبح البهائم والطيور الصالحة للأكل (لاويين 11 )وشريعة ذي السيل (لاويين 15 :32 ) وهي تختص بالرجال والنساء معاً ، فنجد أنه من عدد 2 – 18 الكلام موجه للرجل فيما يخص أي رجل ذي سيل ، ومن عدد 19- 28 الكلام موجه للمرأة أيضا ذات السيل ، (الحيض أو النزف ) مع ملاحظة ان مفهوم النجاسة هنا ليس نفس مفهوم الخطية ولكنها أمور وشرائع صحية . (ولنلاحظ أن عكس كلمة النجاسة هي طهارة بينما عكس كلمة قذارة نظافة ، وعكس كلمة خطية هي كلمة بر)
فالأم تكون غير طاهرة عند كل ولادة ، وتكون عدم طهارتها40 يوم في حالة ولادة ولد
وتزيد الى 80 يوم في حالة الولادة ببنت (لوجود أنثيين) الأم والمولودة لاويين 12
• كانت الثقافة والعادات اليهودية تحتفي بالرجل عن المرأة لوظائف معينة ،فبينما كان الكهنة رجالاً فإن النساء كن نبيات مثل مريم أخت موسى (خروج 15 )، وكانت حنة بنت فنوئيل من سبط اشير نبية (لوقا 2 :36 ) وقد كانت وظيفة النبية معترفا بها (نحميا 6 : 14 )
وتحدث ميخا النبي عن تحرك شعب الله ،و ان الله ارسل امامهم موسى وهارون ومريم( ميخا 6 :4) وفي عصر القضاة أختيرت دبورة قاضية ،وكانت مهمة القضاء مهمة مدنية دينية ،فكانت مستشارة (قضاة 4) ، وكانت خلدة النبية مستشارة للقيادة الروحية والسياسية ( اخبار الأيام الأول 34 )
• في العبادة الجمهورية :كان المرأة والرجل معاً يقدمون الذبائح ويشتركون في الخدمة في خيمة الإجتماع (تكوين 12 ، 13 –خروج 38 – صموئيل الأول 1)
• كان للمرأة الحق والصلاحية لتقرير أمور تخص حياتها أو عائلتها حتى قبل ان تأخذ موافقة الزوج أو الأهل ، فمثلا حنة ام صموئيل النبي نذرت نذرا ًامام الرب ،وقبل الرجوع لزوجها ؛ولم يكن نذراً سهلاً بعد طول إنتظار لهذا الولد، والنذر كان أن تذهب بإبنها للهيكل فيقيم هناك حتى يتعلم ويخدم ، وعندما علم زوجها وقف بجانبها وساندها في قرارها (صموئيل الأول 1 )
" وإن كانت لزوج و نذورها عليها او نُطق شفتيها الذي الزمت نفسها به و سمع زوجها فإن سكت في يوم سَمعِه ثبتت نذورها و لوازمها التي الزمت نفسها بها تثبت "(العدد 30 : 6 ،7 )
كما ان رفقة استُشيرت في زواجها من اسحق وفي رحيلها الي بلدته وترك اهلها ووافقت (تكوين 24 )

• حكمة المرأة: عُرفت كما في قصة أبيجايل (1 صم 25) التى إستطاعت بحكمتها أن تمنع حرباً بين زوجها نابال وبين داود الملك .
• تحدثت شريعة موسى عن النذير لله وكان يمكن أن يكون رجلا ً أو امرأة..(اذا انفرز رجل أو امرأة لينذر نذر النذير، لينذر للرب عدد 6: 2 )
• النبوة موهبة للجميع: و يكون بعد ذلك إني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم و بناتكم و يحلم شيوخكم احلاماًو يرى شبابكم رؤى (يوئيل 2: 28)
• المرأة كانت مع الرجل في أعياد الفصح والمظال وولائم العرس ومناسبات الأفراح وغيرها سواء مناسبات دينية أو إجتماعية ( تثنية 6 ، اخبار الأيام الأول 25 )
• كان هناك ميراث للبنات ، فقد أعطى أيوب بناته ميراثاً (ايوب 42: 15 ) ،و طالبت بنات صلفحاد بميراثهن وحصلن عليه كميراث الأولاد ( عدد 36 :10 ) وكذلك جقهن في الزواج (عدد 36 :6 ) ، حتى شريعة تحرير العبيد في السنة السابعة كانت للعبيد والإماء (تثنية 15 : 12-17 )
• ذُكرت أسماء عديدة جداً :لنساء كما للرجال في الكتاب المقدس ،وهذا تكريم ومساواة للمرأة .
وصف الكتاب المقدس المرأة كما يراها الله فقال : إمراة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللالئ بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج الى غنيمة، تصنع له خيرا لا شرا كل ايام حياتها، تطلب صوفاً و كتاناً و تشتغل بيدين راضيتين هي كسفن التاجر تجلب طعامها من بعيد ، و تقوم اذ الليل بعد و تعطي اكلاً لاهل بيتها و فريضة لفتياتها، تتأمل حقلاً فتأخذه و بثمر يديها تغرس كرماً ،تنُطِق حقويها بالقوة و تُشدد ذراعيها،تشعر أن تجارتها جيدة سراجها لا ينطفئ في الليل، تمد يديها الى المغزل ،و تمسك كفاها بالفلكة، تبسط كفيها للفقير و تمد يديها الى المسكين ، لا تخشى على بيتها من الثلج لأن كل اهل بيتها لابسون حللاً ، تعمل لنفسها موشيات لبسها بوص و ارجوان ، زوجها معروف في الأبواب حين يجلس بين مشايخ الارض ،تصنع قمصانا ًو تبيعها و تعرض مناطق على الكنعاني ، العز و البهاء لباسها و تضحك على الزمن الآتي ،تفتح فمها بالحكمة و في لسانها سُنة المعروف ( أمثال 31)
محبتي للجميع