رفقاً بالقوارير



سليم محسن نجم العبوده
2010 / 7 / 2

ان كنت ذا مالٍ فواحدة وان كنت من الملاكِ فثلاث و رباع و ما ملكت ايمانكم .. على ما يبدو بأن الكريمة فسرت على غير مرادها .. فدُست روح النخاسةِ في فحوى التطبيق فلم تعد عقداً مقدساً وابغضهُ عند الله الطلاق فسقطت بين البائع و الشاري ضحيةٌ في الثامنة او دون ذلكَ .. فلم تُكمل تساقط اللبنيات من ثغرِها المدور البارد الذي بات بين براثن انيابٍ صفرٍ من التقادم و الدخان تنهشهُ كما ينهش الذئب الضبي الوليد و ما خفي كان اعظم .. فأذا بليلة الزفاف ليست عرسًا و انما اغتصابُ قاصرٍ و ارتكابُ مجزرةٍ ..اصدق من كونها اقتران ٌمقدسٌ .. فأوغلنا الرجوع الى جاهليتنا الأولى بعد ان اوغل كل العالم الولوج في قلب مدنيّة الالفية الثالثة ..
فأذا بأبي سفيان ابانا وعمنا ابا لهبٍ و كأن محمدًا ( ص) لم يتركَ فينا الثقلين دستورًا و تكاملاً وحياة .. فكيف نتركُ ما الفينا عليهِ ابائنا الاولين.. بأن المرأة عورة بالصوة و الصورة و وريقات الخريف الصفر تتساقط ُ شاحبةً فتخنقُ خنقا ازهارًا لم تلحق بربيعها المتعثرِ حتى قطفتها تجاعيدٌ هرمةٌ قبل ان تتفتح فقتلت عبيرها خلف قضبان العادات التي فصلت على مقاس السادة و لوكانت تلك الاعراف البالية ثيابًا لتركت فتياتنا عاريات كونها لم تنسج لهن غير الذُل و الهوان و المصادرة و للذكور حللاً و سطوة ..
هكذا وجب وضع الحد لهذه الزيجات المخزية المبنية على ان الفتاة مصيرها "وئدنٌ بزيجة " .. او ان العائلة ترمي عبئ بناتها بأن تنفيهن على صدورٍ هرمة شابت ترائبها .. وان صار اطفالنا ثقل ننوء بحملهِ فلما التوالد الأرنبي مطلقين العنان لنزواتنا تصنع مزيداً من الضحايا اللواتي لا مستقبل لهن و لا حظوظ .. فأذا بتحديد النسل مثلبة و فجور .. فهل من يربي ثلاثا كمن يربي سبعة او من يُعيلُ تسعة مثل من يُعيلُ اثنين ..؟
وهكذا كثرت العيال تخلق الخلل وتصدر حكمها .. بأن التنازلات عن حقوقنا وحقوق بناتنا تقع ضمن منهج مقدس قداسة العوز و الفاقة . و ان الحل في العرف القديم و ليس في المنطق او الدين .. فرفقا بالقوارير .. وقوا انفسكم نارا وقودها الناس و الحجارة .