رسالة من السيدة ثورة: اضربوهن!


سعيد علم الدين
2010 / 7 / 10

لا احد ممكن ان ينكر حقيقة العنف ضد المرأة قديما وحديثا، وقد لعبت ما تسمى الأديان السماوية الدور الاول والأساسي والتاريخي البارز الموثق بكتبها وممارساتها وثقافتها في تعبيد طريق العنف واحتقار المرأة.
ففي الديانات الوثنية والحضارات القديمة كانت هناك مساواة بين الجنسين. دليلنا هو تلك الآلهات التي كانت تعبد مع الآلهة الذكور:
كإزيس المصرية، وهيرا اليونانية، وعشتار الفينيقية، وأفروديت الرومانية، واللات العربية وهي مؤنث كلمة الله،
وايضا ملكات تحكم شعوبها كما الملوك:
كبلقيس العربية، وحتشبسوت المصرية، وأليسار الفينيقية، وسميراميس الآشورية، وزنوبيا السورية.
فالإنسان الوثني لم يجرم الأنثى كسبب لتعاسته على هذه الأرض، بل جلها واحترمها، أما ما يسمى الديانات السماوية التوحيدية فلقد قلبت هذه المساواة بين الجنسين رأسا على عقب من خلال تجريمها للأنثى وأبلستها كأداة بيد الشيطان الرجيم اغوت ادم المغفل، فأغضب الله، الذي حسب الأسطورة المشهورة طرده عقابا له ولها ولنا ولكم جميعا من جنة الرغد والسعد والنعيم والحياة الابدية الهنية على الأرائك الفضية الى ارض القحل والحسد والمرض والبراغيث والحقد والحروب التدميرية، والحزامات الناسفة المدوية ترتكبها أتباع الديانات السماوية قتلا للأبرياء من الأطفال والنساء في رحلة أشلاء مقطعة تزفها ملائكة الرب الى الحياة الأبدية.
ليس هذا فحسب، بل لقد وحدت هذه الأديان جميع الآلهات والآلهة باله ذكري واحد يرسل انبيائه ورسله الذكور طبعا لهداية البشرية من اغواء الأنثى، التي صارت مصدرا للشر.
وأيضا المجتمعات العصرية الديمقراطية الغربية الحديثة لا تخلو من العنف ضد المراة، مما دفع المشرع السياسي الحضاري في كثير من البلدان كالمانيا مثلا الى اصدار قوانين لحماية المراة من العنف الاسري او من التمييز العنصري في المجتمع وسوق العمل.
حتى في بيت الزوجية والتي تجمع عقلين مختلفين ورغم الحب والعشرة ممكن ان تحدث مشاحنات وتشنجات وعنف في ساعة غضب بسبب تعقيدات الحياة اليومية وطبيعة الحياة المشتركة.
اما ان يأتي العنف ضد المرأة في القرآن امرا الهيا منزلا من السماء من جل جلاله، قائلا في سورة النساء:
"وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ" (34)
الطامة الكبرى ان ياتي فعل الضرب في كتاب الهي مقدس، تؤمن الناس بانه لا ياتيه الباطل لا من ورائه ولا من امامه، هكذا مباشرة حيث يصبح ضرب المرأة حلالا ومن جوهر الشريعة الغراء. يقترفه الزوج دون شعور بادنى ذنب، بل وبتكليف الهي، وتتقبله الزوجة بشعور الخنوع والمذلة والرضا والطاعة للأمر الإلهي.
في ثورتها العارمة على ثقافة الإسلام الذكورية الفجة هذه تقول السيدة ثورة:
"أي فكر متخلف بالفطرة هذا، واي عقليه عقيمه تلك، واي منطق انساني هذا، واي بداوه عدوانية التوجه بالسليقه، وأي مستوى اخلاقي مجتمعي ديني حضاري ليأتي بهذه الآيات:
(اضربوهن! الرجال قوامون على النساء.. الرجال افضل من النساء .. انكحوا ما طاب لكم من النساء!!!؟؟؟ ما هذه الاهانات لكرامة المرأة واحتقارا لانسانيتها؟
والأفظع من كل ذلك ما جاء في س. النساء:
" فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ"(24)
ماذا يعني عندما يستمتع الرجل بالمرأة جنسيا ويدفع لها اجرها؟
اليست هذه الآية الربانية دعوة صريحة لتشريع الدعارة؟
او لزواج المتعة المدفوع الاجر كما عند البعض؟
وياتي من يقول لنا مهلكم مهلكم، هذه الآية منسوخة!
أي انها نسخت، ألغيت أي خلص مفعولها!
ولكن اذا هي نسخت او انتهى مفعولها، فلماذا لم تحذف من القرآن بالمرة؟ فماذا تفعل في القرآن آية منسوخة؟
ألزيادة البلبلة بين المذاهب والفرق والشيع والبدع وتخريفات المفسرين؟
أليس من المنطق السليم ان تحذف كل آية منسوخة او مشطوبة!
ولكن موضوع النسخ هنا ما هو الا هروب من مواجهة الحقيقة على الطريقة التبريرية الاسلامية !
يظهر واضحا ان جُل قيمة المرأة وأهميتها في الفكر القرآني هو فقط أشباع شهوات الرجل الجنسية ونهماته الغير منتهيه؟
أيُ رقي حضاري واي مستوى اخلاقي جاء به المسمى النبي محمد!؟
إن لم يكن هذا هو الانحطاط الفكري والانحدار الاخلاقي باجلى صوره واشكاله فماذا إذا؟
وهلما جرى من هذه الآيات البدائية التي فرضت بالسيف على قبائل العرب، وغيرها الكثير من المفاهيم الظلاميه الظالمه:
شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين، للمرأه نصف ميراث الذكر.
اي ضمان، واي عدل ومساواة للحق وللحقوق، واي اجحاف بحق المرأة هذا!؟ واي احترام وتقدير للذات البشريه التي هي قيمه جوهر هذا الكون! وهل هكذا تبنى القيم والمُثل العليا في حياتنا الجميله؟
ان اي انسان ووفق قوانين وأُطر هذا العالم الحر المنير العصري باحترامه لحقوق الانسان ومبادئه كقيمه بشريه عاليه، انما يساهم في رقي مجتمعه وازدهاره واستقراره.
ان التفكير الجارح القوي والنظره الدونيه والحط من الشأن وتحقير الذات الانسانيه ونكران الحق، لهي اشد إيلاماً واعمقُ آذىً روحيا ً ونفسياً ومعنوياً من أي آذىً جسدي.
انها ثقافة تقديس الموت وتشويه الحياة واعلان الموت لروح الذات!
ان كارثة الاسلام مع المرأه شاذه ومرضيه بكل المقاييس والازمان، فقد سعى وعن وعي كامل بقتلها واعدامها (وئدها) مدى حياتها، موت لروحها ونفسها ومشاعرها وأحاسيسها الجميلة.
وهل يُحسب الانسان انه يحيا الحياه:
ان ماتت روحه وسُجن عقله وقُيد فكرهُ الحُر المُتطلع للحرية حقه بالحياه؟
وهل الحياه هي جسد متحرك وموت للعَقل وللقلب وللأحاسيس؟
انها الحيوانية بابهى مظاهرها جسد ياكل ليعيش!
وما يحدث للمرأه الحزينه المسكينه في ايران الملالي وطالبان، الا عينات للمرأه بحال مجتمع محمد الاسلام!
وهل حال إمرأة السجون الزجاجيه في الدول العربيه لهو افضل؟
ام في بقيه الدول الاسلاميه؟
أيُ آمل بتطور مجتمع واي مستوى اخلاقي سيُبنى عليه ويُرتجى، إن كان قائما على الفصل!؟ لـِماذا!؟ وكالعاده فصل المرأه عن الرجل!؟ والاتعس تغطيتها كاملا بالسواد الاعظم.
المرأة المرأة المرأة هي عدو صاحب هذا الفكر الديني الشبقي الشاذ حتى النخاع، لِماذا؟
لان منطلق ومحور واساس واطار وعنوان تفكيره: الجنس ثم الجنس ثم الجنس، لانه ينظرُ اليها كجسد كمتعة لا غير حتى لو كانت طفله بريئه!؟
اي تحقير واي اذلال وأيُ أهانه ما بعدها اهانه كنظره وكمُنطلق تقِيّم الكائن بشري كجسد هكذا، لانه فِكر نير وعقل حُر وقلب نابض وروح ساميه قبل ان يكون مجرد جسد (الرجل)... وايضا (المرأه). بمعنى ان قياس الجسد لهو آخر الآخر كقياس وتقيم ونظره للكائن البشري الذي يستحق كل التقدير والاحترام لشخصه ولكيانه ولذاته ومنجزاته وعقله هو او هي.
أن جسد الكائن البشري يجب ان يُحترم ويُقدر انه جسد (المرأه والرجل) قيمه هذا الكون، لا ان يُضرب ويُهان ويستباح بأي وقت ومكان ولأي كان.
لا لا.. ان الجسد لهو ثمين بثمن المرأه والرجل!
ان العلاقه البشريه بين المرأه والرجل لهي اروع علاقه ممكن ان تكون. لـما الفصل؟
انهما وجدا لبعض ومع بعض يكون هذا الكون جميلا ويُستحق ان يُعاش به، ان علاقه الحب والموده والاحترام والتقدير تبنى لسنين وهي اغناء للروح والفكر والقلب معا!
ان التوحد الفكري، فالتوحد الروحي، وتوحد الطباع، فتوحد القلب فتوحد الجسد: هو أي انتشاء لروحين وأشباع لقلبين عاشقين ولمشاعرهما العاطفية المتوهجة الصادقة الحقيقة الراقية.
انها سعادة ما بعدها سعادة! هذا هو الانسان الكائن البشري الجميل والذي يشع بجماله ورقيه على الكون ليكون جميلا حلوا.
هذه هي الصوره لهذه المشاعر الانسانية المحترمة الشفافة المتبادلة، وهذا هو جوهر الأمر وأساسه!
وليس صوره الفكر الاسلامي الرديئة، ولكأن الأمر جسدي حيواني صرف مجرد خالي خاوي حتى الجفاف من اي قطره مشاعر واعتبار واحترام لذات الآخر ومشاعره!!
إن مجرد التفكير بالضرب لهو اهانه كبرى وتعبر خير تعبير عن مدى عقليه صاحبها المتخلفة المريضة".