احصائية مخيفة!



ماجد محمد مصطفى
2010 / 7 / 21

تطور ملحوظ يشهده اقليم كوردستان في سائر المجالات بعد سنوات مريرة من التعتيم والكتم والقهر ابان حكم ابشع دكتاتورية وجدت على البسيطة.
حدث ولا حرج في المشاريع الاستثمارية والعقود التجارية والعلاقات السياسية والالمام بالقوانين ودستور الاقليم الذي لم يقر بشكل نهائي كاول دستور كوردي يفصل الحقوق والواجبات وغيرهما في انعطافة اللحاق بالركب الانساني وحق الشعوب في تقرير مصائرها عبر صناديق الاقتراع .
الانتخابات بحد ذاتها ومظاهرها وطقوسها كممارسة ديمقراطية حدث جديد في حياة الكورد وعبرها ممكن معرفة مقياس الشوط الديمقراطي مقارنة مع دول اخرى.
في البناء والاعمار وعدد المدارس والجامعات والمستشفيات النموذجية ودعم القطاع الخاص، الارقام تتحدث مثلما تشير الى ازدياد عدد الصحف والمجلات والقنوات الاعلامية فضلا عن تنامي اعداد منظمات نسائية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق التظاهر والرأي والمعارضة.
اشادات تلو اخرى في قائمة طويلة من الانجازات وبالارقام والصور ت لفهم حجم التطور الملحوظ الذي يشهده اقليم كوردستان في سائر المجالات وتصلح واجهات اعلامية وسياسية سلطوية.
عكس كل ذلك وما يفنده احصائية مرعبة صدرت غضون ايام عن المديرية العامة لمناهضة العنف ايام ضد المرأة حيث سجلت خلال الاشهر الستة من العام الحالي: 59 حالة قتل، 207 حرق،1038 شكوى، 671 تعذيب، 63 اعتداء جنسي. اي بمعدل 10 نساء مقتولات شهريا والاسباب دائما غسل الشرف وثقافة المجتمع وعنفه بحق المرأة.
وبالرغم من وجود قانون جديد تحت الاقرار للحد من العنف ضد المرأة مازالت الجرائم بحق النساء مرتفعة بشكل ينسف كل حديث عن تطور او تقدم في الاقليم نتيجة تردي مهام المنظمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني بوجود خلل في خطط الحكومة لتكوين مجتمع سليم يخلو من مظاهر العنف باختلاف انواعه عبر مؤسساتها وسياساتها الاستراتيجية لنهوض الانسان في الاقليم بعد سنوات الذل والقهر والدكتاتورية.
بروز مجتمع الطبقات والفساد السياسي بالدرجة الاولى ثم الاداري والمالي يعد ضمن اهم مسببات تراجع الاقليم في ضوء احصائية تكشف حجم الدماء والقتل والعنف بحق المرأة والمجتمع لان المبادرات السلطوية دعائية في الاغلب مثل حجم مشاركة المرأة في العمل السياسي لاغراض سلطوية وحزبية اثرت بالعكس على مكانتها وسمعتها في مجتمع طالما افتخر باعراف وتقاليد كانت المرأة فيها اكثر حرية ومشاركة.
ان الديمقراطية لاتعني الفوضى او مظاهر خادعة سلطوية تسعى لاخفاء حجم الدمار الذي لحق بالانسان خلال فترة حكمها في دكتاتورية فجة لاتشعر بذاتها جراء التبريرات وتحميل الاخطاء دون وجود قوانين المحاسبة بنزاهة.
ان احصائية المديرية العامة لمناهضة العنف بحق المرأة تفضح تردي الاقليم في كل المجالات نتيجة فشل السلطة وعزلتها في عوالمها النرجسية بعيدا عن المجتمع وحقوقه والمرأة ومدى مظلوميتها.
حكمة كوردية مأثورة: السمكة تفسد من رأسها