حنين الزعبي مقابل أناستاسيا ميخائيلي-نائب مقابل نائب، -إمارتان مختلفتان،لعملة مختلفة في بلدا واحد .



خالد ممدوح العزي
2010 / 8 / 1

حنين الزعبي مقابل أناستاسيا ميخائيلي"نائب مقابل نائب، "إمارتان مختلفتان،لعملة مختلفة في بلدا واحد .
يكتب الصحافي الكبير جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية:" مرة بعد مرة أن إسرائيل دولة نازية جديدة أو فاشستية، وهم يوفرون لنا الأدلة الثبوتية كل مرة".
فاليمين الإسرائيلي يجمع بين التطرف السياسي إلى درجة العنصرية النازية وبين خرافات التطرف الديني، والديمقراطية المزعومة التي ينادي بها هؤلاء المتطرفون، لقد الشعب الإسرائيلي كله أضحى متطرفا باختياره التطرف بعد العام 2008م. بإيصال حكومة "بنيامين نتياهو"، إلى سدة الحكم حكومة متطرفة،يتحكم بمسيرها ومقاليد حياتها المهجر اليهودي مع مجمعة من العصابات الذين سرقوا روسيا وخيرتها وتركوا بلدهم ،إلى ارض الميعاد الجديدة ،محاولين إظهار وطنيتهم وحبهم ليهوديتهم من خلال تطرفهم ومزايدتهم على الآخرين.
أناستاسيا ميخائيلي:
تفاجئنا النائبة الإسرائيلية،في الكنيست عن حزب "إسرائيل بيتنا المتطرفة"، ليس ليهوديتها ،بل لصهيونيتها ، لان "أناستاسيا ميخائيلي" ،ليست يهودية بل تهودت بسبب زواجها من اليهودي الذي أنجبت منه ثمانية أطفال ،وقررت تربيتهم في إسرائيل القادمة إليها سعيا وراء المال و الشهرة ،انستازيا التي عملت ملكة جمال الدعارة والجمال في شوارع سانت بطرسبرغ ،وأمام الفنادق والمنتجعات السياحية،الغير رسمية، ،وعارضة أزياء فيها لكنها قررت نهائيا ترك مهنة الدعارة والبيوت المرخصة التي تشرف عليها الدولة لتصبح أم لأجيال قادمة متعطشة للحياة والتطرف القومي والشوفاني،وتاركة روسيا في أصعب لحظات عمرها بالوقت التي كان يمكنها ممارسة السياسة في بلدها ومدينتها التي أنجبت القيادة الجديدة للدولة الروسية الحديثة . بالرغم من أن الديانة اليهودية تتبنى الأطفال من الأمهات اليهوديات،وليس الدخيلات على الديانة ، لكن الوضع اختلف مع "أناستاسيا ميخائيلي" التي زورت أورقها الرسمية،لوضع أي مقاربة لها مع أصولها الأساسية من حيث نسب الأم التي تدل على كونها يهودية من اجل الحصول على أوراق الهجرة إلى ارض الأجداد التوراتية، والغريب بان النساء الروس لا يحبون إلا نجب بهذه الطريقة إلا أنها زودت عليهم لتبت إنها صهيونية ومتطرفة ، بل زودت عليهم لقد التزمت بالسياسة بحزب المهاجرين الروس الذي أصبحوا متطرفين في وجودهم،لتصبح متطرفة مميزة كالعادة، من بيت الهوى إلى السياسة لكون المهنتين بنظرها لا تختلفان لأنهما تجارة بنفس الجسد مع فارقا بسيط جدا لها ، مهنة مارستها من خلال الأعضاء السفلة للجسد والأخرى من خلال الأعضاء العلياء للجسد ،فهذه المرأة الوقحة من على المنابر العليا لدولة الديمقراطية والمواطنة تقوم وشتم بكلماتها البذيئة ولغتها العبرية المكسرة ،النائب العربي حنين ألزغبي التي كانت تشرح لماذا شركت بأسطول الحرية والسلام الذاهب إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني عنها،ولماذا قامت أجهزة الدولة العبيرية بالهجوم على الباخرة "ماضي مرمر" التي كانت ألزغبي من نشطاها الأساسين ...
حنين الزعبي :
حنين الزعبي هي الفلسطينية التي وصلت إلى الكنيست الإسرائيلية عن اللوائح العربية،من خلال التزامها في حزب التجمع العربي،هي النائب العربي ذات الربيع الأربعين،أستاذة الإعلام في الجامعة، والتي تعتبر نفسها تمثل كل الشعب الفلسطيني،فالسلطة الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني بما فيه الكفاية. هي الرافضة لسياسة هدم المنازل في شرق القدس، ولزيادة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وللجدار العازل، فالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في رائيها لم تكن قادرة على التفاوض بقوة بما فيه الكفاية.
وبالرغم من حملة اليمين المتطرف المستمرة حتى اليوم ، على شخص حنين ولتجريدها من حقوقه الدبلوماسية إلا أن "الزعبي" التي تجهر بفلسطينيتها العلنية، أمام أعضاء الكنيست اليهود وتحت قبتها وتقول "نحن لا نستطيع الوقف أمام هذه الدولة التي تهدم مساكننا وتتبجح إسرائيل بأنها ديمقراطيتها،وأنها تسمح لنا بالتعبير الكلامي وحرية الرأي،كم هي إسرائيل هي دولة غير ديمقراطية وعنصرية ،هذه هي دلالات على عدم ديمقراطية إسرائيل بل دلالة على قوتها . هي التي تقول أنا امثل الفلسطينيين، أكثر من العرب الإسرائيليين، فالزعبي التي تصرح دوما بأنها سوف تكون على متن أية سفينة تحاول خرق الحصار، حنين المحامية الفلسطينية الشابة التي تدافع عن أرضها وشعبها،لتبقى في أرضها وارض أجداد أجدها،رافضة الخروج إلى أي مكان أخر، لتحسين وضعها المالي والاجتماعي أو تغير أوضاع أسرتها، تمارس السياسة من اجل النضال في سبيل قضية عادلة وإنسانية هي القضية الفلسطينية،حنين التي تناضل من اجل استقلال شعبها الفلسطيني العربي، فهي الفلسطينية العربية التي تقف بوجه ذالك الجيش المتطرف من اليمين اليهودي هي الإعلامية العربية التي تجيد الكلام ،هي السياسية الفلسطينية ،هي العربية المتصلة والمزوجة من قرية مقدسة ولد في السيد المسيح، وهي المسلمة الفقيرة التي تواجه هذه الغطرسة والتطرف هي دكتورة الإعلام في الجامعة،كما فاوضت التطرف في السابق الفلسطينية المناضلة المسيحية الدكتورة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطينية"حان العشراوي"والتي ولدت في راما الله حيت دفن القائد عرفت، هي التي عرفت بقوميتها وعروبتها،وهن تصح المقارنة بين" حنين وحنان" المناضلتان في سبيل القضية والشعب.
فأطفال حنين هم مناضلون كما هي أمهم، و لنفس القضية،ولن يكونوا مرتزقة من اجل مكاسب شخصية، ومن اجل حفلة مال يتقاضونه، من هن أو من هناك فهم الفلسطينيين الحقيقيين، ذات الحسب والنسب، هذا النساب الذين يعود بهم إلى قرون ماضية،عاشوا في ارض الناصرة وولدت في قرية يسوع الناصري،وهم من عاشوا في هذه الأرض الطيبة التي تنجب أطفال طيبون وشرفاء كحنين معروف حسبهم ونسبهم .
الديمقراطية اليهودية المزعومة :
لنرى على الهواء المباشر في 2 حزيران ومن اعلى المنابر "اليهودية "التي تفخر بها دولة إسرائيل الصهيونية،ومن خلال الإعلام والنقل الفضائي المباشر لجلسة البرلمان التي تحولت إلى مهرجان من السب والشتائم ابتدأها المتطرفون اليهود من حزب إسرائيل بيتنا عبن طريق نائبتهم ممثلة نقابة أصحاب الدعارة بوجه الموطنة العربية ،التي حشد لها زملائها النواب العرب الذين ردوا للنائب"أناستاسيا ميخائيلي" الكيل بمكيالين"ونعتها با بشع النعوت ومطالبتها الذهاب إلى روسيا، بلدها الأصلي، مما اضر رئس البرلمان أمام هذا المشهد المسرحي، مباشرة أمام الفضائيات والإعلام إلى إقفال الجلسة وإنهاء الحالة الهزلية التي عمدة إليها النائب اليمني" أناستاسيا ميخائيلي".
هذا المشهد الهزلي في دولة الديمقراطية، يصور لنا واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط،التي تتغنى إسرائيل به، والتي طالما تغنت بالمساواة بين مواطنيها وسط محيط عربي مستبد ومتخلف، صورة بدت أقرب للدعاية في تقارير بحثت في حال عرب 48 فوجدت فيه أدلة متواترة على تصاعد العنصرية في إسرائيل في السنوات الأخيرة ،وأثبتت اقتصار نعمة المساواة على المواطنين اليهود دون العرب.
أراء حنين الثابتة نحو إسرائيل:
بالرغم من الهجمة الغبية التي قامت بها النائب المرتزق "أناستاسيا ميخائيلي" ،ضد حنين الزعبي ،ونعتها بأشد النعوت ومحاولة التهجم عليها بالضرب ،والمطالبة باقاتها من هذا لمنصب،وتصويرها حاملة جواز سفرا إيراني،بالرغم من أن الحملة التي استقلتها حنين إلى غزة لم يكن لإيران شأنا بها، مع ذلك لم يرف جفن لأنها المناضلة الصلبة المؤمنة بقضيتها، وقضية شعبها ،ومتابعة كلامها كان شيا لم يحص بالرغم من هذا المشهد الهستيري التي قامت به المستوردة الروسية إلى ارض الأجداد،" هنا نورد ما قلته النائب العربي"حنين الزعبي" أثناء حديث تلفزيون معها " أولا نحن الفلسطينيين في إسرائيل جزء نحن لسنا فقط مواطنين يعني أولا نحن جزء من الشعب الفلسطيني، ونحن جزء من صراع جزء من صراع تاريخي بين الفلسطينيين وبين إسرائيل، وهذا هو جوهر التعامل الإسرائيلي معنا حقيقة الأمر، نحن جزء من قصة النكبة ونحن جزء من مشروع صهيوني يرى في العرب عدوا سواء كان الفلسطينيون في مناطق الاحتلال أو العرب داخل حدود الدولة العبرية".
الزعبي التي شاركت بنفسها في أسطول الحرية وحصلت على بعض حقوقها البرلمانية التي اتخذت بعيدا بسبب هذه المشاركة ،هي التي تقوم بفضح الجريمة الصهيونية أثناء مهاجمتها للسفينة التركية والتي كانت من ركابها ،وسكوت المجتمع الدولي على هذه الجريمة
الخوف اليهودي المستمر:
نواب الكنيست اليهودي الذي صوتوا جميعا ،لسحب جواز سفر "حنين" الدبلوماسي ، وتقييد حريتها في السفر إلى خارج إسرائيل، ورفض تكاليف الإجراءات القانونية لها. ما هو إلا خوف فعلي وهلع من عمل النساء العربيات ووصولهم إلى مستويات عالية في الدولة،اليوم حنين نائبة عربية وفيما بعد سوف تصل عشرات النساء كحنين إلى هذه المؤسسة في المستقبل القريب التي تحد من صناعة القرار العبري المتطرف. لان إسرائيل تعرف بان المعركة هي معركة ديمغرافيه، ويتزايد عدد سكان العرب في إسرائيل،إلى 40 % من سكان الدولة العبرية ويبح عدد النواب العرب اكبر بكثير من العدد الحالي وسيقف العديد مثل "حنين الزعبي" لتعن بأنها فلسطينية وتمثل الشعب الفلسطيني التي تنتمي إليه ،ولن تستطيع عشرات العاهرات "أناستاسيا ميخائيلي "من النيل من أمرآة مواطنة عربية فلسطينية في الدولة العبرية .
"أناستاسيا ميخائيلي"هي غانية مستوردة مثل غالبيتهم، ومن نوع زانيات الثوراة، أما حنين فهي من أسرة في فلسطين منذ أكثر من ألف سنة، هذا هو الفرق بيننا وبينهم: حنين مقابل أنستازيا.
لا تخافي يا حنين ،أنت المناضلة وهم الجبناء، أنت الفلسطينية وهم الوافدين، أنت أخت دلال المغربي وحفيدة عز الدين القسام وأبنت ياسر عرفات ،وقارئة لقصائد معين بسيسو،وتوفيق زيادة ومحمود درويش ،والقارئة الجيدة لأدب غسان كنفاني، وأميل حبيبا وكل المثقفين ألفلسطينيي.
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية
[email protected]