اتركوا لهنَّ ...الحجاب والنقاب والبرقع



زهير قوطرش
2010 / 8 / 3

هذا النداء ,موجه إلى كل العلمانيين,والليبراليين,وأصحاب الفكر التحرري ,الذين يعتبرون أن حجاب ,ونقاب,وبرقع المرأة المسلمة هي مظهر من مظاهر الاضطهاد والعبودية والخنوع ,فرضها عليهنَّ الشرع رغماً عنهنَّ.
لهذا تطوع المثقفون من التيار العلماني والليبرالي واليساري,للدفاع عن حقوقهنَّ ,ودعوته لهنَّ في الكثير من كتاباتهم على المواقع العنكبوتية إلى التمرد على الشرع. وهم يحسبون أنهم بفعلهم هذا يقفون إلى جانب المرأة المسلمة ,ويحاربون بمقالاتهم العادات والتراث الذي ساهم في طمسها بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها.
أيها السادة,والسيدات .
إن المرأة المسلمة في المجتمعات المسلمة ,هي الضحية ,وهي الفداء.
فمنذ عصر الانحطاط الإسلامي ,وسيطرة الفكر المحافظ الذي أغلق العقل ,وأغلق باب الاجتهاد ,ومارس العنف وسيطرة ولي الأمر ,الذي اتبع سياسة القهر على شعوبه ,بفعل تآمر السلطة السياسية والدينية عليها. فاستكانت الشعوب إلى هذا الواقع خوفاً من بطش رجال السلطة الأمنية على مدى العصور وحتى يومنا هذا.هذا القهر ولد لدى الرجل المسلم حالة من الاغتراب والتمرد .وكونه كان ومازال عاجزاً عن فعل التغير فقد مارس الإرهاب على المرأة بشكل عام .(زوجته ,أبنته ,أمه) لينفس من شدة احتقانه وضعفه .وكانت كلما ازدادت أيضاً الظروف الاقتصادية سوءاً ,زاد اضطهاد المرأة .فكانت المرأة هي الضحية ,ولكنها بوعيها الخفي ,رأت أن توافق الرجل المغلوب على أمره ,ورضيت أن تكون الفداء,فوافقت على كل التشريعات التي سنها الرجل البعيدة عن مقاصد ورح الدين ,والتي بنتيجتها تحولت إلى عورة ,في شكلها ,وفي صوتها .
وكان الحجاب والنقاب والبرقع ,منذ عصور الانحطاط وإلى اليوم ,هي جوازات السفر التي بواسطتها استطاعت المرأة المسلمة ,أن تساهم ولو بدور خجول في الحياة العامة .
اليوم ,صار الحجاب, والنقاب ,والبرقع .رمزاً للتحدي ,تحدي للقوى التي جعلت من الإسلام والمسلمين من أكبر الأعداء لها ,وتحدي للحكومات القمعية في العالم العربي والإسلامي . وصارت كلما زادت موجة العنف ضد الشعوب العربية والإسلامية من قبل أعداءهم, أو من قبل أنظمة الحكم ضد شعوبها المسلوبة إرادتها , زادت حدت التحدي بواسطة المرأة (الفداء ),وصار الحجاب والنقاب والبرقع وسائل للتعبير عن عدم الرضى ,وسائل مقاومة سلمية واعتراض على القهر الخارجي والداخلي.
ومن جهة أخرى ,صار الحجاب والنقاب والبرقع في المجتمعات الإسلامية التراثية اليوم ,وثيقة مرور للمرأة والفتاة المسلمة ,من أجل حصولها على العلم وتحصيلها على الشهادة التي تؤهلها لدخول ميدان العمل في دوائر الدولة أو في مؤسسات القطاع الخاص والعام ,ذلك لأن موافقة ولي أمرها في خروجها من منزلها مرهون ,بارتدائها الحجاب والنقاب والبرقع.
لهذا ,أرجو من كل المهتمين ,بحقوق المرأة المسلمة المتحجبة ,والمحبين لحريتها ,عليهم أن يدركوا أن حريتها في كثير من الدول والمجتمعات الإسلامية وحتى الغربية , مرهونة بما يغطي رأسها ووجهها.