نجمة فلسطينية متألقة في سماء غزة



احمد محمود القاسم
2010 / 8 / 17

الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
تعتبر السيدة الفلسطينية نزهة جربوع، والمقيمة في مدينة رفح، من قطاع غزة المحاصر، من السيدات الفلسطينيات الخلاقات والمتألقات والمبدعات والقلائل، وان لم تكن معروفة من الكثير من الناس، التي تتمتع بشخصية مميزة، وعواطف صادقة واحساس مرهف ورائع، فهي سيدة تتمع بالجدية والشخصية الجذابة والذكية، والمثابرة والمجدة، والحديث الشيق والممتع، والمحبة لعملها كثيرا، فهي تهوى عملها بشكل كبير جدا، وتهوى كذلك، الاهتمام كثيرا بتطوير فكرها وعلمها وشخصيتها، بشكل متواصل، وكذلك تتميز، بحب الخير للآخرين كثيرا، فهي عندما تسمع عن اسرة فلسطينية، لا تجد قوت يومها، تتألم حتى البكاء، وتعمل على مساعدتها بكل ما تتمكن، من تقديمه لها من غذاء وخلافه، وحتى لو على حساب نفسها ومصلحتها، نزهة الجربوع، متزوجة منذ اكثر من عشرين عاما، من شخص يعمل بمجال المقاولات، لديها منه سبعة من الأبناء، خمسة منهم انهوا دراستهم الجامعية في مواضيع علمية مختلفة، منهم من يعمل، ومنهم من ينتظر، لديها البعض منهم متزوج، هي في حقيقة نفسها مثقفة، وتحب الثقافة والعلوم كثيرا، زوجها رجل عملي، يعمل في مجال المقاولات، لا تروقه الثقافة، ولا امور العلم والتعلم بشكل عام، يتناقض في الكثير من افكاره مع زوجته، لذا تميزت زوجته بحبها للعلم، واهتمامها لتدريس ابنائها في الجامعات، مهما كلفها الثمن، والأمر من معاناة، وتضحيات وكفاح، وهذا ما حصل معها فعلا، فقد عانت وضحت كثيرا، حتى تمكنت من تعليم خمسة من ابنائها السبعة في الجامعات، والآخرين على الطريق.
دار حديث بيننا، عندما كانت في زيارة خاصة لها الى مدينة رام الله، حيث كانت خريجة من معهد الطيرة التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي صديقة وزميلة لاحدى قريباتي، التي استضافتها عندها لفترة من الوقت، الحديث كان متشعبا وممتعا وشيقا، وكما يقولون، ذو شجون، حاورتها كثيرا، وكنت اود ان استخلص شيئا من حياتها العامة والخاصة، وهي تعيش في غزة هاشم، دون ان اشعرها، بانني اود نشر هذا الحوار معها، عبر الشبكة العنكبوتية، فقلت لها:
ماذا يمكنك ان تحدثينا عن مشوارك في الحياة، في غزة هاشم؟؟؟
أجابت: نعم، ولكن من اين ابدأ ؟؟؟ حسنا، بعد تخرجي من معهد الطيرة في مدينة رام الله/تخصص لغة عربية، حصلت على تقدير عام جيد جدا، حيث كنت متميزة بدراستي، تزوجت وعمري عشرون عاما، ثم عملت بمدارس الوكالة، بعد تخرجي باسبوعين. وقد حصلت على الكثير من الدورات التعليمية، دورة لغة عربية، ودورة مكتبات عامة، ودورة في ادارة الحاسوب وغيرها من الدورات الكثيرة، التي لا اذكرها الآن، خاصة، وانني من عائلة متعصبة نسبيا، ولا تسمح لخروج البنات، خارج منزلها لأي سبب كان، ولكنني تعلمت بشق الانفس، حيث كنت متفوقة، واسمي كان ضمن المقبولين للدراسة في جمهورية مصر العربية، ولكن والدي-رحمه الله- رفض سفري، لتزمته وتعصبه لسفر البنات للخارج، وبعد معاناة وقهر، حتى وافق لي، للذهاب والدراسة، في مدينة رام الله، وكنت اول شابة من عائلتي، تدرس، وهي بعيدة عن بيت اهلها، وقد تحديت الكل، وتفوقت بالادب والاخلاق والدراسة، وبالفعل، رفعت رأس عائلتي عاليا، حتى كان يضرب بي المثل، بالجد والاجتهاد والمثابرة وخلافه، ومن ثم، التحقت بجامعة القدس المفتوحة، واكملت دراستي، وحصلت على درجة البكالوريوس بتقدير جيد جدا، في دراستي للغة العربية، وكنت متميزة، وهذا حدث معي بعد ان تزوجت، وانجبت كل اولادي السبعة، ومن ثم، الكل من عائلتي، صار يعلم بناته، اقتداء لنجاحي وتفوقي الدراسي، مع ان زوجي، من النوع الذي لا يشجع على الدراسة، ولكنني بالتحايل عليه كثيرا، وفي مرات اخرى، كنت احرد عليه، تمكنت من تحقيق بعضا من ذاتي، ولو طاوعني زوجي قليلا في دراستي، لكنت الآن، احمل شهادة الدكتوراه، ويحسب لي ألف حساب.
سألتها وماذا عن معاناتك بالحياة والكفاح من اجل تطوير ذاتك وبناء شخصيتك؟؟؟؟
قالت: معاناتي كانت عندما تزوجت، وكنت اعتبر نفسي صغيرة على الزواج، حيث لم اكن اعرف معنى الزواج، ومسؤولياته، ولا اعرف حتى الطبخ بتاتا، حيث كنت في العائلة الأصغر سنا من الاناث، وكنت محبوبة ومدللة كثيرا من عائلتي، ولم اكن احمل اية مسؤوليات تذكر، مع انني كنت ايضا، اتمتع بعقلية راجحة، وذكية، ومتزنة.
سالتها فيما اذا كانت تؤيد سن الزواج المبكر للبنات ؟؟؟؟
اجابت على الفور بلا، وقالت، بانه على البنت، أن تتعلم اولا، فنون الطبخ، وتتعود على متاعب الحياة، حتى لا تصدم من اول مواجهات لها اثناء الزواج، ومن ثم تنهار. وواصلت حديثها وقالت: حقيقة، انا انجبت كل ابنائي السبعة، ولما ابلغ من العمر سبع وعشرون عاما، وكان هذا الوضع، صعبا علي كثيرا، لأنه، كله هم ومسؤوليات جمة وثقيلة، قلت لها متسائلا:.
وهل كل ابنائك الآن، قد انهوا دراساتهم الجامعية؟؟؟
أجابت وقالت :منهم خمسة، انهوا دراساتهم الجامعية، وهناك بنت وولد ما زالا، بالمراحل الدراسية الأخرى، واحد بالتوجيهي والاخرى بالصف التاسع الابتدائي،قلت لها:
وماذا كانت طبيعة دراستهم الجامعية؟؟؟؟
اجابت وقالت: ابني حازم، درس ارشاد نفسي، وابنتي هبه، درست لغة عربية مثل دراستي، وهديل، درست اصول دين، وحسين، درس الكمبيوتر، واما دعاء، فقد درست تربية ياضية، وحقيقة، كلهم متفوقون، وهذا كله بمجهودي ورعايتي الشخصية لهم، حيث كافحت كثيرا معهم، بالدراسة منذ صغرهم، قلت لها:
هل اتعبوك فعلا بدراستهم كثيرا؟؟؟؟؟
قالت :نعم، لأني كنت بفترة من الفترات، مصدر الرزق الوحيد لهم، وكان زوجي لا يعمل، لأنه يعاني من غضروف بظهره، فانا من كان ينفق عليهم، ويتحمل كافة مصروفاتهم.
سألتها فيما اذا كان اولادها يعملون بعد تخرجهم؟؟؟؟
اجابت وقالت: ابنتي هبة، تعمل مدرسة في سلك التدريس، وهي متزوجة الآن، وابني حازم، لا يعمل، وكذلك ابني حسين، وكلاهما ينتظر الوظيفة الآن، أما هديل، فقد تخرجت قبل اسبوعين، وزوجتها بعد تخرجها لابن عمها.
سألتها عن رأيها بتعليم البنات بشكل عام؟ واهمية التعليم للبنت بالذات؟؟؟؟
اجابت بانها تؤيده وبشدة، وتعتبره بأنه يلزمها اكتر من الصبي، حتى تكفل وتحمي به نفسها، لو جار عليها الزمن، وكما قالت: الام مدرسة اذا أعددتها، اعددت شعبا طيب الاعراق، قلت لها :
هل يمكنك أن تعطيني موقف في حياتك مؤلم او مفرح، اثر في مجال حياتك كثيرا؟؟؟؟
اجابت وقالت:هناك عدة مواقف، منها تعليمي الذي لم يكتمل، فانا كنت اطمح للحصول على درجة الدكتوراه، وكذلك زواجي، الذي اعتبره مبكرا، كان مؤلما لي ايضا، حيث لم اكن اعرف معنى الزواج، وتزوجت قبل استكمال طموحاتي، ومن المواقف المؤلمة لي ايضا، هو تزويج ابني حازم، وهو في السنه الدراسية الثالثة في الجامعه، وتنكره لنا، وبفضلنا عليه، حيث بعد زواجه، أخذته زوجته مني بعيدا عني، بالرغم من تضحيتي له كثيرا، بالمال ومحة البال، واصعب شئ بالوجود، هو ان ينكر ابنك، معروفك عليه، وهو اقرب الناس اليك. (لقد باشرت بالبكاء كثيرا، وهي تروي لي هذا الموقف، ولم تتمكن من مواصلة حديثها معي). بعد فترة من الراحة، واصلت حديثي معها، وسالتها وقلت لها:
ما هي اهم هواياتك الشخصية؟؟؟؟
اجابت وقالت:معذرة استاذي الكريم، فانا كنت متوترة جدا، وانت فتحت علي كثيرا من الجراح، كنت اكتمها في نفسي منذ أكثر من خمسة وعشرون عاما، وانا حقيقة، عمري ما اشتكيت همي وآلامي لأحد، غير الله، عز وجل. لأن شعاري هو:(الشكوى لغير الله مذلة). ولا تحسبوا ابتساماتي وضحكي، هو دليل فرحتي، فأنا أضحك احيانا، والاسى في مهجتي وقلبي. وعمري ما اشتكيت لأحد، كما قلت لك، بل كان يضرب المثل بنا، وبسعادتنا وهناؤنا، ولكن هذا كله كان على حسابي الشخصي فقط، اي راحتي وسعادتي، وهكذا كان كل من حولنا من الأهل والأصدقاء، يحسبوننا ويحسدوننا على ما نحن فيه من السعادة.
قلت معقبا على حديثها: حقيقة مدام نزهة، انا شعاري كان وما زال أنه:(وراء كل عذاب امرأة رجل، واذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فوراء كل امرأة متخلفة رجل)، لأننا نعيش في مجتمع ذكوري خالص، من المحيط الى الخليج، وان كان هناك تباين في هذه المجتمعات الواقعة في المنطقة المذكورة.
قالت: صحيح كلامك استاذ احمد، فانا اود ان اقول لك كلاما بشكل غير مباشر، وارجو ان تفهمه كما شئت، فمن المفروض ان الشابة لا تتزوج من شخص اقل منها في المستوى التعليمي، فانا تزوجت صغيرة، وكان زوجي مقاول بناء كبير، طبعا هاي مشكلة فعلا، شو جاب الباطون والتعامل مع الحجارة، للتعليم والثقافة والرقي، طبعا تناقض كبير جدا، خاصة اني كنت مدللة، وبابا كان غني، ولا يحرمني من شيء. وكنت من صغري، احب أن اقوم بأعمال مديرة مدرسة، لانني احب الاعمال الادارية، وكنت اتمتع بكل معاني الزوجة الصالحة والمرأة المخلصة والامينة، بالرغم من انني، اتمتع بكل معاني الجمال والرقة، وكل الناس يعرفون انني اسعد زوجة في العالم، لكنني كنت مطموسة في حقيقة الحال، لدرجة، كنت اكتب ما يجول في خاطري، لنفسي، ومعظم كتاباتي لا يقرأها أحد، ولا احكي همي ومشاعري، لأحد كان، وكنت في واد، والآخرين بواد آخر. حقيقة، كما يقولون، تأتي الرياح، بما لا تشتهي السفن.
عقبت على حديثها وقلت:هذا شيء طبيعي، وواقع فلسطيني مر، نعيشه معظمنا، وحقيقة كونك موظفة وربة منزل، هذا عبء كبير عليك، وانا اعتبر المرأة الموظفة، يجب ان تتساوى مع زوجها بكل شيء، حتى في اعمال المنزل، مع ان هذا يتناقض عمليا مع عاداتنا وتقاليدنا البالية.
سالتها مرة اخرى فيما اذا امكنها ان تذكر لي اهم هواياتها الشخصية؟؟؟
أجابت وقالت: احب الكتابة والمطالعة كثيرا، وكذلك من اهتماماتي احياء التراث الشعبي الفلسطيني، واحب بالذات، فن التطريز الشعبي، حيث اقوم بتطريز الكثير من صور تراثنا الحضاري الواسع والعميق، سألتها وقلت لها:
هل ممكن ان اقول بان مدام نزهة كاتبة؟؟؟؟
اجابت: هم في النقابة، يعتبروا من لديه سبعة مقالات، ونشرت بالصحف كاتبة، انا لدي اكثر من عشرين او ثلاثين مقالا، فبامكانك اعتباري كما شئت، بس حقيقة، كنت ارسل كتاباتي لمجلة النهار، وكانت تنشر هناك .
قلت: بشكل عام، عن ماذا تتحدث مقالاتك؟؟؟
اجابت: كنت اكتب واعبر عن هموم شعبي الفلسطيني في قطاع غزة، يعني عن المعاناة، كل حدث جديد، كان يحرك عندي ملكة الكتابة، نتيجة لما اشهده ونعانيه، وهناك امور منها تربوية خالصة، متل كيف نربي ابناءنا، والتعليم المحوسب، ولغتنا العربية الجميلة، وهكذا.
سألتها عن اهم نشاطاتها الاجتماعية في مجال التدريس وخلافه؟؟؟؟؟
أجابت وقالت: عند ترقيتي لمديرة مدرسة، عينت بمدرسة اسمها مدرسة الشوكة الابتدائية، وهي بعيدة جدا عن سكني، وتقع بالقرب من مطار غزة الدولي، يومها بكيت بكل حرقة، ووضعت يداي على خدي، وقلت، شو بدي اعمل بهالمصيبة اللي أصابتني، لدرجة كرهت الترقية، وكنت ساتراجع عنها، لأن هذه الوظيفة شاقة ومتعبة جدا، فالمنطقة غير متطورة، كباقي المواقع في غزة، ولكن قلت يجب ان اكسب أجر، طالما عندي القدرة للاصلاح والعمل. وعقدت اجتماعا بالهيئة التدريسية في المدرسة، وكلهم من كبار السن، وبعضهم من المشاكسين، ولا يعرفوا الا اللغة القاسية والغطرسة، وذلك لشحذ هممهم، ومضاعفة جهودهم، وحثهم بالعمل الجاد والبناء أكثر نحو الطلبة، وكان عددهم سبعة عشر استاذا، وتسعة مدرسات، لعدد من ثمانمائة من الطلاب الذكور وثمانون من الطالبات الاناث، جمعت وحكيت للمدرسين، بأن وضعنا صعب، لكن ما في شيء مستحيل، هؤلاء ابناء شعبنا، وهم بحاجة الينا، والتعليم فيهم، هو اللي بنفعنا عند الله تعالى، وشجعتهم، وكنت اعمل لهم كتابات شكر، على كل تقدم يحدث معهم، كي اشجعهم على التفاني بعملهم، ثم اجتمعت بوجهاء القرية المذكورة، وتحدثت اليهم بنفس الكلام، كي يتعاونوا معنا بمساعدة ابنائهم، وحثهم على الدراسة والاجتهاد والاهتمام بنظافتهم وامورهم الخاصة، وحل مشاكلهم، ومن تجربتي الناجحة، صرت اجعل اولياء الامور، كي يقوموا بخطب في المساجد يوميا، لتقويم السلوك، والحث على النظافة والأيمان والأخلاق الحسنة، وكذلك بعض المدرسين ممن لهم الكلمة المسموعة، للقيام واعطاء النصائح والارشادات بالمساجد، للحث على الأعمال الحسنة، ولإعطاء دروس للطلاب على المنبر، ثم جمعت نساء القرية، وعملت لهن دورة في محو الأمية، وكنت بنفسي اقوم بتدريس الطلاب، اضافة لما اقوم به من اعمال اخرى عديدة .
سألتها كونها تعمل في سلك التربية والتعليم، عن واقع ووضع التربية والتعليم ؟؟؟
أجابت وقالت:بان التربية والتعليم التابع لدينا في الوكالة، انتقل نقلة نوعية، حيث أصبح واضحا أثره على الطلاب الضعاف في التحصيل العلمي، وارتقى التعليم بمستواهم الى الأفضل والأحسن، وكذلك التعليم الليلي، واصبحت اوضاع المعلمين جيدة، حيث يعتبر التعليم في غزة في الوقت الحاضر، وكأنه يعيش في لعصره الذهبي.
قلت لها: ما هو تقييمك لواقع المرأة الفلسطينية بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص؟؟؟؟
أجابت وقالت:المرأة الفلسطينية تختلف عن كل نساء العالم، في كل شئ، اولا، في التضحيات، جميع النساء في فلسطين، يضحين، وضحين بالكثير، من فلذات اكبادهن، اما راضيات، واما مرغمات، بناء على رغبة ابنائهن الشرفاء، الذين يضحون بالغالي والنفيس من اجل القضية الفلسطينية، كذلك تختلف، في ان الاغلبية منهن، محرومات من كل اشكال الترفيه، ولا يتمتعون بالرفاهية، اسوة بنساء العالم، واخيرا الصبر، وهو اعظم ما يميز المرأة الفلسطينية، والأثرة، حيث تؤثر غيرها على نفسها، والمشاركة جنبا الى جنب، مع الرجل في العمل، والانفاق على الاسرة، وفي غزة خاصة، تمتاز المرأة بالعمل الدؤوب والكدح، من أجل توفير لقمة العيش من لا شئ، واعرف الكثير من النساء الفلسطينيات، لا يتحرجن حتى العمل في داخل المنازل، او في الحياكة، او جمع الحصمة من بين ركام المنازل المهدومة، كي يتحصلوا اجرا للانفاق على ابنائهن، كذلك القوة بقول كلمة الحق، والصبر على ملمات الدهر.
قلت: هل ممكن ان تعبري لي،عن موقفك السياسي عما يدور في قطاع غزة ؟؟؟؟
اجابت وقالت: بالنسبة للوضع السياسي، فنحن كلنا نرنوا وبتعطش شديد، للوحدة الوطنية والتئام الجرح وجمع شمل البيت الفلسطيني، بحيث يصب كله في مصلحة الوطن، ومسح العبرات من أعين البؤساء، وانا لست راضية عن انقسام الصف الفلسطيني، وتمزق الوحدة الفلسطينية، واتمنى من كل قلبي الاتحاد فيما بينهم، وخاصة نحن في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، ويا بخت من عفا وأصلح.
سألتها على من تضع اللوم بعدم اتمام المصالحة الفلسطينية لحد الآن؟؟؟
أجابت وقالت:باختصار الطرفين، كل من (فتح) و(حماس)، الكل متشدد، نحن بحاجة لجرأة رجل، كي يتنازل للآخر، لأنه ليس تنازلا لشخص غريب، انه تنازلا بين الاخوة.
قلت لها: كلمة أخيرة تودين توجيهها للسيدات الفلسطينيات؟؟؟؟؟
قالت: اقول لهن، عليكن بالصبر، ثم الصبر ثم الصبر، انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.
قلت لها مودعا، انت حقيقة، نموذج واقعي وحي، للمرأة الفلسطينية المناضلة والمكافحة والصابرة، ونجمة متألقة في سماء غزة، وهذا هو نهاية اللقاء معك.
قالت وعقبت، اشكرك جزيل الشكر، انت الذي شجعتني واستقيت منك الهامي بهذا اللقاء والحديث الرائع.

انتهى موضوع نجمة فلسطينية متألقة، في سماء غزة