خطر العنف ضد النساء يوجد بالبيت أولا



المناضل-ة
2010 / 8 / 30

الرابطة الشيوعية الثورية
أفكار مسبقة وخرافات

الشارع هو المكان الرئيسي للاعتداءات على النساء، لذا يجب تفادي خروج المرأة وحيدة، لا سيما بوقت متأخر مساء. و الاغتصابات يقترفها أساسا مجهولون. والعنف الزواجي شأن الأوساط المحرومة ومدمني الكحول. ويتجلى أكثر في "الأحياء الشعبية". اذا كانت المرأة المتزوجة تعمل، وو اصلت ارتباطها بالزوج رغم ما تتعرض له ن عنف، فلأنها ضعيفة، وتحب ذلك، أو هي التي سببته أو مختلة عقليا قليلا. " هذا شان لا يعنيني، انه في نطاق الحياة الخاصة: انها علاقات عاطفية". بعض النساء يقدمن شكوى بقصد تصفية حسابات (مع الزوج، أو الأب ...)

البيت ، مكان كل الاخطار

العنف الذي يجري التنديد به بكل ُكره عندما يقع في غرفة تعذيب أو في الجانب الآخر من العالم، يحدث يوميا داخل الأسرة و لا يثير اضطرابا، ولا رد فعل سياسي عندما تكون النساء ضحيته ويكون الزوج مذنبا أو عضوا بالاسرة أو قريبا منها أو صديقا. هذا رغم أن أكبر عدد من حالات العنف من كل نوع ضد المرأة لا يرتكب في المكان العمومي، بل في حميمية الاسرة. نصف حالات العنف الجسدي، وثلث محأولات القتل بحق النساء، يرتكبها الزوج. وليس مرتكب الاغتصاب مجهولا سوى في واحدة من ثماني حالات اغتصاب. ولا تستتبع هذه الجريمة بالضرورة ميزان قوى جسديا لأن المقصود " كل علاقة جنسية، أيا كانت طبيعتها، مع شخص آخر بالعن أفو الاكراه أو التهديد أو المفاجأة " (قانون1980). إن انعدام الرضاء هو ما يميزها. ما هي اشكال العنف المنزلي (العائلي)

اشكال العنف المنزلي هي ، في علاقة خاصة أو مفضلة، مس إرادي بسلامة الآخر، تكييف يصعب على المرء التخلص منه عندما يكون ضحية له. إنه تعسف في استعمال السلطة والثقة يعيق كل علاقة قائمة على المسأواة والاحترام، لأنه يستعمل ميزان قوى بيد طرف (الرجل الأب، الزوج، الأخ، الصديق) للتحكم والسيطرة على الآخر ( المرأة الأم، البنت، الزوجة ، الأخت، الصديقة ) .

يشمل العنف المنزلي مختلف اشكال العنف ( الكلامي، النفسي، الجسدي، الجنسي والاقتصادي). و رغم أن اشكال العنف الجسدي تبدو أشد خطروة، ثمة استمرارية بين أشكال العنف النفسية والجسدية التي تقع داخل البيت: 8 بالمائة من النساء هن ضحايا تحرش نفسي يتجلي في : رفض الزوج ( أو الأب) الكلام، والتهديدات، والتحقير، والشتائم ( " أنتِ معتوهة" ، أنتِ قبيحة")، و التجسس (منعتكِ من لقاء تلك الصديقة" ، " أين كنت لما اتصلت بك هاتفيا؟"، أو اعتبار المرأة حمقاء ( بنظر معنفها، ونظر الغير). استنطاق محتد، واحتقار المنتهي باستبطان المرأة له، وصفعة إن عاندت المرأة، و ضرب، لا تعيش المراة غير فرق في الدرجة. هذه الافعال والتصرفات العنيفة، التي تستعمل الضربات، والإهانة والتحقير، والتهديد والابتزاز، جزء من استراتيجية للتحكم بالآخر وفرض السيطرة عليه.

حالات الزواج القسري والبتر الجنسي مظاهر قصوى لسيطرة الرجال تحت غطاء حقوق عرفية. الختان يمنع النساء من المتعة، ويحول دون حياة جنسية مستقلة لديهن.

أشكال العنف المنزلي واقع اجتماعي. و ليس مردها هشاشة النساء المزعومة.بل على العكس غالبا ما تحدث عندما يشعر الرجل أنه يفقد التحكم بزوجته ، أو ابنته... باختصار عندما تقرر هذه رفع الرأس (طلب طلاق، رفض الخضوع) . إن حجم وتواتر اشكال العنف المنزلي هما نتائج للنفأوت بين الجنسين.

من المعني ؟

غالبية صنوف العنف المنزلي يقترفها رجال. ولا يستثنى من ذلك أي بلد، أو ثقافة ، أو فئة اجتماعية. . يجب التخلص من صورة الرجل العنيف، المدمن بالضرورة على الكحول، أو المخدرات، أوالمجنون، أو الفقير ، أو المهاجر. قد يكون طالبا، فنانا، مثقفا، عاملا، إطارا، رب عمل، من الاعيان، مناضلا يمينيا أو يساريا... وحتى ثوريا. غالبا ما يكون للرجل العنيف وجهان: لطيف في الحياة الاجتماعية، غيور و محتقر وجلاد بالبيت. ليس ثمة صورة نمطية للمرأة ضحية العنف المنزلي. قد توجد أي امرأة ذات يوم تحت سطوة صديق، أو فرد من الأسرة أو زوج عنيف. وليست المراة الضحية بالضرورة شخصا بلا موارد. قد تكون زميلة بالعمل، مدرسة أو طبيبتك.

دوامة العنف المنزلي الضارة – تكسير الصمت

ثمة أسباب عديدة تلقي بالضحايا في الصمت، وتمنعهن من التحرك والبحث عن مخرج من المعاناة. منها العزلة، و شعور العا، والخوف، ومشاعر الذنب والفشل، والابتزاز بالسمعة، وخطر تفجر الأسرة. وفي بعض الحالات، تصل نساء مستوى إخفاء العنف لمواصلة الحياة.

إن كسر الصمت التي يلف أشكال العنف المنزلي هو أولا الاعتراف بوضع الضحية، وتحسيس الرأي العام. وكذلك مساعدة الضحايا، فأغلب النساء المغتصبات لا يقدمن شكوى، وحتى عندما يفعلن، لا موضوع حكم قضائي سوىخمس الشكاوى. يجب تحسين استقبال الضحايا والنضال من أجل تطبيق فعلي للقوانين: وضع حد نهائي لحفظ القضايا دون متابعة، وإسقاط الشكوى، وتكييف الاغتصاب إلى مجرد اعتداء جنسي. يقول القانون إن الاغتصاب جريمة، لذا يجب محاكمة المغتصبين جنائيا.

ذريعة ما (عودة متأخرة الى البيت، غيرة) قد تطلق تفجرا للعنف بين زوجين. يعطي مقترف العنف الانطباع بفقد التحكم بذاته، ويلقي مسؤولية الأزمة على الضحية، التي تستبطن تلك المسؤولية. وبعد الأزمة يعبر المقترف، الذي يخشى فقد قرينته، عن أسفه مع تقليل شأن الوقائع وتبرير سلوكه، ويعتذر، ويغدو محبا لا مأخذ عليه، و يعد بعدم تكرار ما فعل، إنه " شهر العسل". آنذاك تسحب الضحية شكواها، وتعود الى البيت، ويعد المحيط المصاب بالحيرة بعدم التدخل ثانية.

وعلى مر الأزمات، تقصر المدد الفاصلة بين فترات "شهور العسل" ثم تزول. لم يعد مرتكب العنف بحاجة إليها للامساك بضحيته. هكذا يتطور العنف الزوجي في دورات أكثر فأكثر قربا، وقد يفضي إلى تهديد حياة الضحية. تتعرض عشر النساء بفرنسا اليوم الى عنف الزوج، ويموت من جرائه 6 نساء كل شهر.

في الشارع كما في البيت، أشكال عنف للتحكم بالنساء

خارج البيت، في الأماكن العمومية ( العمل، القرية، الحي) ثلاث أرباع مرتكبي العنف ضد النساء رجال. وفي العالم المهني يتجلى هذا العنف في إهانات وتحرش نفسي أو جنسي، يمارسه زملاء أو رؤساء في العمل.

في القرية أو الحي، يكون الأباء والإخوة، وحتى الأصدقاء، مثل محققين في محاكم تفتيش، يمنحون أنفسهم حق تقرير الأوقات والهيئة التي يحق فيها للنساء الولوج الى "الشارع". و تتعرض النساء للاستنطاق والمساءلة كما لو كان عدد من الأفعال ممنوعا عليهن (الخروج وقت ما شئن، ومع من شئن). ويجب عل من يخرقن القواعد ألا يجهلن أنهن يجازفن. وثمة العنف الممارس بالأماكن العمومية ( شتائم، تهديدات، ملامسات)، والذي لا يستثني أي امرأة، للابقاء على الخوف من التعدي والاغتصاب. ولا تمت الدعارة، هذا الشكل الأقصى من سيطرة الذكور والناتج عن اكبر شكل لهشاشة النساء، بأي صلة الى الحرية الجنسية: إنها تضع حصة من النساء في متناول رغبات الرجال المتعذر كبحها حسب الزعم المألوف، وهي إحدى دعائم نظام السيطرة حيث لا تصلح النساء سوى للبيع أو السبي. إن تسامحا اجتماعيا حقيقيا مع أشكال العنف هذه يتجلى في الصمت والابتذال الذي يلفها.

ضد اشكال العنف، ومن أجل الاستقلال

لا تنفصل أشكال العنف عن المكانة المخصصة للنساء في هذا المجتمع، حيث 80 بالمائة من العمال الفقراء نساء. إن الاستقال الاقتصادي والاجتماعي شرط لا غنى عنه لتتمكن المرأة من مواجهة ما تتعرض له من أشكال عنف. إن نضالات النسوانيات من أجل استقلال النساء وتساوي الحقوق (حق الاختيار، حق العمل، توزيع المهام المنزلية...) جزء من المعركة ضد أشكال العنف. لا تستثني أشكال العنف أي امرأة. وليست مجرد تجميع لأشكال ميز، بل نظام تحكم بالنساء. تعريف أشكال العنف هذه، وفضحها ومحاربتها، هو مدلول التزام النساء اللائي يناضلن. إن النساء المهاجرات هن من يفضح ما قد قد ينتج عن قطع الروابط الزوجية من رفض تجديد رخصة الإقامة و طرد من البلد. إن السحاقيات هن من يطالب بعقوبات ضد أشكال العنف الخاصة التي يتعرضن لها. إن النساء كلهن هن من يناضل ضد النظام البغائي. وثمة المسيرة العالمية ضد العنف والفقر، أو المسيرة ضد الغيتوهات ومن اجل المساواة في حركة " لا عاهرات، ولا خاضعات".

إحداث خدمة استقبال دائمة للنساء ضحايا العنف (خدمات طبية، ومساعدة نفسية وقانونية، وملاك ذي تكوين)

إلغاء إخضاع الضحية لخبرة نفسية لتقدير "مصداقيته"، و توسيع أصناف الاثباتات واعتبار شهادات الضحايا الشفوية. تطوير الإفادة من السكن الاجتماعي للنساء ضحايا العنف المنزلي اللائي يخترن مغادرة البيت، وضمان الحماية والإبعاد من الزوج لمن يفضلن البقاء بالبيت.

رفع الإعانات والوسائل الممنوحة لكل الجمعيات النسائية ولأرقام الاتصال الهاتفية المناضلة ضد العنف ضد النساء. إصدار قانون ضد الميز الجنسي مستوحى من القانون ضد الميز العنصري، ومحارب لابتذال وسائل الإعلام لأشكال العنف ضد النساء. تقديم تربية جنسية حقيقية بالمدرسة، بتنشيط من متدخلين خارجيين، يتناولون مفاهيم المتعة والقبول الحر، وتنوع أشكال الحياة الجنسية، واشكال العنف.

منح كل النساء ضحايا الميز والاضطهاد على أساس الجنس، و/ أو أشكال العنف الجنسي، حق اللجوء. اضفاء طابع فردي على حق إقامة الأجانب،وفك ارتباطه بالأسرة. النضال من أجل استقلال النساء الاقتصادي والاجتماعي، ومعارضة فرض العمل بدوام جزئي، وتفاوت أجور النساء والرجال عند تساوي العمل، وتطوير خدمة عمومية لاستقبال الأطفال والأشخاص التابعين.

منشور الرابطة الشيوعية الثورية


الرابطة الشيوعية الثورية

اضطهاد النساء والنضال لأجل تحررهن
فرنسا29 ماي: انتصار ساحق ل"لا" بنسبة 55%.
Communiqué de la Ligue communiste Révolutionnaire :Libération des détenus au Maroc
لا يجب استعمال الارهاب كذريعة
من الأممية- المبادئ إلى الأممية-التنظيم