إشتعال المنافسة السيناوية علي -الكوتة- النسائية



نبيل عواد المزيني
2010 / 8 / 30

ان محاولة التمكين السياسي للمرأة المصرية من خلال قانون " الكوتة " النسائية ، هي بلا شك خطوة هامة علي درب المساواة في ممارسة حقوقها السياسية وإتاحة الفرصة لها في المشاركة البرلمانية ، بالإضافة الي ان قانون "كوتة المرأة " يعتبر إنجاز هام ومحاولة جادة لتصحيح نسبة المشاركة النسائية في المراكز القيادية والبرلمانية والتي لاتزيد حتي الان عن 2% ، رغم ان نسبة مشاركة المرأة في الكشوف الانتخابية تتجاوز 38% ، وفي الادارة المحلية تصل الي 70%.

ولمعرفة مدي الفائدة التي سوف تجنيها المرأة المصرية من خلال قانون الكوتة النسائية ، علينا متابعة انتخابات مجلس الشعب في محافظة جنوب سيناء ، فهي اوضح مثال علي مدي التقدم الذي تحرزة المرأة المصرية بصفة عامة والمرأة السيناوية بصفة خاصة علي طريق المشاركة السياسية ، وقد اشرنا الي ذلك في مقال سابق بعنوان " المراة السيناوية وحقها في المشاركة السياسية " ، كما ان قانون الكوتة سوف يعمل علي رفع نسبة المشاركة النسائية في المناصب القيادية مما يجعلها تقترب من المعدلات الدولية .

وقد ادركت المرأة السناوية بفطرتها السوية ، أهمية تلك الفرصة السانحة في المشاركة السياسية من خلال الكوتة النسائية ، فجمعت كل قواها واقدمت عل المنافسة للفوز بنصيبها في مقاعد مجلس الشعب ، وظهر مدي إقتناص المرأة السيناوية لتلك الفرصة الذهبية من خلال عدد المتقدمات لترشيح علي قواثم الحزب الوطني بمحافظة جنوب سيناء ، والذي فاق عدد المتقدمين لترشيح من الرجال في نفس المحافظة.

ومنذ اقتراب موسم الانتخابات حاول الحزب الوطني الاستماع أكثر الي المواطن والعمل علي تلبية احتياجتة الخدمية لكسب اكبر عدد من الاصوات من الجولة الاولي للإنتخابات ، ولهذا يقول جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب عن البرنامج الانتخابي الذي يخوض الحزب الوطني بة الانتخابات ، ان التركيز الأساسي في البرنامج سيكون على قضايا الخدمات والمطالب الجماهيرية الملحة ، وذلك استجابة لتقارير أمانات المحافظات التي أشارت إلى أن الارتقاء بقضايا الخدمات يمثل أولوية اهتمامات أغلبية المواطنين .

ونظرا لأن جنوب سيناء تعتبر محافظة الحزب الواحد‏ ، فقد اغلق المجمع الانتخابى للحزب الوطنى بمحافظة جنوب سيناء بابه عن عدد 13 سيدة تقدمن للفوز بالترشح على قوائم الحزب فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، من خلال دائرتى خليج العقبة وخليج السويس على "كوته المرأة" حيث كان من أبرز المتقدمات :
- فضية سالم عبيد الله المحامية والناشطة الاجتماعية وعضوة المجلس الشعبي المحلي
- أميمة إبراهيم مقررة المجلس القومى للمرأة
- عزيزة المالظ راشد أمينة المرأة بالحزب الوطني بجنوب سيناء
- هدى صابر منسى عضوة مجلس محلي المحافظة .
- منى سالم مذيعة بإذاعة جنوب سيناء
- جليلة جمعة عواد عضو مجلس الشعب سابقا
- ليلى فتحى السيد عضوة مجلس محلى مدينة رأس سدر
- ربيعة صبحى عواد أمنية المرأة بالوحدة الحزبية أبو رديس
- صالحة سليم فتيح العمارى رئيسة جمعية الرضوة الخيرية بأبو رديس
- فاطمة السباعى مدير فرع كهرباء شرم الشيخ
- تاج عبد الحكيم مدير عام بمديرية التنظيم والادارة
- ناعسة إبراهيم عضوة المجلس الشعبي المحلي

والباحث في الشؤن السيناوية يدرك ان معظم المتقدمات للترشيح هن حاصلات على مؤهلات عليا وبعضهن يحمل درجة الماجستير، ويعملن بمناصب حكومية مرموقة وخدمة المجتمع ، بالإضافة الي ان هذة الكوكبة من النساء المتقدمات للترشيح تمثل مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية ، فمن بين تلك الكوكبة تجد من يمثل المرأة البدوية الصامدة (وهو تعبير يطلق علي البدو الذين صمدو في سيناء ولم يغادروها إبان فترة الاحتلال الاسرائيلي ) وفي هذة الحالة تتقدم القائمة المحامية بنت البادية فضية سالم ، وتجد كذلك من يمثل المرأة البدوية التي عاشت في مصر الجديدة والاسماعيلية وغيرها من المدن ، كما تجد ايضا من يمثل المرأة الوافدة علي ارض سيناء بعد تحريرها .

وعلي الرغم من ان عدد المقاعد المتنافس عليها خارج كوتة المرأة يبلغ 4 اربع مقاعد بجنوب سيناء ، إلا أن عدد المتقدمين لترشيح علي قوائم الحزب الوطني من الرجال قد بلغ 12 متقدم لترشيح ، اي بنسبة 3 لكل مقعد ، في حين ان عدد المقاعد المتنافس عليها داخل كوتة المرأة هو مقعدين فقط ، ومع ذلك نجد أن عدد المتقدمات للترشيح علي قوائم الحزب الوطني قد بلغ 13 سيدة ، اي بنسبة اكثر من 6 لكل مقعد ناهيك عن النساء المستقلات ، وهذا لعمري اكبر دليل علي شراسة واحتدام المنافسة المبكرة بين المرأة السيناوية علي مقعد الكوتة النسائية في انتخابات مجلس الشعب بجنوب سيناء 2010.

وبما ان الانتخابات في سيناء لاتعتمد علي الدعاية والاعلانات فقط بقدر ما تعتمد علي الدعم القبلي ومدي قبول و تأييد القبائل للمرشحة ، فقد حاول البعض منهن الحصول علي وثيقة تأييد ومؤازرة من القبائل لمساندتهن في خوض انتخابات مجلس الشعب‏ ، كما أن شيوخ ورجال القبائل بدأو يؤيدون المرأة كعضو في مجلس الشعب من خلال جمع الاصوات وحشد ابناء وبنات القبائل للوقوف خلف سيدات ومرشحات القبيلة . وخاصة اللائي لهن قبول لدي البدويات ولهن عمق في المجتمع السيناوي من خلال خدماتهن المجتمعية مثل بنت البادية المحامية فضية سالم عبيد الله وغيرها الكثيرات .

وبعد ان تحصل المرأة السيناوية بجنوب سيناء علي مقعدين في مجلس الشعب من اجمالي 6 ستة مقاعد ، فسوف تصبح نسبة تمثيل المرأة في هذا المجلس اكثر من 33% ، وهي بلا منازع تعتبر من اعلي نسب تمثيل المرأة في البرلمانات العربية بل والعالمية إيضا ، حيث ان التقرير الاخير للمرأة والبرلمان من الاتحاد البرلماني الدولي يشير الي ان نسبة تمثيل المرأة في المجالس التشريعية قد بلغ 17.7 %‏ من اجمالي المقاعد البرلمانية في دول العالم ‏.‏ فهنيأ للمرأة السيناوية علي احراز نسبة الريادة البرلمانية .