المرأة البدوية وماراثون الكوتة النسائية بجنوب سيناء



نبيل عواد المزيني
2010 / 9 / 8

لازالت المرأة البدوية تثبت كل يوم مدي إدراكها بأهمية الفرصة السانحة لها في المشاركة السياسية من خلال قانون الكوتة النسائية ، حيث لازال عدد المتقدمات لترشيح لعضوية مجلس الشعب عن محافظة جنوب سيناء يشهد ازديادا متطردا حتي بعد ان اغلق المجمع الانتخابى للحزب الوطنى بمحافظة جنوب سيناء بابه .

فبعد ان بلغ عدد النساء السيناويات المتقدمات لترشيح علي قوائم الحزب الوطني الي 13 سيدة واللائي كنا قد اشرنا اليهن في مقال سابق بعنوان "إشتعال المنافسة السيناوية علي الكوتة النسائية " ، أعلنت كل من فاطمة طلعت عضو مجلس محلى المحافظة ، وحمدية حربى عضو مجلس محلى أبوزنيمة ، وصباح رزق سالم ،عن التقدم للترشيح كمستقلات بلجنة خليج السويس وخليج العقبة كي يصل بذلك عدد المتقدمات لترشيح الي 16 ستة عشر سيدة متنافسة علي مقعدين فقط احدهما فئات والاخر عمال ، مما يؤكد احتدام الصراع علي مقعد كوتة المرأة فى محافظة جنوب سيناء كما توقعنا منذ بداية شهر رمضان .

بالنسبة لمقعد «كوتة» الفئات تعتبر بنت البادية فضية سالم المزيني المحامية والناشطة الاجتماعية وعضوا المجلس المحلي ورئيس مجلس إدارة جمعية تنمية مجتمع الطفل والمرأة البدوية ، تعتبر من أبرز المرشحات حيث تمثل البدو الصامدون (وهم الذين صمدو في سيناء ولم يغادروها إبان فترة الاحتلال الاسرائيلي لها ) ، كما أنها تري في قانون الكوتة فرصة ذهبية لدخول المرأة البدوية الي البرلمان ، وأعربت عن ذلك قائلة " لولا الكوتة لما دخلت المرأة البدوية البرلمان " واستطردت فضية سالم معللة ذلك بأن العادات والتقاليد كانت تمنع السيدة البدوية من منافسة رجل من أبناء قبيلتها ، كما تنافسها علي نفس المقعد منى سالم المذيعة بإذاعة جنوب سيناء وكانت أمينة المرأة فى الحزب سابقا وهي تعتبر نصف بدوية ونصف وافدة إذا جاز التعبير, حيث أنها تجمع بين انتمائها للبدو وبين أقاربها من الوافدين ، ثم تنافسهم علي نفس المقعد أميمة إبراهيم كممثلة للوافدات وهي أمينة المجلس القومى للمرأة، ومديرة مركز المعلومات بالمحافظة .

أما بالنسبة لمقعد «كوتة» العمال نجد من أبرز المرشحات كل من السيدة ربيعة صبحى حسين أمنية المرأة بالوحدة الحزبية بأبو رديس والتي تحاول الظهور دائما بالزي البدوي ، وتنافسها هدى منسى عضو مجلس محلى المحافظة ورئيسة جمعية شباب بلا حدود ، كما عادت الي حلبة المنافسة جليلة جمعة عواد أول نائبة فى البرلمان عن سيناء، تنافسها بقوة ناعسة إبراهيم عضو مجلس محلى المحافظة.

ومن نافلة القول ان المشاركة السياسية للمرأة البدوية تتوقف علي طبيعة المجتمع السيناوي والذي هو قبلي التركيب ،كما أن النجاح في الانتخابات بسيناء لا يعتمد علي الدعاية والإعلانات فقط بقدر ما يعتمد علي الدعم القبلي ومدي قبول و تأييد القبائل للمرشح، وقد ادركت المرأة البدوية بفطرتها اهمية دور القبيلة في نجاحها ، ولهذا نجد البعض منهن يحاولن الحصول علي وثيقة تأييد ومؤازرة من القبائل للمساندة وحشد الدعم في خوض انتخابات مجلس الشعب‏ .

وفي هذا الصدد نجد ان قبائل جنوب سيناء قد اتفقت علي عقد جلسة عرفية يوم 30 من سبتمبر/أيلول الجارى بسانت كاترين ومن المنتظر ان يحضرها عدد كبير من مشايخ القبائل من بينهم الشيخ موسى صفيران والشيخ عوده صالح من قبيلة المزينة ، وذلك لاختيار المرشحين الذين يحظون بشعبية عالية بين القبائل ويتمتعون بالقبول والسمعة الطيبة بين ابناء سيناء لخوض انتخابات الشعب، وعن مدي التفاهم بين أبناء القبائل ووقوفهم خلف المرشح المختار يصرح احد شيوخ قبيلة المزينة أكبر واقوي قبائل جنوب سيناء قائلا " إن القبائل سوف تدعم المرشح الذى سوف تسفر عنه الجلسة العرفية بسانت كاترين" .

وبما أن جنوب سيناء تعتبر محافظة الحزب الواحد ، فأنة من المرجح ان عملية الاختيار التي ستقوم بها القبائل في مجلسها العرفي ، سوف تساهم بدرجة ما في اختيار الحزب الوطني للمرشحين علي قوائمة لخوض المعركة الانتخابية ، حيث ذكرت مصادر بالحزب الوطني ، بأن الحزب قرر تأجيل عقد المجمعات الانتخابية المخولة باختيار مرشحي الحزب في الدوائر المختلفة حتى نهاية سبتمبر/أيلول الجاري ، بالتوازي مع قرار حكومي بتأجيل انتخابات رؤساء المجالس المحلية في جميع المحافظات لأجل غير مسمى .

والباحث المتابع لمشاركة المرأة البدوية في الحياة العامة ، يجد أنة بالرغم من انجازتها الكثيرة على مختلف المستويات، فإنه ما يزال هناك قصورًا واضحًا في نظرة المجتمع السيناوي للمرأة البدوية وأهمية دورها في المناصب القيادية سواء كانت سياسية او اقتصادية ولا أدل علي ذلك من تقرير المجموعة النسائية لحقوق الانسان الصادر منذ يومين .

فقد تم في هذا التقرير رصد المدونات السيناوية ( اي التي تخص أبناء سيناء) والتي بلغ تعدادها 74 مدونة ( الموقع الرسمي لكاتب هذا المقال من بينهم ) ، فوجد ان من بينها 6 مدونات فقط ترجع ملكيتها الي المرأة السيناوية ، " وهو ما يعكس حقيقة نظرة المجتمع السيناوى القبلى فى أغلبه لطبيعة دور المرأة وموقفه من مشاركتها فى مناحى الحياة المختلفة " وذلك حسبما ورد في تقرير المجموعة النسائية .

كما وجد التقرير أيضا أن المدونات الـ6 التى تخص المرأة قد خلت تقريبا من أى إشارة للموضوعات التي تهم المرأة البدوية وأوضاعها في مختلف المجالات الحقوقية مثل المشاركة السياسية سواء كان ذلك في الحضر أو البادية ، في حين جاءت الاهتمامات الاجتماعية والدينية فى المقام الأول ثم تلا ذلك الشعر والأدب.

لاشك أن في الانتخابات القادمة فرصة ذهبية للمرأة البدوية ، كي تقضي على النظرة الدونية للمرأة من قبل بعض فئات المجتمع السيناوي ، وتثبت جدارة المرأة البدوية بأن تصبح مشرعة ومراقبة ومحاسبة من الطراز الاول تحت قبة مجلس الشعب المصري الموقر ، وذلك من خلال خوض المعركة الانتخابية علي الكوتة النسائية ، والمجتمع المصري والدولي بأسرة في انتظار انجازات المرأة البدوية في مجال المشاركة السياسية .

نبيل عواد المزيني
باحث وكاتب سيناوي
الولايات المتحدة الامريكية
www.elmozainy.com