-الاسلام اكرم المرأة بضربها- !! تطاولات ملالي الاسلام الوقحة على المرأة


خيال ابراهيم
2010 / 10 / 20

مقابلة مع خيال ابراهيم مسؤولة منظمة تحرير المرأة في العراق حول تصريحات الاسلامي سعد عرفات على احد الفضــائيات العربية
نشرت بجريدة نحو الاشتراكية العدد 126 بتاريخ 15 تشرين الاول 2010.
-----------------------------------------------
نحو الاشتراكية:

عرضت قناة الرحمة الفضائية باللغة العربية لقاء مع شيخ اسلامي باسم الشيخ سعد عرفات. ودار الحديث حول ضرب الرجل للمرأة وموقف الدين الاسلامي منه. وحين سأل مقدم البرنامج الشيخ الاسلامي عن موقف الاسلام من ضرب المرأة رد الاخير قائلا ان "الاسلام اكرم المرأة بضربها".! ما قولك على مثل هذا التصريح ؟

خيال ابراهيم:

لا ارى اي غرابة ان تصدر مثل هكذا تعليقات من رجل دين او شيخ او ملله اسلامي سواء كان سعودي او ايراني او عراقي او افغاني. اننا نعرف ان الاسلام مبني ومقام على اساس دونية المرأة وتحقيرها. الاسلام يعتبر المرأة نصف انسان او ربما ليست انسان ويعتبر ان ضربها واهانتها وتعذيبها امر جيد وحسن. واكرر ان الموضوع بالنسبة للاسلام والدين بشكل عام ليس بجديد. انا شخصيا لا استغربه لاني اعيش في وسطه واسمع اراء وتعليقات الاسلاميين والمس افكارهم المتعفنة بشكل يومي. ولكن ما يثير استغرابي هو تزلف ومحاباة ونفاق الاعلام العربي ووصولهم الى هكذا مستوى منحط و واطئ يسمحون من خلاله ببث هذا الفكر المتعفن والعنصري الى اذهان الملايين من الشباب والفتيات والاطفال والنساء ولتدمير معنويات الملايين من النساء الطامحات للحرية والمساواة. ان الاعلام العربي يلعب دور مشين وحقير في ابراز رجال الدين ولا فرق بين فضائية واخرى في هذا الاطار. في الوقت الذي تناضل البشرية فيه من اجل محاربة العنصرية والتمييز بين البشر ويتحدث فيه العالم اجمع عن عار العنصرية وسبل النضال من اجل التخلص منها كمخلف من مخلفات الماضي وباننا لسنا اقل او ادنى من بقية الشعوب ونطالب بالمساواة والحرية بين البشر، نرى الاعلام يقرب ويرجع هذه الافكار العنصرية والتحقيرية ويدعو صراحة الى ضرب وممارسة العنف ضد النساء. ان كان الغربيون يتهموننا بالبربرية، لم يستغرب البعض منا ويحتج ؟ اليس الاحرى ان يحتجوا على هذا الشيخ الذي يخرج ليعلم الرجال كيفية ضرب النساء وكيف انه عمل خير وفيه كرامة للمرأة نفسها !.

نحو الاشتراكية:

ولكنه يقول ان الاسلام اكرمها بالضرب ؟ اي ان الضرب لها شئ حسن ومفيد ؟ كيف تفهمين ذلك؟

خيال ابراهيم:

اؤكد ان ما يقوله هذا الشيخ هو الاسلام وجوهر حركة الاسلام السياسي التي تستند على قاعدة احتقار واهانة وتثبيت دونيتها اجتماعيا. عندما يأتي الرجل لضربها فان الشيوخ والملالي ورجال الاسلام يقولون نعم ذلك جيد وهو مكرمة من الاسلام والله لان المرأة ناقصة عقل. هؤلاء الحثالات لا يعترفون بالمساواة بين البشر. لا يعترفون بالنساء حتى لو كن عالمات ومهندسات وكاتبات وطبيبات وحتى رائدات فضاء. انهم يقولون ان عقل المرأة لا يستوعب وانها مخلوق عاطفي بحاجة الى رجل يربيها ويزجرها ويضربها. انه امر معروف في الاسلام. الضرب وما يسمى ب"التأديب" بعرف الاسلام هو تكريم وبالتالي فان الضرب هو اكرام بهكذا منطق وعقلية تمييزية.

نحو الاشتراكية:

لماذا برأيك يلجأ الى مقولة ان الضرب اكرام للمرأة بدلا من القول بشكل سافر اضربوا النساء ؟

خيال ابراهيم:

انه بالطبع لا يتوانى عن ذلك ايضا في الجامع والمسجد وبين الاطفال في المدارس الدينية يوصى صراحة بضرب النساء وضرورة القيام بذلك. هو وغيره من ملالي الاسلام يعرفون ان الضرب ممارس داخل المنازل ضد النساء. الا انه هنا يود ان يبرر تلك الوحشية للمجتمع. ان ترير للوحشية والباسها كشئ جيد. كقولهم الاسلام دين التسامح والمحبة الخ. بالتأكيد انه في كل خطبه "يعيد ويصقل" هذه المقولات. ولكني اقول رغم المآسي التي تعاني منها المجتمعات العربية ومنها المجتمع في العراق والسعودية وايران ومصر وغيرها، فانه بعمق هذه الكارثة توجد حركة اعتراضية مضادة وهي حركة حية. ان فكرتي هو انه لو لم توجد تلك الحركة الاعتراضية النافية لوجود وافكار وفلسفة الدين وممثلي الدين لما اضطر هذا الشيخ ومعه القناة الفضائية تلك لفرضه على الناس واسماع كلامه العنصري والمنحط. البشرية تفكر في محاربة الامراض والقضاء على الفقر وتحريم التعذيب والاعدام وهؤلاء يتحدثون عن ضرورة ضرب المرأة بالعصا بعد هجرها في الفراش !. مرة اخرى اقول ان الاعلام متواطئ ومأجور لحفنة رجال الدين والقوى السياسية الوحشية التي توفر لهم الاموال والمساعدات والسلطة. ان مقدم الحلقة يخبر الشيخ بطريقة سخيفة بان احصائية تبين بان 90% من نساء بريطانيا لا يحببن الرجل الضعيف لكي يجعله مقدمة مناسبة للتحريض على ضرب المرأة بحجة ان النساء يحببن الرجال العنيفين. ارى ان الناس لا تصدق هكذا كلام. في كل المجتمعات تفضل المرأة الرجل المهذب والانساني معها " الجنتلمان ". ان ما يسمى بالاحصائية حول نساء بريطانيا هو كلام محرف.

نحو الاشتراكية

ان الاعتداء الجسدي يعتبر في القانون جريمة يعاقب عليها القانون. هل ان الاسلام يحرض على ارتكاب الجرائم والتحريض على ممارسة التعذيب؟

خيال ابراهيم:

ان تلك الممارسات جزء من منظومة الدين. التعذيب جزء من نظام العقوبات في الاسلام. اليس الجلد تعذيبا ؟ اليس الرجم تعذيبا يؤدي الى الموت ؟ اليس قطع اليد تعذيبا ؟. ان الدين برمته مبني على منطق انه في حالة استحالة الاقناع السلمي للاخر فعليك ان تلجأ الى العنف لاقناعه !!. اليس ذلك منطق الغاب ؟ اليس من المفترض انه في حالة عدم اقتناعه ان تتركه وشأنه ؟ اليس من المفترض ان تستخدم فقط وسائل الاقناع وان لا تمارس عليه اي ضغط او ترهيب ؟. من يعطيك الحق في ضرب الزوجة المخالفة لك؟ في الاسلام يثبت ان بامكانك ان تستخدم العنف لتثبت، لا سلامة منطقك، بل جبروتك وسيادتك. بهذا المعنى فان المقياس هو القوة والعنجهية والبطش والرجولية وليس اصلاح المجتمع وغيره من الترهات. ان كل ما يقوله الاسلاميون هو تبرير للوحشية التي يمارسونها والتمييز والعنصرية المشينة الممارسة ضد المرأة والاطفال وغير المعتنقين للاسلام والملحدين. في الاسلام ان كنت رجلا بامكانك ان تضرب المرأة وان كنت بمكانة دونية كمكانة المرأة فانت مجبر على تلقي الصفعات. هذا هو الدين. هذا هو الاسلام وهذا هو معيار الصواب لديهم. الدول العربية وتلك التي تسيطر فيها حركات الاسلام السياسي تمارس التعاليم الاسلامية في معاملة السجناء مثلا. فان ممارسة التعذيب والانتهاكات في السجون هي سمة عامة ومسألة "طبيعية". الشريعة الاسلامية تعطي التصريح لهؤلاء بممارسة التعذيب ضد السجناء . ان ايران تسمي من يخالف رأي الحكومة "عدو الله" لكي تجعل من معاملته بوحشية مبررة حسب الشريعة. لقد تم اغتصاب الشباب في سجون ايران. ان ذلك موثق ومدون. من قام بذلك هم الباسيج - ازلام الحكومة الاسلامية في ايران. الجرائم في السعودية والعراق واليمن والسودان وافغانستان لا تعد ولا تحصى.

اعتقد ان ضرب المرأة في الاسلام له ثواب. الاية تقول "الرجال قوامون على النساء" وهناك ايات صريحة تحض على ضرب المرأة. انهم يطبقون التعليمات. انهم مسلمون ورعون. فالمرأة بنظر حركة الاسلام السياسي ورجال الدين بنصف عقل وان مستواها الفكري دوني.

نحو الاشتراكية:

وفي نفس اللقاء يقول الشيخ سعد عرفات بان الرجل عند ضربه للمرأة عليه الا يزيد عن عشرة ضربات وبين ان هناك شروط لهذه الضربات العشر: ان لا يكسر عظم ولا يقطع لحم ولا يترك اثرا، اي الا يضربها على رأسها. انه يشدد على ان عدم الحض على قطع اللحم هي تجسيد لرحمة الدين. مارأيك ؟

خيال ابراهيم:

البشر في جميع الدول التي تخضع لحركة الاسلام السياسي وينشط فيها الملالي والشيوخ يعرفون ان ضرب النساء والعنف ضدهن هو جذر من جذور الدين الاسلامي. هذا الشيخ يريد في الواقع ان يخفف من ذلك لان الواقع اقسى بكثير من كلامه. ان النساء يقتلن في العراق وتبتر اعضاءهن الجنسية بموسى الحلاقة، ويجلدن بالاحزمة على وجوههن ويرفسن في بطونهن. ان غباءه وغباء من سيصدق كلامه يريد ان يقنعنا بان الرجل بامكانه ان يكون عنيف وفي نفس الوقت ان يهرب من المسائلة او المسؤولية. ان قطع لحم المرأة او كسر اضلعها سيكون اثر لجريمة. ولكن الشيخ لا يريد للرجل ان يترك اثرا لجريمته. اما الم المرأة فهو غير مهم. ان دعوته الى تجنب ضرب رأس المرأة لا يأتي بسبب خوفه على رأسها من الالم او على دماغها من الارتجاج. انه لا يريد ان يترك اثرا يمكن ان يسبب للرجل مشاكل. اني ارى انه بمحاولته البلهاء والعنصرية في الدفاع عن الاسلام وتعليماته فانه يطيح به نحو الحضيض ويبرز بربريته. ان تعفن وخشونة ووحشية الدين معروفة منذ الاف السنين والتاريخ شاهد على الدماء المسالة من قبل الدين وقوى الدين ولكنه الان يبدو انه يريد ان يبرر وان يدافع عن حركة دينية معاصرة وهي حركة الاسلام السياسي الحاكمة في العديد من دول العالم ولها نفوذ حتى في الغرب.

وهنا اريد ان ابين ان هناك العديد من المؤمنين بالاسلام او من يسمون انفسهم مسلمين وهم اناس متمدنين ولكن السؤال هل هم يقترفون مثل تلك الانتهاكات والمعاملة الوحشية ضد النساء؛ ضد اخواتهم او بناتهم او زوجاتهم او حبيباتهم؟ . في الواقع فاني لا اعتقد ان من يعامل المرأة بشكل انساني ومتساو بانه مسلم "جيد" بل ارى ان جانب الانسانية فيه غالب على جانبه الديني. وبهذا المعنى فان الاسلامي الحقيقي هو من يضرب ويقتل ويفجر ويعذب ويقطع الاوصال ويحارب من يختلف معه في الدين. ان الحركة المساواتية والتحررية ومنذ زمن ليس بالقصير قد تركت اثرها الكبير ومازالت تناضل من اجل ان تبعد الدين عن حياة الناس. ان ملايين من البشر يكرهون التعليمات الدينية وخاصة الاسلامية حول المرأة وتلك الافكار المتعفنة ولكن دون ان يجرأوا بالتصريح بارائهم. وفي المجتمع الذي نشأت به على سبيل المثال فان الرجل الذي يضرب زوجته كان محتقرا ومنبوذا لان حركة الاسلام السياسي والتقاليد الاسلامية لم تكن سائدة حينها. انا اتحدث عن فترة الثمانينات قبل استجلاب الاسلاميين من الحواشي وتسليطهم على المجتمع. الان فان تلك الحركة قد اصبحت حاكمة في العديد من الدول؛ سيطرت وزاد نفوذها مما ادى الى تراجع مدني مهول في تلك المجتمعات.

نحو الاشتراكية:

نود متابعة ذلك الموضوع لنكشف كل حيثياته. الشيخ الاسلامي سعد عرفات يصرح بان المرأة بحاجة الى تهذيب. وان مراحل التهذيب تلك تبدأ بالوعظ اولا فان امتنعت فبالهجران ثانيا وان امتنعت فبالضرب اخيرا. هل يدل ذلك على ان الدين يعطي للمرأة الحرية في الاختيار او المجال في التراجع عن موقفها ؟

خيال ابراهيم:

اي مجال واي فرصة و اي حرية. انها تعرف انها في كل الاحوال ان امتنعت فسينتهي الامر بها (وغالبا ما لا يتأخر ذلك كثيرا) بالضرب المبرح. اي مجال يعطيها ؟ ان المرأة تعرف ان عليها طاعة الرجل وان لا مفر امامها سوى ذلك. اينما تذهب واينما تختبأ فهي تعرف ذلك وترتعش خوفا منه. ان ما يقوله هذا الافاق يعني ان على المرأة ان تطيع الرجل في كل الاحوال: انه يطلب منها الطاعة العمياء. لا يتعلق الامر بكونها مخطئة او محقة. ان خالفت الزوج لمرتين ففي المرة الثالثة "شكليا" على الاقل تتعرض الى الضرب. يعرف الجميع ان المرأة ان لم تطع الرجل ستضرب في المرة الاولى. نقطة على السطر. ومن جانب اخر انا استغرب كلمة "التهذيب" او" الموعظة الحسنة". فماهي تلك الموعظة الحسنة التي تنتهي بالتعذيب؟ ثم من قال ان الرجل يمتلك القدرة على القاء المواعظ ناهيك عن كونها "حسنة". ان العديد من الرجال كما النساء لديهم قرارات خاطئة سواء في تربية الاطفال او في العمل او تشكيل الاسرة او في الملايين من القرارت التي يتخذونها في حياتهم. هل حقا نصدق ان الرجل هو "الواعظ" الحكيم ؟ وماذا ان كان الرجل ليس متعلما والزوجة طبيبة مثلا؟ هل ستأخذ منه الموعظة الحسنة ؟ اي ترهات وكلام فارغ.

ان الامر برأيي لا علاقة له بالقدرة الذهنية. ان الاسلام والاسلام السياسي يريد ان يثبت مسألة التمييز الجنسي والعبودية الجنسية للمرأة. يريد ان يبقي المرأة كائن دوني اجتماعيا بكل الطرق. في الاسلام الرجل مهما كان متخلف من الناحية العقلية فهو رجل دون اي مناقشة. المرأة في الاسلام لا يحق لها السفر لوحدها بل مع "محرم" اي شخص محرم عليها. وبمجرد ان يكون معها ابنها المراهق تحل الاشكالية. هل معنى ذلك ان ابنها ذي 16 سنة اكثر حكمة منها ؟!. انه تثبيت الاسلام السياسي الى ان المرأة انسان دوني وغير اهل للثقة. واعيد التذكير بان النساء في الاسلام يعتبرن ناقصات عقل ويكرر ان "كيدهن لعظيم" لكي يتم تبرير الخشونة والمهانة الاجتماعية الممارسة ضدهن. المرأة حسب الدين غير اهل للثقة.

وهنا اود ان اعلق على نقطة اخرى. وهي كلام ملالي الاسلام ورجال الدين في ان المراة يجب ان تعاقب بالضرب "حين تمتنع عن فراش الرجل" اي حين تمتنع عن ممارسة الجنس معه. انني اسأل لم ان الله يحاسب المرأة ويفرض عليها عقوبة الضرب ان رفضت النوم مع زوجها ولكنه يعطي الحق للرجل ان يهجرها وان ينام معها متى يشاء دون ان يهدد بضربه ايضا ؟. فقط المرأة حين لا تود ولا ترغب في الزوج جنسيا تعاقب بالضرب. ذلك ببساطة هو الاعتداء الجنسي. انه اغتصاب حسب القوانين المدنية المتعارفة في العديد من دول العالم.

نحو الاشتراكية:

لنستوضح اكثر. ان الرجل يضرب المرأة حين تمتنع عن ممارسة الجنس معه وهو يعمل ذلك لكي ترتدع. هل تعتبرين ان ذلك العمل هو جريمة الاعتداء الجنسي؟

خيال ابراهيم:

ليس انا من يعتبرها. انها بالفعل اعتداء جنسي بعرف كل قوانين الدول المتمدنة. بل وحتى في القوانين المدنية لتلك الدول فان اجبار الزوجة على ممارسة الجنس مع زوجها بعدم ارتياح او تذمر يعتبر اعتداء جنسي. ان هناك ثلاثة انواع من الانتهاكات: الانتهاك اللفظي والانتهاك العقلي والانتهاك الفيزيائي. ان الاسلام والدين يشجع على الانتهاك الجسدي والفيزيائي وهو اسوأ انواع الانتهاكات. فكيف ببقية اللانتهاكات ؟!

نحو الاشتراكية:

قد يقول قائل: ان هذه التعليمات متخلفة وهي ليست من الاسلام بشئ وهي لا تأتي الا من رجل دين سعودي وهابي او غير ذلك؟ ما ردك وكيف ترين اوضاع المرأة في العراق بظل الاسلاميين في السلطة؟

خيال ابراهيم:

من المعروف ان تطبيق الشريعة الاسلامية متفاوت بين دولة واخرى. ولكن القاعدة تقول انه كلما قوت حركة الاسلام السياسي كلما تدهور وضع المراة اكثر. ان حركة الاسلام السياسي كانت دائما في العراق اضعف منه في السعودية لان الاسلاميين لم يكونوا في السلطة لذا نرى المرأة السعودية تعيش في حالة كارثية من الاظطهاد والقمع والتمييز ضدها. فليس للمرأة في السعودية الحق في قيادة السيارة او حرية الملبس او التجول او الخروج مع رجل لان السلطة في السعودية اسلامية والسعودية احد اكثر اقطاب الاسلام السياسي رجعية في العالم مع قطب الجمهورية الاسلامية الايرانية. اما في العراق فان الاسلام السياسي قد تقوى ووصل الى السلطة الان وكان من نتيجة ذلك تدهور اوضاع المرأة بشكل كبير. المرأة في العراق الان تضرب بشكل واسع وتظطهد جنسيا. السجون ملئ بالنساء وكذلك المستشفيات المليئة بالنساء اللواتي حاولن الانتحار بحرق انفسهن للتخلص من الوضع المتدهور لهن وانعدام افاقهن والازمات النفسية. تعليم الفتيات مقارنة بالشباب احد اوجه النكوص ايضا. فرص العمل تدهورت للمرأة بشكل كبير نتيجة انعدام الامان. المرأة هي الاكثر ضحية في مجتمع العراق. ان المسألة تتجاوز هذا الشيخ او ذلك الملله لان الاسلام السياسي كله يمتلك نفس السمات ولو سنحت الفرصة له لمارس كل ما يستطيع من قمع ووحشية وفي كل مكان. ان المجتمع في العراق متمدن وان الاسلاميين الحاكمين المتخلفين اكثر رجعية من المجتمع. لذا فان الاعتراض والاحتجاج سمة المجتمع في العراق ولن يتمكن اعداء المرأة ان يتقدموا. احد اوجه تلك الحركة الاعتراضية هو قوة الحركة الشيوعية واليسارية والعلمانية. ان الانفتاح الاعلامي على الغرب هو الاخر يلعب دور حين يظهر تحرر النساء وحقوقهن في الدول العلمانية.

نحو الاشتراكية:

ولكن ضرب المرأة في الغرب ايضا شائع ويقال ان امريكا فيها نسبة عالية من ضرب النساء؟

خيال ابراهيم:

صحيح. ان اظطهاد المراة جزء من نظام العالم الرأسمالي المعاصر وان الرجولية والنظام الرجولي هو منتج لذلك النظام الاستعبادي. ولكن القوانين لا تسمح لعفونة وانحطاط كهذا ان يظهر على شاشات التلفزيون ينادي بالعنصرية الجنسية والتمييز وضرب الرجل للمرأة دون ان يجر للمحاكمة بتهمة التحريض على التعذيب والاعتداء في اقل تقدير وعلى العنصرية الجنسية ولكانت المنظمات النسوية قد اقامت الدنيا ولم تقعدها احتجاجا على هذه التصريحات الشائنة والحقيرة. هذا اولا. وثانيا ان الثقافة الاجتماعية ضد التمييز الجنسي ومع المساواة قوية لدرجة انك تجد العديد من الملصقات الجدارية تحض المرأة على رفض العبودية والخنوع ونشود المساواة ورفض الدونية والتبليغ عن اي انتهاك سواء باللفظ او الاشارة او التحرش. تدعو الادبيات المنتشرة نتيجة قوة الحركة المساواتية الى الاستعانة بالمراكز المتخصصة في حماية المرأة من العنف وهناك حلقات تعليمية واسعة النطاق في الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية حول المساواة. في المدارس الابتدائية والثانوية مثلا هناك وفود تعليمية تدور على المدارس يوجهون الفتيات منذ سنين الطفولة والمراهقة الى كيفية المحافظة على انفسهن من الاعتداء وعدم مسهن جسديا او حين تعرضهن للتحرش الجنسي وكيف يدافعن عن حقوقهن ولا يقبلن الذل وحثها على المطالبة بالمعاملة المتساوية في علاقاتها مع زملائها الشباب.

نحو الاشتراكية:

سكينة محمدي امرأة في ايران اتهمت باقامة علاقة خارج الزواج وحكم عليها من قبل الجمهورية الاسلامية بالرجم بالحجارة حتى الموت. وقد اقام الحزب الشيوعي العمالي الايراني احتجاجات واسعة باسم سكينة وحملة تواقيع ونظم تحشدات في العديد من المدن في العالم للتعريف بقضية سكينة محمدي الى درجة اجبرت معها احمدي نجاد على ذكر اسم مينا احدي كابرز ناشطة في قضية سكينة. سكينة اصبحت رمزا لوحشية النظام الاسلامي في ايران وراية بيد الجماهير في كل العالم. كيف تنظرين الى تلك الحركة الاحتجاجية؟

خيال ابراهيم:

كل ظلم لا يحل الا من خلال نضال البشر لوقفه وانهاءه. سكينة محمدي هي مثال لما يختزنه الاسلام للنساء والبشر من وحشية ودونية. ان الرجم بالحجارة هو تطبيق الاسلام كماهو ونحن نرى الاشكال الاكثر تفاهة منه وهو مقولات الشيخ في المقابلة التلفزيونية. ان النضال الاجتماعي الواسع هو الحل الوحيد للرد على تلك البربرية. كل المواطنون ومحبو الحرية شاركوا بتلك الاعتراضات. ان شخص سكينة هنا هو رمز وان عدم الاعتراض على اعدام سكينة رجما بالحجارة سيؤدي الى تشجيع تكرار تلك الممارسة البربرية. اما النجاح في ايقاف رجم سكينة محمدي فهو حتما نجاح في ضرب النظام الاسلامي وكشف وحشيته وردعه. انها ايقاف العدوانية والوحشية الاسلامية. ادعو الى المساواة والحرية والانسانية وادعو الى مجتمع تلغى فيه التمايزات الاجتماعية والتراتبيات و يتساوي فيه كل البشر. فقط هكذا مجتمع جدير بالانسان. ان الحل الاني والواقعي لابعاد الدين ووحشيته عن حياة الناس تتمثل برأيي في تشكيل دولة علمانية يفصل فيها الدين عن الدولة ووضع قانون مدني لا علاقة له مطلقا بالشريعة الاسلامية او اي شريعة دينية. في الدولة العلمانية انت حر في ان تصلي او لا تصلي ويصبح الدين مسألة شخصية.

نحو الاشتراكية:

هل معنى فصل الدين عن الدولة ان الرجال سيكونون قادرين على ضرب النساء في البيوت بعيدا عن الدولة ؟

خيال ابراهيم:

كلا. ان معنى فصل الدين عن الدولة يتعلق بابعاد قوانين الدولة عن مصدر التشريع الديني المحقر للمرأة ويحولها بيد المجتمع ومن هنا كلمة القوانين المدنية. ان القوانين يجب ان تبنى على ارادة الناس وعلى اساس المدنية واعلى الموازين الانسانية. ان القوانين ستحرم كليا المس بحرمة جسد الانسان وتحمي النساء بشكل خاص من الرجولية والممارسات الوحشية وتفرض اشد انواع العقوبات ضد من يتجرأ على التطاول على كرامة النساء ومساواتهن كهذا الشيخ او سواه.