منظمات نسوية بعيدة عن المراة ... ودعم حكومي قاصر



ضياء ثابت السراي
2010 / 11 / 14

التوزيع الجغرافي للمنظمات النسوية

تجاوز عدد منظمات المجتمع المدني التي تاسست منذ عام 2004 والى اليوم 8 الاف منظمة ذات توجهات انسانية مختلفة كانت حصة المنظمات والمؤسسات النسوية منها 2400 منظمة ومؤسسة .

توزيعها كان بالشكل التالي :

بغداد 36% ،اقليم كردستان 24%، البصرة 7%، ،نينوى 5%، صلاح الدين3%، النجف 3%،كربلاء3%،ديالى 2%،واسط 1%،ميسان 1%،المثنى 3 منظمات فقط،الناصرية 2%،بابل2%،القادسية 4 منظمات ،الانبار 5 منظمات فقط ،والنسبة المتبقية البالغة 11% فهي مكرر لاسماء منظمات مقرها في بغداد ولديها فروع في المحافظات لذا فانها تعد مكون واحد لايمكن الاخذ به كمنظمة مستقلة .

هذه المؤسسات النسوية الكثيرة ،تتراوح في هويتها مابين اسلامية اي تابعة لاحزاب اسلامية وتزيد نسبتها على 45% ، وغير اسلامية تتبع لديانات اخرىتبلغ نسبتها 20% ،ومؤسسات اخرى غير دينية لاتتبع لمؤسسات اواحزاب دينية 12% ،13% تابعة لمنظمات اجنبية دولية واقليمية ،و10% غير معروفة الانتماء وليس لها نشاطات بارزة يمكن التعرف على هويتها من خلالها .

الواقع والخيال في نشاط المنظمة النسوية

البرامج التي اعدتها تلك المنظمات بحسب وزارة التخطيط وهيئة منظمات المجتمع المدني نسبها متدنية جدا ،مقارنة بالمبالغ التي ادخلت حسابات تلك المنظمات كاموال وسلع وخدمات للعام 2009 كنموذج دراسة، زادت على 1.1 مليار دولار ،لم يتحقق من خلالها فعليا الا 250 الف دولار رصدتها المؤسسات الحكومية في برامج اعلن عنها فعليا وطبقت على ارض الواقع فيما تلاشت المبالغ الاخرى بين نشاطات مبهمة .

شهادات وارقام

مدير مركز مراقبة نشاطات المنظمات النسوية ومنظمات رعاية الطفولة مكتب الجنوب الدكتورة هالة احمد سلطان تؤكد ان نشاطات المنظمات المرصودة من قبل المركز ،لاتتجاوز محيط مراكز المدن فيما تبقى الارياف والاقضية والنواحي والقصبات بعيدة عن ايد الدعم والمساعدة لنساء هن احوج الى المساعدة .

وبحسب الجهاز المركزي للاحصاء فان تقديرات عدد الاناث في العراق يبلغ 14738565 امراة بمختلف الاعمار نسبة المراة التي تسكن بالريف من المجموع الكلي 45% وفي الاقضية والقصبات النائية 14% وفي الارياف القريبة من المدن 20% اما نسبة النساء اللاتي يسكن المدن فهي 21% فقط .

وهذا يؤشر ان مستويات الوصول ل79% من النساء العراقيات لمد يد العون لهن تكاد تكون منعدمة من جانب المنظمات النسوية التي تكتفي بنساء المدن اللاتي هن بحاجة الى المساعدة والرعاية ايضا ... فياترى هل هذا النشاط يوازي الكم الموجود محليا من منظمات نسوية ؟ .

المنظمات النسوية العراقية اربعة اضعافها في فرنسا

اجابة السؤال كانت في مكتب مديرة لجنة رعاية المراة ايمان جمال في البرلمان العراقي . تبين ايمان ان عدد منظمات حقوق المراة في فرنسا لايزيد على 400 منظمة تقوم برعاية اكثر من 1.500 مليون امراة بينما الحكومة العراقية تعجز عن رعاية 100 الف امراة ،الحال ينطبق على المنظمات النسوية البالغ عددها اربعة اضعاف المنظمات النسوية الموجودة في فرنسا .

عجز المنظمات النسوية العراقية وسعي اغلب تلك المنظمات لتحقيق اجندات سياسية وانتخابية ودينية اقرته ايمان جمال ،واكدت ان مسعى المتبقي من المنظمات هو الوصول الى مكاسب شخصية اعلامية تارة ومادية تارة اخرى ،وقلة هي المنظمات النسوية التي تصل الى نساء اقاصي الريف وتطلع على معاناتهن ،والغريب ان حتى مكاتب المنظمات الدولية التي تمتاز بالموضوعية والمصداقية قد فشلت في العراق كما لم تفشل في مكان اخر في العالم ،فتلك منظمة اليونسيف لم يحقق الكادر العراقي التابع لها حتى 10% من نسب الانجاز ،وخلال مراقبة سنة كاملة تبين ان مندوبي وموظفي النظمة يقدمون تقارير تعتمد التخمين والتقدير الشخصي لاحوال المراة العراقية واغلب تقاريرهم التي تعالج واقع ارياف وقرى عراقية كانت تعد في اماكن تجاور مراكز المدن وتقدم على انها في الريف الفلاني او القصبة الفلانية ،والاموال التي تنفق على مشاريع دعم النساء ورعايتهن تتلاشى في سلم الفساد المالي .

الخياطة والتطريز نشاط منظمات رعاية المراة

هدى عباس التي طالها برنامج مساعدة نسوية لاحدى المنظمات قالت انها وللمرة الثانية تدخل برنامج مساعدة تقوده منظمة نسوية يكون النشاط فيه عبارة عن تعليم السيدات الخياطة والتطريز في دار تستاجر وتوضع فيها عدد من الات الخياطة ،هدى تعترض على هذه البرامج التي لاتتقن غيرها المنظمات النسوية ،وتصفها بالغير مجدية ،والغاية منها الدعاية والاعلان فقط ،اذ لم تعد مهنة الخياطة في مجتمعاتنا ذات مردود لابل انها انقرضت في اماكن كثيرة من البلد .

وبالاطلاع على ميزانية احدى المنظمات وهي (منظمة الرهف لرعاية المراة العراقية) نجد انها اقامت اربع برامج لتدريب النساء خلال العام 2009 بكلفة بلغت 30 الف دولار لكل برنامج ،بينما حققت منظمة نسوية اخرى ثمان برامج وبذات المواصفات بمبلغ 10 الاف دولار للبرنامج الواحد ،وهذا مثبت في تقارير المنظمات الخاصة بنشاطاتها الموجودة لدى اللجنة السابقة الذكر ،وبالتالي فان الفارق في المبالغ المنفقة لكلا المنظمتين والماخوذ من منظمة جسر عبر الانسانية الفرنسية يدلل على وجود فساد في التعاملات المالية للمنظمتين بحاجة الى قراءة قانونية من قبل هيئة النزاهة العراقية .

المراة ونكتة الاسناد العشائري

وزارة المراة تقر بان العراق من دول التي تفتقر لبرامج وستراتيجيات ورؤى لرعاية وتطوير المراة العراقية ،ومنذ سنوات خمس وحتى الان لم تتقدم الحكومة او اللجان المختصة ببرنامج عام وشامل طويل او قصير المدى للمراة العراقية عدا عن دائرة رعاية الارامل والمطلقات التابع للرعاية الاجتماعية والذي يعد من البرامج القاصرة التي اخفقت في مواكبة الحاجة النسوية للعيش والتطور والتعلم والرعاية الصحية ،فلم تفلح الدائرة تلك برعاية اكثر من 84 الف امراة بعموم العراقي وبمبالغ زهيدة جدا .

وفي مقارنة تعد نكتة قالت البرلمانية ايمان جمال ان حكومة المالكي انفقت على ملف مجالس الاسناد العشائري لعامي 2008 و2009 ونصف العام الحالي 2010 اكثر من 60 مليار دينار عراقي في الوقت الذي لم تنفق فيه ربع هذا المبلغ على شريحة الارامل والمطلقات العراقيات للسنوات الخمس المنصرمة .