حكومة ذكوريه أم حكومة شراكه وطنيه



علي الشمري
2010 / 11 / 17

((حكومه ذكوريه ام حكومه شراكه وطنيه))
أن المتتبع لاحداث الصراع السياسي على السلطة في العراق,من قبل قيادات وأحزاب تدعي أيمانها بالديمقراطية وألتزامها بالدستور الذي دعى الى المساواة والعدالة دون تمييز بين الجنسين او القومية والدين ,فيجد هناك أنتهاكا صارخا للديمقراطية وحقوق الانسان والمساواة ,من خلال تغيب نصف المجتمع (المرأة)لتقرير مصير تشكيلة الحكومة المقبله.
فعندما دعى البرزاني روؤساء الكتل السياسية الى أجتماع أربيل لم يحضر المؤتمر أي عنصر نسوي وأقتصر الاجتماع على الذكور فقط.ومن ثم أجتماع بغداد كذلك غيبت المرأة العراقية عن الحضور,وهذا يدلل على مدى أنتقاص المرأة ودورها في رسم سياسة البلد المستقبلية من قبل قيادات وروؤساء الكتل السياسية.بماذا فكر المجتمعون وأجمعوا على تهميش دور المرأة العراقية؟؟؟؟لا بد وهناك جملة من الامور ربما قد راودت عقولهم وفضلوا الاجتماع بمفردهم ومنها:
1_ربما قادة الكتل كانت لديهم القناعة التامة بان المرأة هي ناقصة عقل ودين ولا يمكن الجلوس معها لرسم مستقبل العراق السياسي.وانما أعطيت لها مقاعد بالبرلمان وفق نظام الكوتا(صدقة ذكورية )
2-جائز ان يكون قد وضعوا في حساباتهم بانهم في اجتماعاتهم سوف يستخدمون الالفاظ النابيةوالسب والشتم فيما بينهم ,ولا يريدون أن يخدشوا حياء المرأة العراقية بمثل هذه الكلمات.
3_قد يكون ان المرأة لم تستطيع السفر لوحدها بدون محرم أسلامي ,وحين ياتي معها المحرم فسوف يكون عبئا على البرزاني ويكلفه الكثير من المصروفات,
4_أو أن تكون وطنية المرأة العراقية غير معترف بها من قبل الرجل ,وهذا يعرقل مساعي تشكيل حكومة شراكه وطنية.وهناك جانب أخر وهو ان الكثير من البرلمانيات غير محجبات بالزي الاسلامي وهذا مخالف للشريعة والعرف الاجتماعي
5_أن قادة الكتل في أجتماعاتهم كانوا يريدون تقاسم المناصب السيادية والرئاسات الثلاث ,فعند حضور المرأة ربما يصبح منافسا لهم لاقتسام الكعكة العراقية .أم أن سياسة فصل الجنسين المتبعة من قادة أحزاب السلطة الاسلاميين ألقت بظلالها على أجتماعات أربيل.
6_لوأن المراة العراقية تمتلك ميليشات مسلحة على غرار بعض قادة الكتل التي أستخدموها كأدوات ضغط على اطراف سياسية معينة وقاموا باعمال اجرامية وقت المفاوضات من اجل الحصول على مكاسب أكبر على حساب دماء الابرياء, لحصلت على مكاسب أكبر وعلى بعض المناصب السيادية,
أن ثقافة الانا الذكورية التي يتمتع بها الكثير من قادة الكتل تدفعهم الى خرق كل الاعراف الانسانية والقانونية وتحرم اكثر من نصف المجتمع العراقي من تمثيل نفسه,وهذا ان دل على شئ فأنما يدل على انهم لا يؤمنون المساواة ولا يعترفون بالدستور الذي نص على المساواة بين الجنسين,فأين حقوق المرأة التي يتكلمون عنها؟أين العدالة الاجتماعية ؟أين ديمقراطيتهم المؤمنين بها, يتكلمون عن الاغلبية والاقلية والمرأة أكثر من نصف المجتمع العراقي وتهمش بكل بساطه؟؟لماذا لم تمنح المرأة منصب سيادي كالرجل ؟هل هي أقل كفاءة ومقدرة من الرجل؟
لماذا دوما الرجل هو من يتكرم ويعطي بالقطارة الحقوق للمراة ؟ألم تمتلك المراة العراقية بعد الشجاعة اللازمة للمطالبة بحقوقها المغتصبة لانتزاعها من الرجل ؟
أن اللغط السائد بين الاطراف السياسية يتناول موضوع تقاسم السلطات ومعناه تقسيم ثروات البلد بين قادة وليس تشكيل حكومة شراكة وطنية وما يتبقى من فتات موائدهم سوف يترك للمرأة وباقي خلق الله المسحوقين ؟ولماذا لم يضعوا حصة تناسب حجمها وثقلها الاجتماعي ,بل جعلوا نصيبها من الترميل وتربية الاطفال اليتامى فقط.