الكوتة وسنينها .. والتعددية الحزبية



نبيل عواد المزيني
2010 / 11 / 27

في جنوب سيناء عادة مايسبب موسم الانتخابات بعض الانقسامات والتكتلات بين القبائل ، ثم ماتلبس ان تعود الامور الي طبيعتها بعد ان يعقد الحزب الوطني لقاء مع المستبعدين واسترضائهم لحشد الدعم لمرشحي الحزب المختارين ، وقد حدث هذا علي سبيل المثال في انتخابات الشوري الماضية بعد ان غضب المستبعدون من الترشيح فقام الحزب برئاسة امينة المهندس سالم سمحان بعقد اجتماع بحضور المحافظ اللواء شوشة مع المستبعدين آن ذاك ونجح في حشد الدعم لمرشح الحزب في ذلك الوقت وكان النائب ابوصبيح .

ولاكن في انتخابات مجلس الشعب الجارية الان الامر يختلف تماما ، والسبب "الكوتة وسنينها" علي حد قول احد شيوخ مزينة طلب عدم ذكر اسمة ، فرغم محاولات الحزب الوطني لم شمل اعضائة وحشد الدعم لمرشحية بعقد اجتماعة المعتاد مع المستبعدين، إلا ان الاجواء الانتخابية لازالت تبدو ملبدة بالغيوم والانقسمات والتكتلات، والتي قد تؤثر بصورة جوهرية ليس علي نتائج الانتخابات الجارية فحسب بل علي التركيبة الحزبية السياسية في محافظة جنوب سيناء كما سنري لاحقا في هذا المقال .

فبعد ان طالب ربع اولاد علي من قبيلة المزينة باستقالة امين الحزب الوطني بجنوب سيناء السيد سالم سمحان في أعقاب استبعاد مرشحتهم المحامية فضية سالم ، والتي قامت بتقديم شكوي الي الامانة العامة بالحزب الوطني بالقاهرة وتهديد البعض بتقديم استقالتهم من الحزب ، حاول الحزب ترطيب الاجواء عن طريق عقد اجتماعة المعتاد مع المستبعدين والذي من المعتاد ان يحضرة معظم المستبعدون إن لم يكن كلهم (لأن الاجتماع عقد في الاساس لسترضائهم) ، لاكن هذة المرة وبسبب "الكوتة وسنينها" لم يحضر اجتماع الحزب إلا القليل جدا ، وقد اعتذرت المستبعدة فضية سالم بحجة سفرها الي القاهرة ، وقال سالم سمحان أمين الحزب الوطنى، في هذا الاجتماع إنه سوف يتم تعويض المستبعدين بمناصب تنظيمية بالحزب الوطنى وترشيحات فى انتخابات أخرى مقبلة وطالبهم بمساندة مرشحى الوطنى .

يضاف الي تداعيات استبعاد المحامية فضية سالم ايضا ، تهديد ربع اولاد علي بحشد الدعم والتصويت للمرشحة المستقلة علي مقعد الكوتة فئات صباح سالم رزق وهي بنت قبيلة المزينة من ربع الشذاذنة ، والمنافسة لمرشحة الحزب الوطني مني سالم ، ولهذا كانت هناك محاولات لتهدئة الخواطر من جانب مرشحي الحزب لكسب الاصوات وحشد الدعم القبلي، فقد قامت المرشحة علي قوائم الوطني الكوتة فئات الاعلامية مني سالم عودة بالاتصال بعائلة المستبعدة من علي نفس المقعد فضية سالم عبيدالله بمناسبة عيد الاضحي " لتهنئتها بالعيد ليس طمعا في الأصوات الانتخابية بل لإزالة اى خلاف نتج عن المعركة الانتخابية" علي حد قول المذيعة مني سالم ، وأوضحت مني سالم بأن الحزب قام بترشيحها لأنها حصلت على أكثر الأصوات في المجمع الانتخابي بعدد 179 صوت مقابل 147 صوت للمرشحة الثانية تاج عبدالحكيم بينما حصلت فضية سالم على 70 صوتا فقط ، ونفت مني سالم اى تدخل لأمين الوطني السيد سالم سمحان في ترشيحها علي اساس صلة القرابة بينهما.

وما كادت الاجواء الانتخابية في جنوب سيناء ان تهدئ وتخبوا الاصوات المنادية باستقالة أمين الحزب سالم سمحان ، حتي عادت من جديد بسبب "الكوتة وسنينها" وذلك بعد ان تقدمت ربيعة صبحي حسين مرعى بنت قبيلة القرارشة وأمينة المرأة بوادي طور سيناء باستقالتها من الوطني هي و40 عضو وعضوه متضامنين معها احتجاجا علي استبعادها من الترشيحات علي قوائم الوطني في انتخابات "الكوته" ، واتهمت مرعي الحزب الوطني بعدم الشفافية وشككت في نتائج المجمع الانتخابي وطالبت بإقالة أمين الوطني سالم سمحان ، وكان الحزب الوطني قد رفض رد مبلغ ٥ الاف جنية قيمة التبرع للمستبعدة ربيعة حسين مرعي بالإضافة الي تعرضها لخسائر قٌدرت بـ٥٠ الف جنية تم انفاقها علي حملتها الانتخابية قبل الاستبعاد .

ورغم انها ليست المرة الاولي التي يستقيل فيها اعضاء الحزب بجنوب سيناء اعتراضا علي استبعاد احد الطامحين فقد حدث هذا ايضا في اعقاب استبعاد فضية سالم عبيد الله ، إلا ان هذة المرة اخذت السيدة ربيعة حسين مرعي منحي جديدا ، عندما هددت بالانضمام لحزب الوفد هي و1500 عضو وعضوة من الوطني وأشارت أنها تستعد لمقابلة السيد البدوي رئيس حزب الوفد وإنشاء مقر لحزب الوفد في جنوب سيناء ، حيث أنها المحافظة الوحيدة التي لم يدخلها حزب الوفد حتي الان.

فهل تكون المرأة السيناوية هي السبب في خروج محافظة جنوب سيناء من دائرة الحزب الواحد ودخولها في دائرة التعددية الحزبية ؟ هل تنجح المرأة السيناوية فيما لم ينجح فية الرجال حتي الان بسبب "الكوتة وسنينها" .. هذا ماستجيب عنة انتخابات الشوري القادمة .

نبيل عواد المزيني
باحث وكاتب سيناوي
الولايات المتحدة الامريكية
www.elmozainy.com