مقال _ فعل الشرف الحق...!؟



ملداء نصره
2010 / 12 / 1


العالم ينهض من حولنا ويسابق الزمن باتجاه المزيد من التقدم والتطور في حين أن المجتمع السوري لا يزال غارقاً في أوحال العادات والأعراف القبلية الموروثة فالعديد من الجرائم لا تزال تحدث كل يوم تحت راية الشرف المتوهم و على إيقاع الزغاريد ولم لا والقتلة سيخرجون من المحاكم بأقل الخسائر بعد أن كانوا غسلوا ( عارهم ) وجففوا أيديهم بمناديل قوانين العقوبات كالمادة / 192 / من قانون العقوبات السوري ومعظم المواد المتعلقة بالمرأة في قانون الأحوال الشخصية فإلى أين تسير شعوبنا وهي تتظلل بمثل هذه القوانين الآثمة بل إلى أية هاوية تنحدر...؟
أختي.. ابنتي .. زوجتي دنست ( شرف ) العائلة وكان لا بد من استعادته وهذا لا يكون إلا بفعل الشرف وغسل ( العار ) هذا ما يقوله القاتل في المحاكم السورية لا أكثر ولا أقل..! لا ريب في أن هذه الجرائم التي تملاً أخبارها صفحات الحوادث في الصحف والمواقع الإعلامية والكثير منها يبقى طي الكتمان تكشف عن مدى تسِّيد ثقافة القرون الغابرة بما هي ثقافة ذكورية خالصة بالرغم من كل البرامج والشعارات التي أتحفتنا بها أنظمة وأحزاب ما بعد الاستقلال ومعروفٌ أنها أنظمة وأحزاب ( تأرنبت ) في ميادين الشرف الوطني ـ مع حبنا للأرانب ـ وهي لا تزال تتأرنب...!؟ إن محو المادة / 192 / من قانون العقوبات والمرسوم / 37 / لعام 2009 وإعادة النظر جذرياً بكافة المواد الناظمة لشئون المرأة من مولدها إلى موتها في قانون الأحوال الشخصية هو بحق فعل الشرف المستعجل المطلوب من ذكور هذه الأيام ويا لهم من ذكور لا يعيبهم فعل العيب ولا ثقافة الانحطاط الذكوري فلا تشغلهم مثل هذه القضايا ( الثانوية )...!؟
أين النخب المنصرفة إلى الجدل السياسي العقيم كما يبدو للناظرين أين هم من هذه المعضلة الكبرى..؟ كيف يمكن مثلاً تصور أن تكون هناك انتخابات شعبية ديمقراطية صرعنا بها النخبويون هؤلاء وهم ساكتون عن حقيقة أن الوطن هو وطنهم وحدهم بما هو وطن الذكور حصراً وذلك بمعايير الثقافة السائدة التي لا يخدشونها إكراماً للحلفاء الإسلاميين بمختلف تلاوينهم...!؟ لكن عن أية صناديق ديمقراطية شعبية نتحدث ونحن رأينا حقيقة صناديق النخب إياها فمن لا يعرف ما حدث إبان الانتخابات الأولى لإعلان دمشق وما حدث في انتخابات الإعلان المهاجر مؤخراً وما حدث ويحدث في كافة الأحزاب السياسية منذ وجدت وإلى يوم أصبحت فيه الديموقراطية علكة لمضغ الكلام وحسب...!؟