حالة المرآة اليوم في العراق :



خالد ممدوح العزي
2010 / 12 / 13

حالة المرآة اليوم في العراق :
المرآة ضحية الحرب الخفية :
تعتبر النساء في العراق الضحية الأولى لانتهاكات حقوق الإنسان في ظل تركيز الرأي العام العالمي على الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي .
مما شجع الحكومة الهولندية على استحدثت جائزة جديدة لحقوق المرأة، أطلقت عليها جائزة 1325، تماشياً مع قرار الأمم المتحدة الذي يدعم الدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل في مناطق الحروب والنزاعات، والذي يركز على ضرورة تبوئها موقعاً سياسياً مهماً بهدف دعم تأثيرها على المجتمع ومحاولة كسب الأخير لصالح حقوق المرأة.
ظاهرة الأرامل في العراق :
تعتبر ظاهرة الأرامل في العراق قنبلة اجتماعية موقوتة وواقع مخيف ومصير مجهول،نظرا لتزايد هذه الحالة التي تعم بقاع الوطن العراقي بسبب حالة الحرب والنزف التي يتعرض لها الشعب العراقي وتصيب العنصر الشاب منه ،طبعا هذه حالة الدنيا كلها الرجال تقاتل وتقتل والنساء تتحمل الأعباء في تربية العائلة المتروكة ،فإذا جلت في إنحاء المدن العراقية ما يلفت نظرك هو كثرة المتسولين وخاصة من النساء ذات الأعمار المختلفة،لان أرامل العراق بلا عون أو سند هذا ما تفيد به اغلب المنظمات المهتمة بشؤون المرأة وحقوق الإنسان في العراق، وما يظهره الواقع المرير لهن خصوصا وان الكثير منهن فضلن التسول على الرقص في ملاهي دول الجوار حيث يباع هناك الغالي برخص التراب. حيث تقوم جمعية تعنى بشؤون المرأة برعايتها.وتنأى الحكومة العراقية من خلال وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن تحديد نسبة الأرامل وكذلك الأيتام في العراق، في وقت أكدت دراسة أجرتها الأمم المتحدة ومراكز أبحاث أخرى أن عدد الأرامل في العراق قد بلغ مليوني أرملة.
استغلال المرأة العراقية :
تشير إحدى الدراسات التي تهتم بشؤون المرآة العراقية والتي تشير حرفيا:" بان أكثر 20 فتاة عراقية يتم استغلالهن جنسياً كل يوم لمصلحة عصابات الرقيق الأبيض، التي كانت تهددهن بالقتل. الدراسة التي تقوم على وصف مشكلة الأرملة،بوصف جيدا، وتعطي نموذج حقيقي لما تعانيه الأرامل في العراق في ظل صراع خفي يتم جني الإرباح الهائلة من وراء هذه التجارة،وتضيف الدراسة، بأن الأرامل العراقيات يواجهن واقعا مترديا ومخيفا وهن قنبلة اجتماعية موقوتة، وواقعهن مخيف، ومصيرهن مجهول، وهن بحاجة إلى ضمان حقوقهن حتى لا يقعن فريسة سهلة لضعاف النفوس التي تجنى أموالا كثيرة على تعاستهن ، ولكن مع الأسف فان مجتمعنا العربي بشكل عام لايزال ينظر إلى الأرملة أو المطلقة نظرات شك مريبة،وتشير الدراسة إلى مسؤولية التي يجب أن تتحملها أمام هذه الشريحة لذا يتوجب على مؤسساتها أن تضع في أولوياتها توفير فرص عمل للنساء الأرامل لاسيما اللواتي لا يحملن شهادات جامعية الأمر الذي سيوفر لهن حياة شريفة ويبعدهن عن الوقوع في دهاليز الخطيئة وخصوصا إذا ما وصلن إلى مرحلة متقدمة من اليأس .وأوضحت الدراسة "أثناء معينة حثيه للكثير من النساء الأرامل حالات عصية جدا حيث وصلت حالات إلى مرحلة اليأس والتفكير بالانتحار،لاسيما تلك التي لم تجد دعما اسريا سواء كان معنويا وماديا يساعدها على مواجهة الحياة القاسية وتحمل "نفقتها ونفقة أطفالها ورفضهن الاستمرار بأي عمل غير شريف ".
الكثير من الأرامل والمطلقات شابّات:
في تقرير صحافي لوكالة رويترز ، يتم الإشارة فيه " بأن لا احد في العراق قادر على إعطاء رقم دقيق لعدد الأرامل اللواتي أصبحن بلا معيل خلال العهد للنظام السابق ، وخلال الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت من عام 1980 وحتى 1988، وحرب الخليج عام 1991، والعنف الطائفي الذي عصف بالعراق منذ الغزو الأمريكي له عام 2003 وحتى تاريخ هذا العام 2010 ". وبناءا إلى معلومات من قبل مكتب النائب في البرلمان العراقي "سميرة الموسوي" رئيسة لجنة المرأة بالبرلمان، واستنادا إلى أرقام وزارة التخطيط التي تعود إلى منتصف عام 2007، فإن عدد المطلقات والأرامل في العراق اقترب من مليون امرأة، من مجموع 8,5 مليون امرأة في العراق تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشرة والثمانين من العمر. لكن "نرمين عثمان" وزيرة شؤون المرأة تضع رقما اكبر بكثير ،وتقر بوجود أكثر من مليوني أرملة ومطلقة، في بلد يقدر عدد سكانه، اليوم حسب آخر الأرقام، بنحو 30 مليون نسمة. والملفت للنظر في ظل الحالة الآنية التي يعيشها العراق وشعبه، فان عدد الأرامل في تزايد مستمر، ووضعهن بات مثل قنبلة موقوتة،وخصوصا إن الكثير منهن ما زلن يافعات وشابات وهن حبيسات البيوت،ومهما كان الرقم المطروح لعدد الأرامل العراقيات،فان النساء اللواتي فقدن معيلهن الرجل منذ غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة، تشكل هذه الحالة ارتفاعا متزايد من الحرمان وعدم القدرة على إعالة أنفسهن و أطفالهن.
المرأة في رزنامت المستقبل :
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم في العراق في ظل هذه الحالة السيئة التي تعصف بالعراق وبشعبه، ما الذي يمكن فعله للأرامل... كي لا تتفشى ظاهرة الأرامل السود في البلد والتحكم بمستقبل العراق من خلال إغرائهن ،كما عمت هذه الظاهرة في وسط النساء الشيشانيات،اللواتي أضحوا يتحكمن في الوضع الروسي، والذي كان أخرها تفجير مترو الإنفاق في نيسان الماضي من هذا العام . وكي تتضاءل فرص الإغراء أمام المرأة العراقية التي تعيش بمفردها والقيام بدور اقتصادي معين، وحتى تضطر كثير من النساء ولاسيما في المناطق الفقيرة للبقاء بالمنزل استجابة لطلب العائلات المسلمة والمحافظة، بدلا من الخروج للعمل لدعم أنفسهن ماليا، لذا بات من الضرورة إيجاد خطة منظمة شاملة لهذه القضية التي يجب أن تشرف عليها الحكومة العراقية ووزارة الشؤون الاجتماعية، من اجل دعمهن ،ماليا ،من خلال خلق فرص عمل تقطع الطريق أمام كل محاولة الإغراء التي تضعف النفوس،
وهنا لبد من التشدد على تصريح وزيرة المرأة في العراق " نرمين عثمان لوكالة رويترز، بان عدد "الأرامل" يتزايد يوما بعد يوم، وأصبحن قنبلة موقوتة، وخاصة لان العديد منهن مازلن صغار السن، ووجودهن في المنازل يجعلهن سجناء. لكن النائب سميرة الموسوي تطرح فكرة الاهتمام بأوضاع الأرامل مؤكدة فكرتها "من باب السخرية المنطقية" انه إثناء حكم صدام كانت الأرامل تحصل على رواتب شهرية، وعلى ارض وسيارة، مما ساعد على استرضاء كثيرات رغم وحشية صدام، وكان يعطي مكافأة أيضا لإفراد الجيش الذين يتزوجون من أرامل. ولكن هذا الإجراء توقف بعد الإطاحة بنظام صدام واحتلال الوطن العراقي ، والموسوي تشير بأن" من بين أرامل العراق يحصل 84 إلف أرملة فقط على دعم حكومي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يتراوح بين 50 إلف و120 إلف دينار عراقي (40 - 95 دولارا) شهريا. أمام هذا الاستعراض المخيف والمفجع لأحوال الأرامل بشكل عام والى المشاكل الكثيرة، التي تعني منها المرأة العراقية والحالة التي وصلت إليها نساء العراق ، إلا أن نتذكر خطاب بوش الشهير بعد غزو العراق عام 2003 مباشرة والذي اخص المرأة العراقية بجملة مميزة "اليوم أصبحت المرأة العراقية حرة ".
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي ،ومختص بالإعلام السياسي والدعاية