دور المرأة في الحركة اليسارية المصرية والعمل العام



سماح عادل
2004 / 9 / 27

صباح الخير على الورد إلى فتح
في جناين مصر
صباح العندليب يشدى
بألحان السبوع يامصر
صباح الداية واللفة
ورش الملح في الزفة
صباح يطلع بأعلامنا
من القلعة لباب النصر

من اوراق جريدة الانباء الثقافية العالمية
سماح عادل ترصد دور المرأة في الحركة اليسارية المصرية والعمل العام
الظابط ضرب العسكري قام العسكري ضارب مراته
" أن العديد من الثوريين يعجزون حتى بعد أن يصبحوا اشتراكيين عن التخلص من ازدارئهم للنساء "
فريدة النقاش: من غيرالانساني أن احكم على الرجل الماركسي بمعزل عن مجتمعه وظروفه التي يعيش فيها00
بهيجة حسين: النظام الناصري لم يضطهد المرأة بصفتها أنثى ولكن اضطهد المناضلة لان النظام اعتقد أنها تصارعه على السلطة00
فاطمة ربيع: تعرضت لاضطهاد من قبل قوات الشرطة فقد امتهنت بدنيا إلى حد وصل إلى السحل وتمزيق الملابس عند الجامعة عام 1986
احمد سيف الإسلام حمد: نجد وسط اليساريين تعاملات تقيد المرأة وتراها جسد أو سلعة أو موضع لممارسة الجنس
لبيبة النجار: بعد سنوات قليلة سوف لا أستطيع أن أسير في الشارع بدون حجاب000
قال انجلز في كتابه أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة أن " مساهمة المرأة في العمل المأجور هو نقطة انطلاق وشرط التحرر السياسي والقانوني والجنسي للمرأة "0كما قالت الكسندرا كولونتاي عن دور المرأة العاملة في الصراع الطبقي " في عصر الشيوعية البدائية كانت القبيلة تكن الاحترام للنساء لأنهن كن من جهة أولى يؤدين دورا إنتاجيا أساسيا وينجبن من جهة ثانية الأطفال فيضمن البقاء للقبيلة. لكن عندما أضحى الرجال يقومون بكامل الأعمال الإنتاجية ما عاد المجتمع يرى من مبرر لاعتبار المرأة متساوية للرجل وان كانت قد بقيت تنجب الأولاد 00إن الرؤيا الاشتراكية لقضية المرأة هي ضرورة تنظيم النساء ونضالهن من أجل تحقيق مكاسب جزئية تساهم في انخراط أوسع للنساء في النضال التحرري للطبقة العاملة فقد قالت اليانور ابنة ماركس : " على الطبقات الرازحة تحت الاضطهاد وعلى النساء وعلى منتجي الخيرات أن يفهموا أن انعتاقهم لن يتأتى إلا من جهودهم بالذات وسوف تجد النساء حلفاء لهن من بين ذوي القدر والشأن من الرجال مثلما ستجد الشغيلة حلفاء لها في شخص الفلاسفة والفنانين والشعراء فليس للنساء أن يأملن شيئا من الرجال كفئة كما ليس للعمال أن يأملوا شيئا من الطبقة المتوسطة كطبقة".وتقدم شيلا رويتهام صاحبة كتاب " الثورة وتحرر المرأة " تحليلا لعلاقة وعي ونضال النساء بالوعي وبالنضال الطبقيين حيث تقول " أن تكون للنساء حركتهن الخاصة بهن شيء وأن يقطعن جميع صلاتهن السياسية بسائر الحركات القائمة شيء آخر ولعل هذا الشكل الأخير من الانعزالية النسوية يغري ببساطته فهو يبدو وكأنه يتيح إمكانية تركيز جهودهن على معركتهن الخاصة وهذه في الحق نظرة طوباوية في غاية السخاء والكرم فالتقدم يعتبر هنا مسيرة طويلة وأحادية الخط نحو هدف بعينه ومثل هذه النظرة تستبعد فكرة حركة حية فاعلة في التاريخ إنها تنسى أن يقظة الوعي لدى بعض الفئات المحددة من جمهرة المضطهدين تكون جزئية ليس إلا. صحيح أن يقظة الوعي تلك يجب أن تتم وأن تتجلى في داخل الحركة لكن لا يمكن تسييسها بالمعنى الثوري إذا لم تسع إلى عقد الاتصال مع تجارب فئات مضطهدة أخرى.أن المرأة تجازف بحبس نفسها بخصوصيتها وانعزاليتها وهذه القاعدة تسري على النساء سريانها على السود أو على الشغيلة"وفي نفس الكتاب تقول " أن العديد من الثوريين يعجزون حتى بعد أن يصيروا اشتراكيين عن التخلص من ازدارئهم للنساء ". وكانت تلك المعضلات الكبيرة التي لم يتوفر لها حل.وفي هذا الصدد يقول بيبل " ثمة اشتراكيون يعارضون انعتاق المرأة بمثل الشراسة التي تعارض بها الرأسمالية الاشتراكية. أن كل اشتراكي يميز حالة تبعية الشغيل اتجاه الرأسمالي ولا يفهم كيف للآخرين وبالتحديد الرأسماليين رفض التسليم بذلك. لكن هذا الاشتراكي عينه لا يميز في كثير من الأحيان حالة تبعية المرأة تجاه الرجل لان المسألة تمس عن كثب أناه الصغير الخاص ".إن هذا الموقف من حقوق النساء يؤكد أن تحرر النساء لن يتحقق بمجرد قيام ثورة كما تقول رويتهام بل هو سيرورة انعتاق طويلة الأمد00 تقول فتحية العسال: بقدر ما أسهمت المرأة في الحركة الوطنية منذ نشأتها فان المساحة التي تركت لها في مجال السياسة كانت محدودة للغاية 0 وحتى بعد ثورة 1919 التي أسهمت المرأة خلالها بجهد نشط سواء بالمظاهرات أو في مجال العمل السري الذي خطط لـه قادة الثورة، فان المرأة استبعدت من كافة التشكيلات القيادية الحزبية وظلت المرأة تسهم في الحقل الاجتماعي بنشاط واسع ربما لتعوض عزلتها السياسية، وقد كانت عزلة حقيقية برغم وجود بعض التكوينات مثل " لجنة السيدات الوفديات " و " لجنة السيدات السعديات " ومساحة من الإسهامات الفردية سواء في صفوف الحركة اليسارية أو في صفوف الأخوان 0 وفي 1950 ومع تفجر الحركة الوطنية عقب إلغاء معاهدة 1936، زادت مجموعة من السيدات نشاطهن لتأسيس حزب " بنت النيل " لكنه لم يترك أثراً ذا قيمة في الحياة الحزبية 0كما أسهمت المرأة بشكل أو بآخر في تنظيمات ثورة يوليو ابتداء من هيئة التحرير وحتى الاتحاد الإشتراكى 00 لكن هذا الإسهام ظل محدوداً 00 صحيح شهدت مصر أول وزيرة 00 وأول مجموعة من النائبات في مجلس الأمة 00 لكن ما من امرأة واحدة في القيادة 00 فأبدا لم تضم اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الإشتراكى أي سيدة 0 وإذا أتينا إلى الوضع الراهن نلاحظ أن العشرين سنة الأخيرة شهدت تقدما محدودا 00 فقد صدرت عدة تشريعات رفعت قدرا من الظلم المتراكم والمنحاز ضد المرأة 00 كذلك نجحت المرأة في أن تجتاز معركة انتخابات مجلس الشعب بنجاح ( وان كانت هناك تجارب ناجحة في الزمن الناصري ) وزاد عدد ممثلات المرأة في الوزارة وفي مجلس الشورى، كما شملت التعيينات في مجلس الشعب عددا أزيد من النساء ولكنه محدود بمحدودية الأعضاء العشرة المنوط تعيينهم بالسيد رئيس الجمهورية كما أن المجلس القومي للمرأة يقدم الآن حافزا مهما لتزايد النشاط السياسي والتشريعي والاجتماعي للمرأة 0 ولكن الأمر لم يزل محددا 00 بل ومحدودا جدا 0 فمراجعة الأرقام سواء نسبة تعداد النساء عامة أو تعداد النساء المشتغلات أو تعداد الطالبات تكشف لنا عن تفوق مبهر للمرأة، وهو تفوق يتزايد باستمرار 00 لكن المشاركة السياسية لم تزل محدودة 0والسؤال لماذا ؟ - أولا يجب أن نقرر أنه برغم التعددية الحزبية ( 16 حزبا جمد نشاط 5 منها ) وبرغم مضى 25 عاما على بدايتها إلا أنها لم تزل محدودة النشاط وخاصة في مجال العمل الجماهيري، ويسرى ذلك على جميع الأحزاب بلا استثناء 0 - وذلك بفعل عوامل تاريخية ( محدودية فترة التعددية الحزبية ) وعوامل تشريعية ( مجموعة القوانين المتعلقة بإنشاء الأحزاب وأساليب حركتها ) وانصراف أعداد كبيرة من الأجيال الشابة عن المشاركة السياسية وبروز وسائل جديدة للنشاط والتخاطب مع الرأي العام ( الانترنت ) ووجود مصادر جديدة للمعرفة السياسية، ومعرفة مجريات الأمور في مصر والعالم ( الفضائيات والانترنت ) كذلك فان هناك مجموعة من القوانين والممارسات الإدارية المقيدة للحريات والتي تعوق وجود تواصل حقيقي بين الأحزاب والجماهير وغير ذلك من العوامل - ومن ثم فان محدودية النشاط الجماهيري للأحزاب ( كل الأحزاب ) ينعكس بالضرورة على الاقتراب من عمق المجتمع حيث توجد المرأة العاملة 00 وحيث يوجد المخزون الإستراتيجي الذي لم يستثمر بعد للنشاط السياسي النسائي 0 - كما أن هناك عوامل اقتصادية واجتماعية وأخرى متعلقة بالعرف والتقاليد لم تزل تعوق المشاركة النسائية في العمل الحزبي 0فالمرأة العاملة ( تعمل 6 – 7 ساعات يوميا) وتعمل ساعات مماثلة في المنزل وفي رعاية الأطفال ومتابعة دروسهم 00 من الصعب عليها أن تجد مساحة ولو محدودة من وقت للعمل السياسي 0وكذلك هناك موجة التطرف المعادى للفهم الصحيح للإسلام، والتي تحاول أن تحاصر المرأة وان تمنعها من حقوقها الأصلية التي كفلها لها الإسلام كحقها في العمل وحقها في التعليم 00 الخ، وكذلك المواثيق والاتفاقيات التي تحمى حقوق الإنسان والمرأة والطفل 0 ومن هنا فان المشاركة السياسية للمرأة تصبح محدودة 00 برغم ذلك فإنها تحاول جاهدة مستندة إلى معطيات إيجابية تحققت في الفترة الأخيرة 00 أن تحتل مساحة في العمل السياسي، وفي الانتخابات النيابية الأخيرة 00 خاضت المرأة معارك شجاعة وصعبة في عدد من الدوائر وحققت نجاحا في بعضها وحتى من لم تحقق نجاحا فقد حققن عملا جماهيريا متميزا تقول فريدة النقاش: كان دور المرأة في الحركة الشيوعية المصرية مميزا ومؤثرا خاصة في الاربعينات فقد تميزت حركة الاربعينات بإبراز قيادات نسائية سواء في الجامعة أو الحياة العامة فكانت الأستاذة لطيفة الزيات عضوا في اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال وكانت ممثلة للشيوعيين وكانت فاطمة زكي أول رئيسة اتحاد طلبة وأول رئيسة لاتحاد النساء التقدمي وواحدة من فتاتين باللجنة التنفيذية للطلبة والعمال وهناك عشرات النساء اللاتي شاركن في تأسيس واستمرار وعمل الحركة الشيوعية مثل ثريا ادهم وثريا حبشي وعنايات ادهم وليلى الشال وانجي أفلاطون وعلى مستوى الحركة العمالية كانت مناضلات كثيرات مثل عايدة فهمي أول عاملة نقابية مصرية وزينات رزق فهن مناضلات نقابيات في صفوف الحركة العمالية عملن لأجل النساء العاملات ولأجل انتصار الطبقة العاملة ككل وقدمن برامج تفصيلية لتطوير أوضاع النساء في المجتمع المصري وعلى مستوى الفن التشكيلي والعمل في أوساط المثقفين كانت انجي أفلاطون واحدة من اكبر الفنانات التشكيليات وقد كان هناك مشروع متحف تقوم به وزارة الثقافة بمساعدة عائلتها ولا اعلم مصيره الآن هذا بالإضافة إلى مئات من الأسماء المجهولة من المناضلات في صفوف الحركة النقابية والعمالية والحركة الفلاحية مثل شاهندة مقلد التي استشهد زوجها في المعركة ضد الإقطاع وقادت حركة الفلاحين في كمشيش محافظة المنوفية وفي مرحلة الستينات ورغم الاضطهاد الذي تعرضت له الحركة الماركسية المصرية كان للمرأة دورا هاما حتى انه في ظل الحملة التي شنها النظام الناصري واعتقال قيادات الحركة عام 1959 كان هناك عدد كبير من النساء المصريات الماركسيات دخلن السجون وقضين 4 أو 5 سنوات منهن انجي أفلاطون وثريا ادهم وعنايات ادهم وثريا حبشي ولطيفة الزيات وليلى الشال وتعرضن للتعذيب البدني وغير البدني فقد منعن من الزيارة وتعرضن لاعتقال منفرد حتى أن هناك مجموعة من الفتيات جررن من شعورهن لأنهن اضربن عن الطعام مطالبة بزيارة أسرهن وكان من بينهن أمهات يردن رؤية أولادهن هذه الاعتقالات الواسعة في صفوف النساء الماركسيات اكبر دليل على أهمية دورهن داخل الحركة وبالنسبة لأسلوب التعامل داخل المنظمات الماركسية نفسها يمكن أن أقول أن أية منظمة سواء ماركسية أو غير ماركسية هي بنت هذا المجتمع الذي يمتليء بالتمييز ضد المرأة والنظرة الدونية لها لكن أستطيع أن أقول أن النساء داخل المنظمات الماركسية كن يعاملن على قدم المساواة واعتقلن شأنهن شأن الرجال لقد كانت معاملة الرجال الماركسيين لهم معاملة مختلفة عن تلك القائمة في المجتمع وان شابتها بعض مظاهر التناقضات التي يعرفها المجتمع وعلى مستوى التصعيد في المناصب القيادية داخل المنظمات سمح للمرأة بذلك فقد كانت انجى أفلاطون عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري وقد صعدت إلى هذا المنصب بالانتخاب ولكي أن تتخيلي صعوبة الانتخاب في ظل منظمة سرية وحول مقولة أن الرجال ورغم أنهم قد يعتنقون الأفكار الاشتراكية إلا أنهم يحتفظون بازدرائهم للمرأة أقول انه بالقطع الأفكار تغير من الناس في السلوك وفي الذهنية والرجال الماركسيين في تحولهم الفكري لا شك يناضلون كي تتوافق سلوكياتهم مع أفكارهم التقدمية وعلينا نحن النساء اليساريات أن نتفهم ذلك ونتفهم الإطار العام من الظروف التاريخية الاجتماعية الاقتصادية التي تضطهد النساء والتي لم تتغير هذه الظروف تضغط على الرجال الماركسيين كما تضغط على النساء الماركسيات وحول رأي أروى صالح في كتابها المبتسرون من أن المثقفين السبعينيين كانوا يعاملون المرأة مثلما كان يعاملها المجتمع بل وكانوا يضطهدونها أيضا أو يستغلونها أقول أن نظرتها هذه سطحية رأت الموضوع من جانب واحد ولم تضع المسألة في الإطار الاجتماعي لها وقد كتبت عن كتابها هذا مقال كبير في كتابي حدائق النساء وأنا لا أخفى انه كانت هناك تناقضات في التعامل داخل المنظمات وخصوصا في حركة السبعينات لكنى عند الحديث عن مجمل التصور لهذه المعاملات أقول أنها كانت تسير على قدم المساواة وبمناسبة جيل السبعينات هناك شهادات لأناس من هذا الجيل تحدثت عن العلاقات بين الرجال والنساء في أنها كانت في منتهى الصحة حيث عاش بعض الرفاق من النساء والرجال في شقق معا نتيجة لاحتياجات التخفي وللملاحقات المستمرة ولم تحدث أية تجاوزات في العلاقات وبخصوص هذه الفكرة أقول انه من غيرالانساني أن احكم على الرجل الماركسي بمعزل عن مجتمعه وظروفه التي يعيش فيها وبالنسبة لقضية المرأة فان الحركة الماركسية المصرية نظرت لها دائما في سياق تحرير المجتمع ككل فقضية تحرير المرأة هي قضية تحرير مزدوج تحرر من الصورة الدونية التي يكرسها المجتمع للمرأة وتحرر من الاستغلال الاقتصادي لها وللرجل أيضا هاتين المعركتين ليستا موجهتين ضد الرجال وهذا طبعا يختلف عن رؤية النسوية لقضية تحرر المرأة فنحن ننظر في القضية في إطارها الاجتماعي الاقتصادي التاريخي أما الحركات النسوية فهي حركات تعتمد في فكرها على الفلسفة المثالية الوضعية التي تتعامل مع الأمور كثنائيات متناقضة وبالنسبة لنوال السعداوي ليس صحيحا أنها تحولت عن الماركسية للنسوية لأنها لم تقل أبدا أن صراع المرأة ضد الرجل صراع ثنائي وإنما تحدثت دوما عن الصراع الطبقي وتناقضات المجتمع التي يتعرض لها الرجل والمرأة معا وان هذا التناقض يقع على المرأة بشكل مختلف عن وقوعه على الرجل شكل مضاعف فكتاب نوال الرجل والجنس تتناول فيه كل هذه الأفكار وهي في كتابها نظرت للرجل كضحية هو أيضا للرأسمالية والمجتمع الطبقي وبخصوص أنها في رواياتها تتناول الرجل والمرأة بشكل منعزل عن الخلفية الاجتماعية والسياسية وتتناولهم كضدين أقول أن أفكارها واضحة جدا في كتاباتها النظرية لكن في الأدب والفن ينزاح الكاتب دوما لفكرة مطلقة أما حول آلية التعامل مع الطبقة العاملة فالمرأة اليسارية كمناضل ماركسي كان من صميم أدائه أن يتشابك مع حركة العمال والفلاحين والمرأة اليسارية كانت توكل لها أعمال تحتك فيها بالعمال والفلاحين وتتفاعل معهم ولا أنكر أن هذه الفئات كانت تتعامل مع المناضلات على أنهن سيدات لأننا نكون واهمين إذا تخيلنا أن اعتناقنا للأفكار التقدمية وتمثلنا لها يعني أننا تغيرنا على مستوى المجتمع فالمجتمع كما هو ولا نستطيع أن نفرض سلوكياتنا عليهم بهذه السهولة لكن لم يمنع ذلك المنظمات اليسارية من أن توكل للمناضلات أعمال تحتك فيها مباشرة مع العمال والفلاحين وتبقى فكرة الفروق الفردية لكل مناضلة في طريقة تعاملها معهم وفرض شخصيتها وذاتها فعلى مستوى تجربتي الشخصية في حزب التجمع كنا نتعامل مع زملاء رجال فلاحين وعمال بروح زمالة عالية لكن ربما إذا تأملنا العمل داخل المنظمات السرية تبرز مثل هذه المشكلات أكثر منها في العمل العلني لكني أعود واضرب مثل على روح المساواة في التعامل فقد تخفت شاهندة مقلد لمدة عام كامل وكانت أثناء تخفيها تقوم بأعمال نضالية وهذا يعكس انها كانت تعامل معاملة مختلفة عن ما هو سائد في المجتمع لأنها إذا لم تكن كذلك لما استمرت لمدة عام تناضل سرا وتجد من يساندها وأخيرا أقول أن قضية تحرر المرأة لن تحل إلا إذا تغيرت المنظومة المتكاملة لاضطهادها على مستوى المجتمع ككل دعونا نطالب بتحررها أولا اقتصاديا واجتماعيا قبل أن نتسائل عن تحررها في ظل عمل سري أو علني نضالي00 تقول بهيجة حسين الصحفية في جريدة الأهالي وعضو بحزب التجمع واتحاد النساء التقدميات : التاريخ يؤكد أن المرأة لعبت دورا كبيرا في الحركة اليسارية المصرية عموما والماركسية بشكل خاص فمنذ تأسيس أول حزب شيوعي في مصر أوائل العشرينات تواجدت مناضلات عظيمات قدموا الكثير في الحركة وفي الرؤية وطالهم الاعتقال والمطاردة مثلهم في ذلك مثل الرجال واستمر اعتقال المناضلات منذ الاحتلال الإنجليزي والبوليس السياسي مرورا بأيام النظام الناصري وحتى الثمانينات في حركة سبتمبر قبل اغتيال السادات ويحضرني الآن دور انجي أفلاطون ووجودها في الاتحاد النسائي العالمي والمصري ولطيفة الزيات وفاطمة زكي وثريا ادهم وعنايات ادهم وكانت لطيفة الزيات بصفتها شيوعية قائدة من قيادات الحركة الطلابية سنة 1946 في لجنة العمال والطلبة حتى أن الهتاف الذي كان يهتفه ضدها الإخوان المسلمين (يا لطيفة كوني لطيفة) هذا يعني أنها كانت قوية ولها قدرة على المواجهة وتحديد الرؤية إذن المرأة موجودة دائما على مدى تاريخ الحركة اليسارية والحركة الماركسية فالمرأة كانت دائما ترافق الرجل حتى في السجن الرجال في سجن الواحات والنساء في سجن القناطر وبالنسبة لجيلي كان تواجد النساء ملحوظا بدرجة كبيرة فجيل السبعينات جيل طلع من تحت عباءة المد القومي والمشروع الكبير وكانت المرأة تشعر وقتها انه جزء من نهضة هذه الأمة وجزء من حركة التحرر فكنا نحمل قيم نضالية حيث إننا كنا نستيقظ على أغنية "يا بنت بلدي زعيمنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال "في الراديو فنحن حملنا تاريخ نضالي للشيوعيات السابقات وحملنا تاريخ نضالي لمرحلة الناصرية وساعد على ذلك أن المجتمع وقتها كانت تملؤه حركة تنمية ودائما في ظل حركات التنمية تنتفي التفرقة الطائفية أو العنصرية أو النوعية فنحن جميعا مواطنون وبخصوص اعتقال المناضلات في الفترة الناصرية أقول أن النظام الناصري لم يضطهد المرأة بصفتها أنثى ولكن اضطهدت المناضلة لان النظام اعتقد أنها تصارعه على السلطة وكانت الأزمة في الديمقراطية فكان الذي يضطهد هو الذي يملك السلطة السياسية ويقمع من يخالفه رجل أو امرأة لكن المناخ العام ككل كان مناخ غير قاهر للمرأة وذلك المناخ كانت بدايته مع فترة ازدهار الليبرالية المصرية من 1919 وحتى 1952 مع طه حسين وكتابه " في الشعر الجاهلي" وعلى عبد الرازق وكتابه "الإسلام وأصول الحكم "وحركة الاستنارة التي تمت وظهور أسماء مثل مي زيادة وسيزا نبراوي وكانت السيدات جزءا من هذا المناخ العام سواء المناضلات العشرينات والثلاثينات والأربعينات وحتى السبعينات والى الآن أما بالنسبة لمعاملة الرجال المناضلين لرفيقاتهم فمن واقع خبرتي وتجربتي كانت المعاملة ندية وأنا لم أعاني من أي شكل من أشكال الاضطهاد لأني امرأة من رفاقي بصفتي عضو في حزب التجمع سواء من الجيل القديم أو الزملاء اليساريين فنحن رفاق يناضلون مع بعضهم البعض لديهم أهداف ورؤى وبالنسبة لرأي أروى صالح في كتابها المبتسرون فهي تجربتها وهي المسئولة عنها وأنا لا أستطيع أن اعلق على كلامها لأنها ليست تجربتي أكيد نحن رجالا ونساءا أولاد مجتمع متخلف وتنعكس قيمه على سلوكياتنا وتجربة أروى تجربة خاصة لا أستطيع أن أعممها وبخصوص وجود هذه التجربة في الواقع أقول ربما وجدت لكني لم التقي بها لكننا إذا قلنا أن الرجل التقدمي استطاع أن يتخلص من موروثه الثقافي والاجتماعي الذكوري يصبح هذا الكلام غير دقيق لأنه ولا المرأة التقدمية استطاعت أن تتخلص من موروثها هي أيضا وفي بعض الأحيان تكون المرأة قاهرة للمرأة فكيف يمكن أن نتخلص من موروثاتنا في ظل مجتمع ضاغط وفي حالة تردي مستمرة فهذا مستحيل لأنه يحتاج نضال مع النفس ووقت طويل وانتباه وقوة في المواجهة والمرأة تعاني من القهر هو نفس القهر الذي يتعرض له الرجل لكن المرأة تعاني مرتين قهر المجتمع وقهر الرجل الفرد فاليسارية عانت من قهر النظام بالاعتقال والسجن لان لديها ظرف خاص هي امرأة في مجتمع قد لا يقبل فكرة اعتقالها كما أنها زوجة وأم وعليها تبعات مختلفة ولا أستطيع أن أتجاوز تماما وأقول أن الرجال حتى اليساريين لا يقهرونها لأنهم أبناء هذه المجتمع وأحيانا يكون قهر الرجل للمرأة رد فعل لقهره المثل الشعبي يقول "الظابط ضرب العسكري فالعسكري ضرب مراته "وعلى مستوى معاملة الأسرة للمناضلة جميعنا عانينا من عدم تفهم أهلنا لكن أهلنا يحملون في داخلهم التراث الليبرالي ثورة 1919 وان أول شهداء هذه الثورة كانت امرأة ربما يكونوا ضد عملنا السياسي وضد الخطر المحيط بنا وربما بعض الأفكار المشوهة عن الماركسية وصلت إليهم لكنهم في داخلهم يحترمون ما نفعل ويفخروا بنا 0 وتضيف لقد كانت القوى اليسارية مسيطرة على الشارع والجامعة والمصانع لكن مع أواخر السبعينات وبمساعدة السادات صعد المد الرجعي حيث أعطاهم المنابر مساحة في التليفزيون والصحف وأصبح يتحدث بخطاب ديني يغازلهم به لضرب الحركة اليسارية لكن الموضوع أكثر تعقيدا فمع ظهور نمط من الاقتصاد الريعي النفطي غير القائم على الإنتاج مع دخول ثقافة وافدة هي ثقافة النفط والفكر الوهابي الذي يحتقر المرأة ويفرض الحجاب والجلباب الشرعي مع نمو أزمة اقتصادية وتوقف التنمية الحقيقية وظهور قيم تخص الثراء السريع والطفيلية والسمسرة كل هذا أتى بقيم تضرب المرأة وتحولها إلى متاع مدفوع الأجر وكان دور اليسارية تجاه ذلك متمثل في استمرار نضالها في الحركة الطلابية وفي وجودها في الأحزاب ونضالها في القضايا الكبرى مثل أحداث 18 و19 يناير1979 وأزمة 5 سبتمبر1981 كما استمر تواجدت اليساريات في الصحف والإبداع والأدب فالخطاب اليساري لم ينقطع تأثر بالضرورة بالمد الرجعي لان اليسارية أصبحت تحارب على محورين تحارب مد رجعي بدا يتجذر في المجتمع وتواجه السلطة التي تستغلها على كل المستويات في الأسعار والتوظيف فالمعركة أكثر شراسة خاصة عند مواجهة خطاب ديني يعد أسهل واقرب إلى النفوس حتى لو كان يخرج من (مشايخ زوايا بيقروا بالعافية) وبخصوص دعوى النسوية أنا لا اعترف إلا بكون المرأة إنسان للمرأة خصوصية نابعة من القهر الاجتماعي لكن هذا لا يعني أن الرجل هو عدو المرأة وعلينا أن نناضل معا من اجل رفع القهر من خلال العمل المدني وان تكون المرأة منظمة في أحزابها وفي جمعياتها الأهلية وفي نقاباتها وان تصبح قوة ضغط لانتزاع الحق من المشرع ومن مصدر القرار
ويقول احمد سيف الإسلام حمد مدير مركز هشام مبارك للمساعدة القانونية:دور المرأة في الحركة اليسارية يأخذ أشكال مختلفة ابسطها دور الزوجة أو الصديقة أو الأم أو القريبة المساند للذكور اليساريين عند تعرضهم للحبس وهو دور حيوي ومجهد ولدي مثل قريب هو دور وردة زوجة اشرف إبراهيم المقبوض سياسيا والذي حكم عليه بالبراءة مؤخرا فقد سعت إلى تجميع فريق دفاع قانوني له وحركة احتجاج سياسي وتجربتي عندما قبض علي في 1983 فقد استطاعت زوجتي الدكتورة ليلى سويف أن تجعلني أعيد أشلاء حطام إنسان والدور الأهم هو النضال في العمل العام وهناك نماذج كثيرة داخل الحركة وقريبا حركة 20 مارس التي استهدفت التغيير السياسي نجد عايدة سيف الدولة وليلى سويف وأمينة رشيد وغيرهن كثيرات لعبن دورا مساويا للرجال أن لم يكن أفضل وبالنسبة لآلية التعامل داخل إطار العمل العام نحن مجتمع متخلف والتقدميين أولاد هذا المجتمع وعدد الأشخاص الذين يحاولوا أن تتسق سلوكياتهم مع أفكارهم محدود وليس غريبا أن نجد رجال تقدميين لكنهم على مستوى الممارسة شرقيين سواء في علاقتهم بالمرأة الحبيبة أو القريبة كل النماذج المجتمعية للرجال موجودة داخل الحركة اليسارية فنجد تقدمي يغار أن تكلم زوجته رجلا ويغار عندما تريد أن تحقق ذاتها أو تتفوق عليه وذلك يعد سببا رئيسيا لفشل العديد من الزيجات وسط اليساريين كما نجد وسط اليساريين تعاملات تقيد المرأة وتراها جسد أو سلعة أو موضع لممارسة الجنس فأثناء محاولة الاتساق هناك من يفشل وهناك من ينجح وكل اليساريات سنجدهن يتوزعن ما بين امرأة تحققت في علاقتها مع تقدمي وامرأة فجعت في علاقتها مع تقدمي وامرأة سببت لها العلاقة بتقدمي أمراضا نفسية وكلام أروى في المبتسرون مفيد جدا لأنها تجربة لامرأة عانت من الجانب السلبي فالجانب الايجابي موجود لكن الجانب السلبي يفوقه واليساري في معظم الحالات لا يختلف عن الرجعي وان كان يتميز عنه برطانة التقدمية التي يتخفى ورائها وهناك حوارات حقيقية تمت بين رجال يساريين بدون ذكر اسما تقول " ما ينفعش تدي البنت حرية وعيها مش واصل لمستوى هذه الحرية "فهي نفس نظرة المجتمع القاصرة حول أن الفتاة ستسيء التصرف لو لم تخضع لرعاية الذكر فالشيطان يقف على الأبواب لإغوائها وكأن الذكر لا يتم إغواؤه وممكن يكون هو الشيطان الذي يغوي0 ويجب أن نلاحظ أن المجتمع تغير الآن عنه في الستينات والسبعينات وأخشى أن يكون التغيير بالسلب على مستوى الحركة اليسارية نتيجة لان المجتمع أصبحت الحالة المحافظة لديه هي السائدة في الثمانينات والتسعينات وانعكس هذا على نظرة اليساريين للمرأة وعلى نظرة الرجال بشكل عام وهناك مثل في فلسطين فبعض التجمعات والتنظيمات اليسارية أصبحت تعقد جلساتها في مكان مخصص للرجال ومكان مخصص للسيدات تأثرا بحركة حماس واعتقد أن التأثير الرجعي موجود في مصر أيضا فمستوى هلع الأب والأم التقدميين على الابنة أصبح أعلى ومن ثم يقيدونها أكثر لأن المجتمع أصبح مغلقا ومحافظا والمخاطر أوسع مع ملاحظة أن تأثير المد الرجعي وصل إلى درجة تقليل عدد من يستعدون أن يدافعوا عن الحرية بكافة أشكالها ففي قضية نصر حامد أبو زيد الناس كانت قليلة خشية من رد فعل المجتمع والمبررات كثيرة في ذلك ومنها أن قضية المرأة ليست قضية محورية وان الأولوية لأشياء أخرى 000وتقول فاطمة ربيع المحامية الشهيرة التي استطاعت أن تكسب قضية وقف فرض الحراسة على نقابة المحامين: دور المرأة في الحركة اليسارية متميز ودورها لا يقل عن دور الرجال والزملاء ساعدونا ولم يتعاملوا معنا بعنصرية أو تمييز فانا مثلا حدث لي تحرش من الشرطة فقالوا لي يجب أن تتعاملي بقوة ولا تنتظري من يدافع عنك فجعلوني من البداية اشعر بقوتي وأنميها ولقد تأثرت في بداياتي بالدكتورة نعمات فؤاد من خلال ندوات في النقابة في بداية الثمانينات وأنا كنت طالبة في الجامعة فكانت ندوات مثل رفض توصيل مياه النيل لإسرائيل معركة هامة عايشتها وأثرت فيا وأنا شخصيا على مستوى تجربتي لم اشعر بأي تمييز أو قهر بالعكس لقد ساعدني وقدمني زملائي من الرجال وأيضا كان المناخ العام مساعدا فالرفض كان فقط من جانب الأسر و الأهالي والدليل على القناعة بأصالة دور المرأة حالات عديدة من الزيجات التي تمت في وسط اليساريين وحول فكرة تراجع دور المرأة في حركة السبب طغيان ثقافة العولمة والفكر الفردي والبرجماتي وهذا على مستوى كل دول العالم ولم تعد توجد الآن حركات تحرروطني00 وبالنسبة الاضطهاد المرأة المناضلة من السلطة فقد تعرضت لاضطهاد من قبل قوات الشرطة فقد امتهنت بدنيا إلى حد وصل إلى السحل وتمزيق الملابس عند الجامعة عام 1986 لدرجة أن زملائي الطلاب كسروا باب الجامعة ليخرجوا لينقذوني فظلوا يجروا في لعدة أمتار وضرب بالجزم والركلات وكان التقرير الطبي عن إصابتي في أربع صفحات ورفضت القضية التي رفعتها ضدهم حيث شهد ضدي احد الزملاء هو سيد شعبان عضو مجلس نقابة المحامين وبالنسبة لقضية النقابة أنا منذ فترة من 1981ومعظم القضايا التي رفعت من وقتها أنا اعمل فيها وقضية رفع الحراسة عن النقابة كانت القضية الوحيدة التي رفعتها باسمي لأن الناس كانت قد يأست من الوصول لحل واستمريت لمدة ثلاث سنوات (ابتدائي واستئناف )أتابع القضية لأني لم افقد الإيمان بعدالة قضيتي وإحساسي بعدالة القضاء ولم يشاركني احد وكان الحكم مفاجئة حتى أن وزير العدل قال لي" أنتي سرقتي القضية " فقلت له أن ذلك بناءا على مبدأ قد أرسيته أنت عندما حكمت حكم دستورية سنة 1983 بأنه لا يجوز إيقاف المجالس النقابية بأية وسيلة قمعية حتى ولو كان بقانون فما بالنا بحكم غير قانوني فلقد كان حكم الحراسة على نقابة المحامين حكم مستعجل بفرض الحراسة على جميع النقابات المهنية وكانت نقابة المحامين هي النقابة الوحيدة التي تحررت من الحراسة وبخصوص امتناعي عن ترشيح نفسي بعد وقف الحراسة في منصب قيادي فقد قررت أن أؤثر الآخرين وأقدم الأفضل كنت أرى أني ممكن أؤدي هكذا وأنا حرة بدون كرسي وان أكون مجردة من أية أهواء ونفت المحامية فاطمة ربيع تعرضها لأي ضغط في المقابل نحو عدم ترشيح نفسها كعضو مجلس بل على العكس رحبت جميع التيارات داخل نقابة المحامين بما فيهم الإخوان المسلمين بترشيحها لكنها رفضت ذلك كجزء من دورها في وأد فكرة الفردية وإيثار الذات وبخصوص فكرة اضطهاد المرأة في المجتمع هي ترى أن الاضطهاد يقع على مجمل المجتمع و أن المرأة في نضالها ضد قهرها مستحيل أن تناضل وحدها لأنها لا يجب أن توجه نضالها ضد الرجل الذي هو كل التشكيلات الاجتماعية المحيطة بها أب وابن وزوج وأخ فهو في حياتها إذن لابد أن تناضل ضد الفقر والمرض والجوع وكل الأشياء التي يتعرض لها المجتمع ككل وتناضل ليس لقضيتها فقط فليس من مصلحتنا أن نؤجج الصراع بين المرأة والرجل بل أن دور الرجل في مساندة المرأة والأخذ بحقوقها لا يقل أهمية عن دور المراة00 وتقول لبيبة السيد النجار أمينة التثقيف في اتحاد النساء التقدمي بحزب التجمع: المشاركين في العمل السياسي عددهم قليل جدا سواء نساء أو رجال لان مجتمعنا مجتمع غير ديمقراطي الحياة السياسية غير مفتوحة للمشاركة ولذلك نجد نسبة قليلة جدا من الناس تشارك في العمل السياسي إما بالنسبة لدور المرأة فهي فعلا لها دور مميز ودور واضح في الحركة اليسارية بالنسبة لنا في حزب التجمع سوف نجد عدد المرأة قليل جدا بالنسبة لعدد الرجال وهذا منطبق على جميع الأحزاب حتى الحزب الوطني الذي يعتبر اكبر الأحزاب وهذا يرجع لأشياء كثيرة المرأة ليست السبب فيها هناك الموروثات الاجتماعية والثقافية وحركة المد الرجعي الموجودة في المجتمع والتي تنادي بعودة المرأة إلى المنزل وان عمل المرأة عورة وان البطالة سببها المرأة وهذا في الحقيقة ظلم فادح لان ليس من الممكن أن تحدث تنمية ونصف المجتمع مغيب لان المرأة ليست مجرد الابنة والأم والزوجة وإنما لها دور تنموي حقيقي في المجتمع وإذا أغفلناه لن تحدث لدينا تنمية حقيقية ولن يوجد لدينا أجيال تحترم المرأة والرجل وتحترم حقوق الإنسان وتضيف أن المرأة اليسارية شاركت في مظاهرات كثيرة وتتعامل مثل الرجل بدون فرق لكن لو نزلت الانتخابات في أية لجنة محافظة أو أي لجنة قسم دائما ما يفضل الرجل وهذه مشكلة تقع على عاتق المجتمع كله سواء اليسار أو غيراليسار0 الكلام كثير حول حقوق المرأة لكن عند الترشيح دائما يفضل الرجال لان هذه موروثات وعادات نحن تربينا على ذلك على فكرة أن المرأة لها دور واحد في حين أن المرأة لها ثلاثة ادوار الأول إنجابي واسري والثاني تنموي والثالث اجتماعي وسياسي لكن المرأة دوما تعامل على أساس أن لها دورا اسريا وإنجابيا فقط فالمجتمع اغفل باقي الأدوار هذا بالإضافة للمد الرجعي الذي يطلع علينا في الأتوبيس والميكروباص فشعر المرأة عورة والمرأة سوف تدخل النار لأنها خرجت بدون إذن زوجها أنهم يريدون المرأة أن تتراجع عن ما حققته ويريدون أن يقصرونها على متعة الرجل 0جزء من السيدات عليهن مسئولية حقيقية عن ما يحدث لأنهن يمتنعن عن ممارسة والمطالبة بحقوقهن وعلينا نحن السيدات الواعيات كجزء من اليسار أن نوعي المرأة العادية بحقوقها وواجباتها وما يعطيه لها القانون وأما بالنسبة للمرأة اليسارية فهي تقدم نفسها بشكل حقيقي وتؤدي دورها بشكل أفضل وعندنا في حزب التجمع تواجد للمرأة في اللجنة المركزية بواقع 18 امرأة وفي الاتحاد النسائي يحضر مؤتمره العام 124 امرأة منهم 35عضوة في الأمانة العامة و11 عضوة في الأمانة المركزية و8 عضوات في اللجنة المركزية فنحن نحاول تقديم أنفسنا بشكل فعال في العمل العام لكن الواقع أن المرأة تواجدها ضئيل في مجلس الشعب نتيجة لمنظومة القوانين المقيدة للحريات ومنها قانون الطواريء علينا أولا أن نزيل هذه القوانين مما يسمح للسيدات بالمشاركة في العمل العام وبالنسبة لجيل السبعينات من اليسار والذي انتمي له كانت هناك حركة وطنية قوية تجمعت عليها الناس لذا كان تواجد المرأة كبيرا وكانت المرأة والرجل في الحركة متساوون فالوضع العام حرك الجميع نحن نحتاج فعلا لمشروع قومي يجتمع الناس حوله نحن الآن نعاني من أشياء كثيرة البطالة والخصخصة والمعاش المبكر وكل هذه السياسات بدأت بالعنصر الأضعف في المجتمع وهي المرأة فأينما وجد الفقر وجدت المرأة فضلا عن أن المرأة تجد فرص عمل في الأعمال الخدمية غالبا 0 هناك مشكلة اقتصادية حقيقية تقع بشكل مضاعف على المرأة سواء يسارية أو غير يسارية كما أن مناهج التعليم لا تعامل المرأة كعنصر فاعل في التنمية دائما هي عضو مساعد حتى النصوص التي أدخلت سواء حقوق الإنسان أو حق العمل أو كذا هي مجرد ديكور وليس لها أي تأثير فعلي الأزمة أن مجتمعاتنا غير ديمقراطية تفتقد للحوار وبالتالي التعليم غير حر فنجد فصل الأولاد عن البنات في المدارس0 علينا تغيير نظرة المجتمع للمرأة ومواجهة قوى المد الرجعي الموجودة في المجتمع من خلال تقوية دور الأحزاب والمثقفين والنخبة فيمصر وأخيرا أقول انه بعد سنوات قليلة سوف لا أستطيع أن أسير في الشارع بدون حجاب000


صحفية بجريدة الانباء الثقافية العالمية وعضوة مؤسسة - رئيس قسم دراسات المراة بجمعية راية التنوير