تضامنو مع المرأة الايرانية في محنتها



كاترين ميخائيل
2011 / 1 / 12

نسرين سوتودة المحامية الشابة الام لطفلين في الثالثة والعاشرة , الزوجة النبيلة المخلصة لزوجها وعائلتها توضع في قفص الاتهام وتحكم 20عاما فقط لانها مخلصة لمهنتها القانونية , مدافعة لقضية إنسانية لاوجود لها في إيران اسمها "حقوق الانسان " . سبقتها الايرانية الشابة شيفا نزار اهاري الناشطة الاخرى المدافعة عن حقوق الانسان التي حكم عليها السبت في الاستئناف بالسجن اربع سنوات وتلقي 74 جلدة لاعتبارها “عدوة الله”. سبقتها الناشطة شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام . وهكذا تملئ سجون ايران من الاكاديمين والفنانين والموسيقارين لالسبب فقط لانهم فتحو أفواههم ضد النظام الدكتاتوري المتعجرف المتعصب , النظام الذي يعاني من العزلة الدولية , لانه يريد ان يرجع بلده الى زمن القرون الوسطى . أصبح هذا النهج مرفوض من الشباب الصاعد من كلا الجنسين الذكر والانثى . دمرت الحضارة الفارسية التي كانت تتسم بنعومتها ونعومة مذاقها من الادب والفن والموسيقى والعلم والتكنلوجيا بسبب هيمنة أناس شبه أميين يستغلون الدين لليهمنة على السلطة في إيران وأصبح كل شئ يوضع في باب الممنوعات بما فيها فتح الفم فقط مسموح عند طبيب الاسنان لاغير .
الان نحن النساء في المنطقة نعيش صراع للدخول ندا الى ند مع هذه الفحولية غير المتماشية مع العصر ومع طبيعة التطور وفق الحياة العصرية التي نعيشها يوميا . ان ما يحصل هو تلخيص لهذا الصراع، الفحل يريد ان يأخذ بيده زمام الأمور لدفع البلد في الاتجاه الذي يراه منسجما مع مصالحه الذكورية. والصراع امر طبيعي لكن الطريقة التي يجري بها ادارة الصراع عسى ان لاتتحول الى دماء يدفعها الشعب الايراني ، كنا نتمنى ان يحسم هذا الموضوع الحساس دون اللجوء الى المواقف المتشنجة من قبل الدولة الايرانية، كي لا يدفع الى تعقيد اللوحة السياسية، الى إعطاء ضحايا أكثر وأكثر .
المرأة في إيران ذوتاريخ عريق كانت مساهمة فعالة في كل ميادين الحياة السياسية العلمية الفنية الادارية وغيرها . والان يريدون بنا ان نرجع الى الوراء والى النظام العشائري القديم الذي بات يرفضه العصر الحالي والحياة المدنية الحديثة . ماهو العمل امام هذه الحكومات الفحولية بهذه القضية المصيرية . لم تكمن القضية بشخصيتين او ثلاثة ولكن الاهم هي الايدلوجية التي تأخذ البلد الى هاوية التخلف والرجوع الى نظام القبيلة والعشيرة الذي كانت تعيشه علاقات إنتاجية إقطاعية لاغير والمرأة هي التي تدفع الثمن الاكبر. هي الضحية الاولى والاطفال الضحية الثانية .
علينا التحرك بالخطوات التالية :
1- توجيه رسائل الى الجهات السياسية والهيئات الدولية تقول" نحن نساء ايران في دولة إيران الاسلامية نعدم ونقتل ونسجن من قبل أجهزة الدولة الايرانية وعلى رأسها القضاء الايراني غير العادل , ثانيا من قبل أجهزة أمنية تابعة للدولة فاحشة ليست أقل سوءاً من نظام صدام حسين الدكتاتوري المقبور . توقع هذه الرسائل من سياسيات وناشطات في مجال حقوق الانسان في كل العالم من نساء ورجال ، على اختلاف أفكارهم وانتماءهم وتوجهاتهم السياسية، مطالبين التدخل والضغط على حكومة "طلبان نجادي" لاطلاق سراح النساء اللواتي في السجون الايرانية . تقدم الى الجهات الدولية المعنية بالامر .
2- يتطلب من ممثلي منظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية والمهنية والمثقفين والكتاب والشخصيات الاجتماعية والدينية والاعلام اعلان حملة وطنية من أجل إعادة الاعتبار للايرانيات وإطلاق سراح المسجونات وإيقاف المسلسل المنظم ضد حقوق المواطنة الايرانية .
3- المرأة الايرانية تخطو خطوات جيدة في مشاركتها في العملية السياسية، بالضرورة أن يكون هنالك عمل منظم من قبل المنظمات والتجمعات النسوية حتى وان كان عملا سريا . بمعنى أخر توحيد الخطاب السياسي لايقاف هذه الممارسات اللاقانونية بحق المرأة الايرانية المناضلة والواعية .
4- الكشف عن خفايا المجموعة التي تحاكم النساء واعلان اسماء اعضاء المحكمة ورجال القانون الذين يمارسون تطبيق القانون الذكوري المجحف بحق المرأة الايرانية .
5- فضح كل المخالفات والخروقات القانونية التي تمارسها الحكومة النجادية وفضحها في الاعلام والاستفادة من المعاهدات والمواثيق الدولية التي وقعت إيران عليها .
6- استخدام كافة الأساليب السلمية مثلا الاعلام والفضائيات . تشكيل وفود نسوية لتنشيط حملات تضامن . تسخير المجتمع المدني للضغط على الجهات المعنية من اجل تفعيل وتطبيق القوانين التي تردع العنف ضد المرأة الايرانية هذه الحملات تشمل داخل وخارج إيران .
7-القيام بحملات واسعة للتوعية ولكافة الشرائح بالحقوق السياسية والقانونية والاجتماعية للمرأة والتأكيد على أهمية مشاركتها والدفع باتجاه تغيير النظرة الدونية لها لتمكينها من إخذ زمام الامور في الساحة النضالية الساخنة .
بدايات عام 2011