اكسرن مساويكهم !



احسان جواد كاظم
2011 / 1 / 15

جميل ان تتداعى نسوة مسلمات لمناهضة العنف ضد المرأة مع ان بعض الاسلاميات منهن , لهن رأي آخر.
من الطبيعي ان معاناة المرأة اي امرأة من العنف الجسدي والجنسي والنفسي, يجعلها تبحث عن خلاص من هذه الظاهرة الاجتماعية المرتبطة بالعادات والتقاليد العشائرية المتخلفة والتي وجدت تبريرها الشرعي الديني في مجتمع ابوي ذكوري وسندها في قوانين رجعية بالية.
ولابد ان آية 33 من سورة النساء " ... واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن..." وضعت على كاهل مفسريها مسؤولية عظيمة لايجاد مخرج لتفسير كلمة" اضربوهن" والبحث عن دلالتها في متون معاجم اللغة العربية. فهذه العبارة تفند كل مايقال عن تكريم الاسلام للمرأة التي هي اولا أم الجميع قبل ان تكون حبيبة وزوجة, بنت, او اخت للرجل.
فمن التفسيرات التي يتبناها رجال الدين لكلمة " اضربوهن" : لاتعني البتة الضرب المبرح بل ان ماينبغي ان يضربن به, مسواك اسنان الرجل, ليس الا ولايتعدى غير ذلك... ياللرقة والروعة !!! ولا اعتقد بان هناك من استعمل المسواك لمعاقبة زوجته, ثم انهم لايعيرون انتباها للاهانة المعنوية لهذا الفعل وتاثيراته النفسية عليها, والذي لابد وان يقترن بعنف كلامي جارح.
هل ياترى يتقبل احد رجال ديننا الافاضل ان ترميه احداهن بمسواكها؟ أم ان حمايته المدججة بالسلاح, التي تصون قدسيته الدنيوية والسماوية من اي اهانة, ستتدخل لتأديب هذه الفاسقة.

كما ان احد المخارج التي يقترحها المشايخ هو ان "اضربوهن" تعني الحزم ولاشيْ غير الحزم وذلك بقناعة ثابتة بان الخطّاءات هن النساء, والدليل ان اكثر سكان جهنم هو منهن كما هو معلوم من احاديث ائمة الشريعة الخالدين.
اما الدلالة التي اختارتها على ما اتذكر فاطمة المرنيسي في احدى كتبها ان " اضربوهن" ينبغي تفسيرها بانه ضرب المثل لها .
لكني انا العبد الفقير اصر بغباء ان " اضربوهن" تعني ببساطة ضربهن باليد سطار على اقل تقدير او بما يتوفر تحت اليد من اشياء.
ان قيام اسلاميات باختراع يوم اسلامي ؟؟؟!! لمناهضة العنف ضد المرأة المصادف ليوم الأول من صفر في التقويم الهجري. تاريخ سبي نساء وآل البيت النبوي بعد واقعة الطف الأليمة واستشهاد الامام الحسين, تقسيمية وغير مفهومة.
ان المرأة العراقية التي ناضلت وعانت وصمدت تحتاج للتوحد والتضامن والتكاتف, بدون تسميات فرعية تشتت مساعيها من اجل مستقبل افضل لها ولعائلتها وللمجتمع بأكمله.
وقد سعدنا جدا بنشاطات المنظمات النسوية العراقية وبرلمانيات والتي اتسمت بالجدية في سعيهن لأحقاق حقوقهن وتحجيم التهميش. لكن فرحتنا لم تتم. ففي الوقت الذي دعت فيه برلمانيات وناشطات عراقيات رئيسي الجمهورية ومجلس النواب الى العمل على منح المرأة مناصبا وزارية في الحكومة الجديدة, اشارت نائبة مجلس النواب عن المجلس الاسلامي أم وهب (أمل عطية عبد الرحيم) والنائبة عن عن ائتلاف دولة القانون أم رضاب (ايمان حميد) على موقع سومريون نت : بان نسبة 25% للنساء هو تمثيل تشريعي وليس تنفيذي. اي بمعنى آخر لايعني توزيرهن وخاصة مع عدم توفر كفاءات نسائية.
انا لااريد التجني على هاتين السيدتين ولكني ارى بانه حتى التشريع يتطلب كفاءة متميزة وليس فقط رفع الايادي "موافج" .
ان شعور البسيطات من النساء بدونيتهن شرعن ضربهن ( بالمسواك ) , ولكن ماذا نقول لبرلمانيات يقرن بدونيتهن؟
ان ماينتظر المرأة وحقوقها ووحدة قرارها مطبات كثيرة , ينبغي الانتباه اليها ولن يكون آخرها تقديم مجموعة من رجال الدين في البصرة بتوصيات حول قانون الاحوال الشخصية الى رئيس مجلس النواب , لانعتقد بانه سيكون لصالح المرأة باي حال كما عودونا.
فتداركي الخطر الذي من شره ....... سيكون مقتبل البلاد مهددا
كما قال محمد صالح بحر العلوم.